تعتبر النساء الفترة التي تسبق أذان المغرب"ساعة ذروة"بالنسبة اليهن، إذ يتحين أفراد الأسرة كباراً وصغاراً سماع صوت المؤذن، فيما تقطع سيدة البيت عشرات المترات ذهاباً للمطبخ وإياباً منه، من أجل إعداد مائدة الإفطار، ليهنأ بها أفراد الأسرة وهم يتابعون البرامج التلفزيونية مستمتعين بها. وإن وجد أحد أفراد الأسرة أن بعد الإفطار فرصة للنوم، خصوصاً بعد وجبة دسمة على مائدة رمضان، التي تحفل بمختلف أنواع الأطعمة، فإن النساء يصفن تلك الفترة ب"المناوبة الثانية من فترة الأشغال الشاقة الرمضانية". وبحسب موضي إبراهيم، فإن"الأعمال المنزلية بعد الإفطار شاقة جداً، من أجل ترتيب المطبخ وتنظيف الأواني... الخ، وأصعب ما فيها أنها تحتاج منا الى سرعة فائقة، كون الفترة بين الإفطار وصلاة التراويح بسيطة، فأنا أحرص على عدم تركها أبداً في رمضان". والقيام بالأعمال المنزلية بالنسبة للنساء له أجر وثواب، إلا أن الترويح عن النفس خصوصاً في رمضان يعتبر أمراً في غاية الأهمية بالنسبة لهن وتقسمه موضي إلى أمرين"صلاة التراويح، ولقاء الجارات في المسجد، الذي يتم استكماله في بيت واحدة مختلفة يومياً وفق جدول أعددنه لذلك". وتعتبر النساء ومنهن موضي، لحظات ما بعد الإفطار"لحظات سعادة وهناءة بعد فك أسري من بين الزيوت واللحوم وغيرها"، ولا تنسى مسألة تنويع وسائل الترويح عن النفس، مع الحرص على نيل الأجر في الشهر الفضيل،"من خلال زيارة الأهل أو الاتصال بهم يومياً، والحديث معهم عن ذكريات رمضان الجميلة في الماضي والاختلافات التي طرأت عليه حالياً، وكذلك التواصل مع الأرحام". أما التسوق في رمضان فله بالنسبة لها"طعم آخر لتغيير الروتين اليومي، فحركة الناس والازدحام يبعثان في نفسي شعوراً بالفرح، فشهر رمضان يختلف عن بقية شهور السنة". وتعد إيمان محمود في كل عام قبل قدوم رمضان"برنامجاً يشتمل على فقرات متنوعة بعد الإفطار، من ضمنها بعض برامج التلفزيون الهادفة والمسلية والمضحكة". وتقول:"الذهاب إلى صلاة التراويح والتسوق والترفيه مع الأولاد، من الثوابت الخاصة في هذا البرنامج". وأكثر ما يزعج إيمان هو"عدم الالتقاء بجيراني، ما يسبب نوعاً من الحرج لطبيعة العلاقة الوطيدة التي تجمعنا والأحاديث الشيقة بيننا"، لكنها على رغم ذلك تعتبرها"فرصة للتغيير، وليكون لاشتياق الجلوس معهن بعد رمضان طعم جميل". وعلى العكس تماماً من إيمان، تتوجه فاطمة الجوهي بعد التراويح إلى منزل جارتها، حاملة في يدها ابنتها ودلة القهوة، ولا تنسى أصناف الأطعمة التي تحلو بها الجلسات النسائية. وتبدأ"الأحاديث حول اليوميات الرمضانية، ومغامرات ما قبل الإفطار في التغلب على عنصر الزمن، الذي يتحكم بأعصاب النساء شهراً كاملاً"، وتضيف:"طرق الطبخ والأكلات الحديثة وبرامجها التلفزيونية وعصبية الرجال في رمضان وكثرة طلباتهم تشغل أوقاتنا، لدرجة أننا لا نشعر بالوقت، حتى يدهمنا قرب وقت السحور". وتعتبر فاطمة"تلك الأحاديث أفضل وأنفع من النميمة وضياع أجر الصيام". وروضة سعيد تجد في رمضان"فرصة عظيمة لختم القرآن تلاوة أكثر من مرة"، وتقول:"طوال أيام السنة نهمل تلاوة القرآن بداعي الانشغال بالأعمال المنزلية ودراسة الأبناء، وفي نهار رمضان ننشغل بتحضير ما لذ وطاب من الأطباق والمأكولات وأصناف الحلويات"، وتعتبر بعد الإفطار"فرصة ذهبية من أجل التفرغ للعبادات". ظوإن كان هناك بعض النساء يتوجهن إلى الكورنيش أو إلى منزل واحدة منهن مساء كل يوم في رمضان لإحياء ليالي رمضانية مميزة في أحاديث شيقة بالنسبة لهن، إلا أن سهير عليان تعارض ذلك، وتقول:"أفضل ما يحلو به رمضان هو الجانب الديني، وليس إحياء السهرات التي لا تليق بالنساء، فحديثهن لا يخلو أحياناً من النميمة والغيبة"، وتضيف"بمجرد الإفطار وفك الصيام يعتقد البعض أنه انتهى الصوم، وكأن النهار فقط يكون به الأجر والثواب أو العقاب". وتحرص سهير على"القراءة فهي من طقوس الشهر الفضيل بالنسبة لي".