اختار المدير الفني لمنتخبنا الوطني الأول لكرة القدم ناصر الجوهر الصمت كوسيلة تعامل موقتة مع وسائل الإعلام السعودية التي تنبش في أمور متشعّبة قد تشتت الذهن وتهدر الجهود وتضيّع تفسير الحلم الخامس موندياليا. والعقلاء يؤيدون صمت الجوهر في هذه المرحلة بالذات لأن حديثه لن يردم الهوة بينه وبين وسائل الإعلام بل قد يوسّعها وفق حيثيات ومجريات الأمور التي تحيط بمنتخبنا قبل مواجهة منتخب إيران في مراحل الحسم لبلوغ نهائيات كأس العالم المقبلة 2010 في جنوب أفريقيا. ناصر الجوهر جرّب الانفتاح الإعلامي في الأيام القليلة الماضية فوجد أن التأويلات تسيطر على عقليات بعض متعاطي مهنة الإعلام، ووجد أن الصمت أفضل طريقة للتعامل مع هذه العقليات في هذا الوقت بالذات، حتى لو حاول الجوهر كسر هذا الحاجز فلن يسلم من حصار الأسئلة المتناثرة عن سبب إبعاد فلان ولماذا لم تستدع فلاناً؟ وقد يأتي آخر بسؤال ممجوج عن صحة استلام كوزمين بدلاً منه؟ وسيكون الجدل بيزنطياً، وسيبدأ ولن ينتهي بشكل مقنع لأحد، لذا غاب الجوهر عن المؤتمر الصحافي في أعاقب مباراة منتخبنا الوطني الودية أمام منتخب قطر ولم يهدر وقته في الإجابة على أسئلة صحافية مزعجة، وسيتفرغ للمهمة التي يترقبها كل الوسط الرياضي السعودي. المنتخب السعودي على أبواب مرحلة تاريخية هامة واللقاءات صعبة والحلم تفسيره لن يتحقق إلا بجهد الرجال وعرق الركض المتواصل بدءاً من لقاء منتخب إيران يوم السبت المقبل وانتهاءً بآخر لقاء في مجموعتنا. فرصة تحقيق حلم بلوغ نهائيات كأس العالم للمرة الخامسة على التوالي متاحة والتوليفة التي شاهدناها أمام منتخب قطر منحتنا الكثير من التفاؤل والكثير من الحذر وبعودة كابتن المنتخب ياسر القحطاني زادت مساحة التفاؤل لأنه قنّاص ماهر وهدّاف بارع وقائد ميداني يثق فيه جميع اللاعبين، كما وضحت جاهزية كافة عناصر المنتخب فنياً وبدنياً، وارتفعت درجة الانسجام وعادة الروح للمجموعة ككل، وهذه مؤشرات طيبة وتؤكد حجم العمل الذي تم في المعسكر الخارجي على رغم ظروف الإصابات والغيابات لأبرز عناصر المنتخب لظروف صحية، ولكن عودة الجميع منحتنا الاطمئنان والثقة في رجال المنتخب. المنتخبات التي تجمعنا بهم التصفيات في مجموعتنا استعدّت بشكل قوي، وسيكون الصراع ملتهباً لانتزاع إحدى بطاقتي الوصول للمونديال، ولن يكون هناك مباراة سهلة أو متوسطة فكل المباريات قويّة ومتكافئة، ولا يوجد مميزات لأي منتخب من المنتخبات ال5. صحيح أن موقع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم منح لقاء منتخبنا ومنتخب إيران أهمية وأفضلية على بقية مواجهات الجولة الأولى آسيويا، ولكن المنطق يؤكد أن منتخبات كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية والإمارات العربية في الكفة نفسها. مهم جداً أن يلتزم الجوهر الصمت قبل المواجهتين المرتقبتين أمام منتخب إيران في الرياض ثم أمام منتخب الإمارات العربية في أبو ظبي، وبعدها يحلو الحديث، ولا بأس من جرعة شفافية ووضع بعض النقاط على الحروف فيما بعد. [email protected]