تكثر في هذه الأيام العادات الحميدة في أبها فيقول الدكتور خالد باحاذق مدرب تنمية الفرد والعلاقات الأسرية ومؤلف لعدد كبير من الكتب في هذا المجال عن تصوره للترابط الأسري في شهر رمضان فقال: شهر رمضان المبارك ببرامجه الدينية اليومية فرصة للعبادة والتقرب إلى الله - عز وجل - كما أن الإفطار في توقيت واحد وتعطل جميع الأعمال في مجتمعنا الإسلامي السعودي في ذلك الوقت يوفر فرصة كبيرة لدى الأسرة على وجه الخصوص بأن يلتقي أفرادها جميعا على طاولة واحدة يتصلون بالله - سبحانه - ويتقربون إليه بالدعاء ومن ثم يرقبون الأذان ويفطرون سالكين نهج النبي صلى الله عليه وسلم بفعلهم ذلك. وأشار إلى نقطة مهمة هي أن رمضان ملتقى لتجديد التواصل بين جميع أفراد الأسرة الواحدة من صور ذلك اصطحاب الأزواج لأبنائهم أو زوجاتهم لأداء صلاة التراويح جماعة مع المسلمين وفي هذه الصورة حقيقة لسمو الإسلام في ارتقائه للعلاقات بين المسلمين مما يمثل مشاركة وجدانية روحانية ذهنية تسبق فترة الفطور وتمتد إلى ما بعد صلاة التراويح فيها تصفو النفوس وتزيد فرصة الفرحة والابتسام نتيجة الزيارات والسؤال على الأهل والرفاق، خاصة عندما تتفق الأسرة على أن تجعل من رمضان هذا العام مختلفا عن كل سنة مما يؤكد ضرورة التهيأة النفسية لاستقبال شهر الصوم والغفران. وقد عبرت الإعلامية وفاء بكر يونس عن رمضان بقولها أجمل ما في هذا الشهر الفضيل التواصل فهناك اتصال بين العبد وربه بالعبادة التي رحمنا الله بأن جعلنا مسلمين نرجو ثوابه بالتقرب إليه، وهناك التواصل الأسري الذي يزداد في شهر الصوم حيث إن حلاوة الصيام تجعل للصائمين قدرة على تناسي خلافاتهم والتصالح مع ذويهم كل وقدرته وطاقته التي أودعه المولى - سبحانه - اياها كي يتواصل مع غيره. وأضافت: أكثر ما يؤثر علي شخصيا في رمضان أجواؤه المتجددة من حيث أنواع الطعام أو روح الجو نفسه أو حتى أصوات الأذان التي تعبق الجو بالإيمان، كما أسعدني استعداد أبنائي لرمضان (هشام وسناء) بحرصهم على أداء صلاة التراويح هذا العام في إحدى جوامع مدينة الرياض ما أشعرني بنشوة نفسية وسعادة غامرة. كما قال الأستاذ أيمن عساف عن مدى زيادة المبيعات في الشهر الفضيل وارتباط ذلك بالتواصل الأسري فقال: المسألة مأخوذة من زاويتين الزاوية الأولى هي تنوع مائدة الفطور بأنواع الحلو الشعبية ما يخلق طابعا خاصا تتميز به الوجبة الرمضانية، والجانب الآخر وهو الملاحظ خلال السنوات الأخيرة هو اصطحاب الناس لبعض الهدايا من الحلويات أثناء تبادلهم للزيارات في ليالي الشهر المبارك وما يرافق تلك الهدايا من بطاقات تعبر عن تهاني الأهل لبعضهم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك. كما عبر الأطفال عن فرحتهم بأجواء رمضان باستحضار العديد من الصور الرمضانية فعبير ذات العشر سنوات ذكرت لنا أجمل شيء بالنسبة لها في رمضان ألا وهو السحور فهي عندما تتناول السحور مع والديها تحس بأن ذلك مختلفا عن بقية الأيام، أما الطفل سعود ذو السبعة أعوام يحب أول يوم في رمضان لأنه يجتمع فيه مع أولاد عمه عند جده لتناول الافطار بعدها يذهبون سوية إلى المسجد لتأدية صلاة التراويح جماعة مع المصلين. إحدى ربات البيوت أبدت سعادتها بشهر رمضان لما فيه من أجواء تختلف عن بقية أيام السنة حيث إنها منذ بداية الشهر تحرص على التواصل مع أقاربها وزيارة أخواتها العاملات حاملة معها بعض الأطباق التي تكون قد طهتها خلال النهار، وهي تسعد بالاجتماعات الأسرية لأنها تكون بعيدة عن المشاحنات والخلافات تجنبا لجرح الصيام وفقدان الأجر..