عبر الكنديون بمن فيهم أعضاء في البرلمان الكندي عن انبهارهم من المشاركة الطلابية السعودية في المعرض الثقافي الإسلامي 2008، المقام في مدينة فانكوفر الكندية أخيراً، مؤكدين أن الواقع الذي شاهدوه في المعرض على العكس تماماً من الصورة السلبية التي أفرزتها أحداث 11 سبتمبر 2001. وشدد عدد من الكنديين بُعيد زيارتهم للجناح السعودي المشارك به نادي فانكوفر الطلابي في المعرض، على انفتاح الثقافة السعودية على الثقافات الأخرى ونبذها للعنف والإرهاب، وحرصها على التعايش السلمي بين الشعوب، خصوصاً بعد خوضهم نقاشات جانبية مع القائمين على الجناح من المبتعثين سواء رجالاً أو نساء وأطلاعهم على المحاضرات والكتيبات الإعلامية. وشهد المعرض حضور عمدة فانكوفر السيد سام سلوفان، إضافة إلى عدد من عمد مدن مقاطعة بريتش كولومبيا، وبعض أعضاء البرلمان الكندي، إضافة إلى الملحق الثقافي السعودي في كندا الدكتور فيصل أباالخيل، الذي حضر من العاصمة الكندية لدعم الجناح السعودي المشارك. وامتلأت الخيمة السعودية المشاركة في المعرض بالمئات من الزائرين، لحضور المحاضرات التي قدمت عن السعودية تاريخياً وجغرافياً وثقافياً وكذلك عن المرأة السعودية. واكتظت ساحة المعرض بالمتفرجين أثناء عرض المزمار الحجازي والعرضة النجدية، وتفاعلوا بالتصفيق والرقص، كما شارك أعضاء البرلمان الكندي في رقصة العرضة وأبدوا إعجابهم بطريقة الرقصة، وبالأزياء التراثية التي ارتداها العارضون. وبلغ عدد الزائرين للخيمة السعودية أكثر من ألفي زائر. وأشاد عمدة فانكوفر السيد سام سلوفان أثناء تسلمه هديته من الجناح السعودي، بالمشاركة السعودية في هذه التظاهرة العالمية، مؤكداً أنه معجب بما قدمه المبتعثون من تظاهرة ثقافية وحاضرية، تعكس الصورة الطيبة عن وطنهم. وأكد الملحق الثقافي السعودي الدكتور فيصل أبا الخيل على أهمية هذه المشاركات لإبراز الوجوه المضيئة المختلفة للوطن. وقال أبا الخيل:"إنني فخور جداً بهذا العمل الجماعي المنظم من شباب وشابات الوطن المتطوعين لتقديم صورة مشرفة عن وطنهم، إذ كان الجناح غزيراً ببرامجه ومميزاً بتنظيمة". وأوضح رئيس النادي السعودي في فانكوفر الدكتور محمد الغامدي،"أنه تم توزيع أكثر من ألف هدية تتضمن كتيبات تثقيفية عن سماحة الدين الإسلامي وعن الثقافة السعودية وكذلك صور لأبرز المعالم السعودية وقمصان تحمل الشعار السعودي". من جانبه، أشار نائب رئيس النادي الدكتور محمد أبوعيش إلى أن نادي فانكوفر حصل على أكبر خيمة لهذا العام نظير تميز مشاركتنا في الأعوام الماضية، وتم تجهيز الخيمة بديكور تراثي أصيل، وتجميلها بصور عن المملكة إضافة إلى إعداد الخيمة بأفضل وسائل التقنية مرئياً وصوتياً لنقل المحاضرات على مدار الساعة للزائرين، لتساعد المحاضرين من شباب وشابات الوطن على تدعيم محاضراتهم بالصور المرئية والفوتوغرافية عبر شاشات تلفزيونية كبيرة الحجم. وبعد نهاية إحدى المحاضرات قال الزائر مارك لين:"ما شاهدناه يعكس سمو الدين الإسلامي، والثقافة السعودية وحرص هذه الثقافة على التعايش السلمي وقبول الآخر، كما استمعنا إلى محاضرة قيمة وهادفة، قدمها شاب وشابة سعوديان أزالت كثيراً من تصوراتنا الخاطئة". من جانبها، لم تخف السيدة ليفيان جيف انبهارها بحضور المرأة السعودية في الجناح، من خلال تقديمها للمحاضرات بكل ثقة واعتزاز بهويتها ودينها، وسهولة حركتها بلباسها التقليدي والحجاب، وهذا ما لمسته فعلياً من خلال ارتدائي لزي المرأة السعودية، الذي أتمنى أن اقتنيه لنعومته وراحته. وقالت ليفيان:"ما تقوم به الشابات السعوديات اليوم أمام آلاف الزوار في هذا المعرض، يؤكد افتراء وعدم صدقية وسائل الإعلام التي صورت المرأة السعودية لنا بأنها غير منتجة وحقوقها مهضومة". وأكدت زائرة الجناح السعودي رولا جيمي أن هذه المشاركات التي تقوم بها السعودية في الغرب، تساهم في تبديد ما كرسته بعض وسائل الإعلام من تشوية للصورة الحسنة للدين الاسلامي والثقافة السعودية، وقالت:"المحاضرات التي شاهدناها اليوم تزيل وتغير الصورة السلبية عند الإنسان الغربي تجاه الإسلام والسعودية". وتابعت:"ما زاد انبهاري هو مشاركة المرأة السعودية اليوم بجانب الرجل بصورة تجسد عمق التآخي والترابط في الثقافة السعودية".