أكد أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود، ضرورة إسهام المجتمع في محاربة الإرهاب كلٌّ على حسب جهده، من خلال البيت والمدرسة والجامعة والمسجد والقطاعات الحكومية والأهلية كافة. وقال «هناك اجتهادات من بعض الجهات على استحياء ولكنها لم ترتقِ إلى المستوى الوطني المحترف والمهني لمحاربة هذه الآفة وهذه الأفكار التي ما زالت تعشش في أفكار بعضهم وما ينتج عنها من التكفير والتفجير واستهداف الأمن الوطني ورجال الأمن وسفك الدماء، وامتهان الإرهاب بكل صوره، بالإضافة إلى الإرهاب الإعلامي وتلويث أفكار الشباب بالأفكار الضالة وتشويه صورة الإسلام بتصرفات همجية ووحشية». وأضاف «إننا لا نزال متقاعسين عن المشاركة الحقيقية في مكافحة الإرهاب والفكر الضال، حيث تركنا مبدأ الوقاية ورَكنَّا إلى مبدأ العلاج، وهذا ليس منهجاً صحيحاً ما لم تتكاتف جميع الجهات الاجتماعية والدينية والحكومية والأهلية بالوقوف صفاً واحداً ضد هذه الآفة». جاء ذلك في كلمة له خلال تدشينه مساء أمس الأول، حملة «معاً ضد الإرهاب والفكر الضال»، التي أطلقتها إمارة المنطقة لصناعة الإطار التوعوي الوطني للجهات الحكومية والخيرية والخاصة بالمنطقة تجاه محاربة الإرهاب وسلوكاته والأفكار الضالة الهدامة، وتأتي ضمن المبادرات الوطنية الرائدة والفعاليات المستمرة التي تتبناها الإمارة، سعياً لتحصين أبناء وبنات الوطن أمام محاولات نشر الفكر الضال خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تعدّ اليوم الأكثر تأثيراً بين أوساط الشباب. وأكد أمير القصيم أن البيت هي البيئة الأساسية والرئيسة في مخاطبة الأبناء ومتابعتهم في مجالات التقنية وأجهزة الحاسب، لافتاً إلى أننا أمة واحدة ومنهجنا الكتاب والسنة. وأشار إلى أن الأمن والأمان هما صمام الأمان للتنمية والاستقرار وتطور البلاد، موضحاً أن تحصين الشباب من الغزو الثقافي المؤثر في نفوسهم مطلب أساسي ويشمل جميع أفراد الأسرة، للحماية من الفكر الضال ومن السلوكات السلبية. وأكد أن المعلمين والمحاضرين في الجامعات والدعاة لهم دور كبير في محاربة الإرهاب والأفكار الضالة. ورأى أمير القصيم أن وسائل التواصل الاجتماعي والشبكة العنكبوتية، سلاح ذو حدين، فهي تعود بالفائدة والضرر على المجتمعات، ولها تأثيرها على الشباب بمحتواها المتعدد والمختلف. وأضاف «إن هذه الحملة رسالة لمواقفكم الوطنية ورغبتكم جميعاً لترجمة غيرتكم على دينكم وقيادتكم وأحوالكم وأعراضكم من خلال جهاتكم ومختلف المواقع»، مشيراً إلى أن «الحملة ستستمر، لأن أمن الوطن والمخاطر التي تحدق به ليس لها وقت محدد». وطالب الأمير فيصل بن مشعل كل مواطن مخلص أو مسؤول أن يسهم حسب استطاعته بالمشاركة في جميع الوسائل المتاحة. من جهته، أوضح عضو مجلس الشورى الدكتور فايز الشهري أن المملكة واجهت تحديات عدة من قبل الجماعات الإرهابية، مشيراً إلى أن شبكة الإنترنت تعد منجزاً صناعياً واقتصادياً وتجارياً وعسكرياً ودرة عصر المعلومات، مؤكداً أن شبكة الإنترنت ليست هي المتهم الأول، بل قدمت علماً مشاعاً ومفيداً وسهلت كثيراً من الأمور، ولكن هناك من خطفها وحاول أن يوظفها أسوأ توظيف، كاستخدامها في الإرهاب وتغيير بعض المفاهيم والتأثير على الشباب في أفكارهم ليكونوا ضد مجتمعاتهم.