تشكل دراما رمضان السعودية والعربية، هاجساً للطلاب السعوديين المغتربين، فلا يمكن أن تمر المسلسلات دون مشاهدة، إذ يتابع بعض الطلاب المسلسلات الرمضانية عن طريق الموقع الشهير اليوتيوب، وتستحوذ هذه المسلسلات على قسط كبير من النقاشات اليومية التي تتم بينهم يومياً. في جانب آخر، يُسابق مبتعثون سعوديون يدرسون الماجستير في ولاية نيويورك الأميركية، الدقائق لسد جوعهم، في أعقاب يوم طويل من الصيام والدراسة المكثفة. يلتهمون بعض حبات التمر والماء، في قاعة أنشأها بعض الطلاب المسلمين للإفطار داخل الجامعة، وذلك في الوقت المستقطع من الحصة الدراسية، داخل الجامعة، والمقدر بعشر دقائق. وما أن ينتهي اليوم الدراسي، فيركبون الطريق الأسرع إلى شقتهم بحثاً عن شيء يؤكل، في غالب الأحيان يكون بقايا من الطعام الذي أعد ليلة أمس. ويتجاوز عشاق القهوة الفطور المنظم، متجهين إلى محل"ستار بكس"المجاور للجامعة، لينالوا قسطهم من أقداح الكافيين التي تساعدهم في التركيز على بقية الدروس، مدعومة بقطع من الحلوى يبتاعونها لتشكل في النهاية مكونات إفطارهم. فيما يحضر بعض الطلبة ممن يفضلون البقاء في الفصل الدراسي خلال الوقت المستقطع، حبيبات من التمر والماء وآخرون يحضرون القهوة العربية، مبررين حرصهم على ذلك بأن رائحتها ومذاقها يذكرهم بالأهل والوطن ويخفف عنهم عناء البعد. ويفضل الطالب السعودي بشير جبرتي زيارة بعض المطاعم اليمنية، بعد انتهاء المحاضرات مع مجموعة من زملائه العرب، يقول"هناك أستشعر بقربي من الوطن، مع رائحة الحنيذ ومندي اللحم المقلقل الذي ينفذ من أنوفنا الى قلوبنا مباشرة". لكن زميله فارس دقنه، يفضل التوفير على نفسه، فيأخذ الشارع الأقرب من الجامعة إلى شقته، وتحديداً إلى المطبخ لتبدأ أنامله بالعزف على أوتار إعداد وجبة شهية له وللمقيمين معه، وأحياناً يكون الإفطار من بقايا إفطار اليوم السابق، الذي لا يحتاج سوى للتسخين. وقبل دخول رمضان، يحرص الطلاب المبتعثون على إحضار بعض مستلزمات الطبخ من بلدانهم خلال الإجازة الصيفية، فيكون التمر على رأس القائمة، ومعه بعض التوابل العربية وأواني الطبخ الرمضاني. ويؤكد المبتعث السعودي ياسر الطيار أن الشيء المهم الذي يفتقده الطالب المبتعث في بلاد الغرب هو الأجواء الرمضانية التي تكاد شبه مفقودة في أميركا، لكنه يستدرك"الطلاب السعوديون والعرب أصبحوا في رمضان كالعائلة الواحدة يتسامرون ويتذكرون الليالي الرمضانية الملاح مع الأهل والأصدقاء في ارض الوطن، ذلك ما يخفف عنا وطأة الغربة".