استغرب وكيل كلية علوم الحاسب والمعلومات في جامعة الإمام محمد بن سعود الدكتور صالح الزهراني، الإحصاء الذي تحدث عن وجود أكثر من 5 آلاف موقع متطرف على شبكة"الانترنت"، وقال إنه لا يستند إلى إحصاء دقيق من جهة موثوق بها. وأضاف ل"الحياة""أن التوسع في استخدام التقنية، أدى إلى ازدياد الإمكانات في البحث عن المعلومات، سواء البحثية أو التقنية، وغيرها من المجالات، وفي الوقت نفسه استفاد أصحاب الفكر الضال بالطريقة نفسها للتواصل ونقل المعلومة وعرض أفكارهم من خلال هذه الشبكة". وأضاف:"أن الشبكة العنكبوتية مهما فُرضت عليها من رقابة، فإنها تظل بيئة مفتوحة ويمكن اختراقها، حتى أصبحت بيئة لبث الأفكار، خصوصاً بين فئات الشباب الذين استهواهم خطاب العنف". وأشار إلى أن"النت"أصبح المؤثر الأول"في التعاطي مع أصحاب الفكر الضال، كون التعليم عوّد الطلاب على التلقي من طرف واحد، فيما أتاحت شبكة"الإنترنت"للشباب فرص تبادل المعلومات والنقاش مع الطرف الآخر"، إضافة إلى أن الكثير من العائلات اعتمدت العنف وانعدام المواجهة أسلوباً في تربية الأبناء. وأكد ضرورة استخدام"الإنترنت"لبناء فكر"معتدل"، من خلال الدخول إلى المواقع بحكمة وهدوء، في ظل وجود مواقع متشددة تبث أفكاراً عنيفة، وتعتمد ترويج الخطابات السياسية الحادة. وطالب بأهمية إعطاء بعض الأشخاص حقائب شرعية للدخول إلى مثل تلك المواقع، بهدف إقناع الأطراف الأخرى الموجودة بها، وتقويم الفكر المنحرف، إضافة إلى ضرورة إعادة النظر في طرق التعليم. وأضاف أن المجتمع السعودي في حاجة إلى القيام بدراسات تتناول تأثير التقنيات في المجتمع من الجوانب كافة، والمتمثلة في الجانب الاقتصادي والاجتماعي، وسلوكيات البشر، وطرق تعاملهم والعلاقات بينهم. ولفت إلى أن تلك الدراسات من شأنها إيضاح الأسباب وراء احتلال الشباب السعودي المراتب الأولى بين المتأثرين بما يعرض على شبكة"الإنترنت". وذكر أن الإعلام ورجال التربية لهم دور كبير في التوعية والتوجيه، غير أن الأسرة تعد المسؤول الأول، خصوصاً بعد انتشار الكثير من السلوكيات الخاطئة، التي يسلكها الشباب في الشوارع، بعد غياب دور الأسرة في الرقابة. وذكر الخبير الأمني اللواء متقاعد يحيى سرور الزايدي، أن"الإنترنت"تعد ميداناً كبيراً من المستحيل حصره. وقال ل"الحياة":"هناك مفاهيم كثيرة على الشبكة العنكبوتية ليس باستطاعة الجهات المسؤولة حجبها، على رغم تعارضها مع المفاهيم الاجتماعية والعادات والتقاليد في المملكة". وأضاف ان من الضروري إيضاح وتوعية الشباب بأية وسيلة من وسائل التقنية والاتصالات، بهدف نشر الوعي الذي من شأنه أن يكسب الفرد القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ. ولفت إلى ضرورة توجيه الأسرة لأبنائها بضرورة الاستخدام السليم، إضافة إلى إعلان الجهات الأمنية المسؤولة ووسائل الإعلام عن كل الأخطاء المرتكبة والعقوبات التي لحقت بأصحابها، وذلك من منطلق أخذ العظة والعبرة.