تساءل عدد من الصيادلة ومشرفي الصيدليات من الفائدة المرجوة وراء إلزامهم بإغلاق أبواب صيدلياتهم المناوبة ليلاً في وجه زبائنهم، والتعامل معهم عبر نافذة باب الصيدلة المغلق من الداخل، مع وجود حارس أمن مناوب إلى جانب الصيدلي، والذي فرض وجوده على الصيدليات مقابل السماح بالمناوبة الليلية. وأوضح أحد مشرفي الصيدليات في الطائف فضل عدم ذكر اسمه ل"الحياة"، أن إلزام الصيدليات المناوبة بإغلاق أبوابها خلال ساعات المناوبة والممتدة لأربع ساعات، ابتداء من الساعة 12 ليلاً إلى الساعة الرابعة صباحاً، إجراء يحتاج إلى إعادة النظر فيه، كونه يؤثر سلباً في حجم مبيعات الصيدليات، ويحرج وينتهك خصوصية العميل. وأكد المشرف الصيدلي أن الصيدليات الآن أصبحت أكثر توسعاً وشمولاً في عملها، والذي بات يشمل أيضاً بيع وعرض المستحضرات والمنتجات الطبية والصحية، ولا تقتصر مبيعاتها على الأدوية فقط، وإغلاق الباب يحد من مبيعات الصيدلية في فترة المناوبة، ويقلص من خيارات العملاء في الحصول على حاجاتهم فضلاً عن تحرج البعض من ذكر اسم الدواء أو المستحضر الذي يرغب فيه من وراء الباب. وأضاف:"إن وجود رجل حراسات مناوب يغني عن إغلاق الباب، وهو كفيل بحمايتها وحماية الصيدلي في حال حدوث أي طارئ"، لافتاً إلى أنه وفي الوقت ذاته الذي تجبر الصيدليات المناوبة على إغلاق أبوابها، توجد الكثير من المحال التجارية والتي تعمل ليلاً من دون إغلاق، كبعض المطاعم، ومحال الكوفي شوب، وأسواق السوبر ماركت، وغيرها من المحال التجارية، ما ينفي أي مسوغ لإغلاق أبواب الصيدليات فقط. أما الصيدلي محمد علي، فيؤكد أن هذا الإجراء خلّف الكثير من المشكلات والمواقف المحرجة التي يتعرض لها الصيادلة خلال فترة المناوبة الليلية، منها على سبيل المثال تحرج بعض الزبائن في ذكر اسم الدواء أو المستحضر في حال وجود أكثر من عميل أمام الشباك، فيما يحتاج إلى شرح لطريقة استعمال الدواء، ولا يفضل أن يستمع الغير للشرح. وأشار علي إلى أن وجود عملاء يرغبون في دفع الحساب عبر نقاط البيع، وهو ما لا يمكن للصيادلة تلبيته لهم، لعدم قدرتهم على فتح الباب خشية المخالفة، ولعدم رغبة العميل فيكشف رقم بطاقته السري للاستقطاع منها. وأضاف:"كما أن بعض ضعاف النفوس يطلبون دواء ما أو أي مستحضر أو منتج، ثم يطلب غيره، وفيما ينشغل الصيدلي في إحضار طلبه، يكون قد أطلق العنان لساقيه هارباً بالدواء من دون دفع الحساب، مستغلاً إقفال الباب، وانشغال الصيدلي. وفي هذا الإطار، أكد مصدر أمني ل"الحياة"، أن هذه الإجراءات اتخذت بعد تسجيل عمليات سطو على صيدليات في أحياء مختلفة بعد منتصف الليل، بحكم وجود عامل واحد بالمحل. واعترف المصدر أن الإلزام بوجود حارس أمن عند كل صيدلية قد يدفع بملاكها، وخصوصاً الصيدليات الصغيرة، إلى إغلاقها ليلاً، ما قد يحرم المواطن من توفير العلاج له، أو لأحد من أقاربه من الصيدليات القريبة من منزله. وأوضح أن بعض الصيدليات الكبيرة قد تتمكن من تشغيل حراس أمن، إلا أن الصغيرة منها قد تعمد إلى الإغلاق، وقد يسهم ذلك في تضرر المريض. وعن فائدة وجود الشباك الصغير في ظل وجود حارس الأمن، قال المصدر الأمني:"إن الشباك الصغير يتيح الفرصة لخدمة المريض وقاصد الصيدلية، كما أنه يوفر الحماية للعامل الموجود". وأكد أن العقوبات ستطاول كل من يتهاون في إغلاق صيدلياته بعد منتصف الليل، مشيراً إلى أن هذه العقوبات ستتراوح بين إصدار مخالفة، وإلغاء تصريح السماح بالعمل بعد منتصف الليل.