خاض الثوار الليبيون أمس مواجهات شديدة ضد فلول قوات العقيد معمر القذافي المتحصنة في بقعة ضيّقة من مدينة سرت، مسقط رأسه. وعلى رغم المقاومة الضارية من مقاتلي الزعيم المخلوع وبينهم على الأرجح نجله المعتصم، إلا أن الثوار واصلوا تقدمهم أمس بعد المكاسب الكبيرة التي حققوها الأحد. لكن قوات الحكم الليبي الجديد مُنيت بنكسة شديدة على جبهة بني وليد التي تتحصن بها قوات القذافي جنوب شرقي طرابلس، إذ فقد ثوار المجلس الوطني الانتقالي 20 قتيلاً بعد عملية التفاف قام بها مقاتلو النظام السابق. وأعلن الثوار، أمس، تعليق الهجوم على بني وليد بعدما اضطروا إلى الانسحاب من المواقع التي كانوا قد استولوا عليها في الأيام الماضية. وأفادت معلومات للثوار أمس أن قافلة لقوات القذافي تضم مئة عربة شوهدت في منطقة وادي التمالسة بين بني وليد وترهونة، وأن نجل القذافي، سيف الإسلام، قد يكون فيها. وليس واضحاً الهدف الذي تريد القافلة أن تصل إليه، لكن الثوار يقولون إنهم نقلوا معلوماتهم إلى حلف شمال الأطلسي الذي تجوب طائراته سماء ليبيا. ونُقل أمس عن المقدم في قوات الثوار عمر سالم أنهم فقدوا عشرة قتلى (وليس 20 كما أوردت مصادر الثوار) وقرابة 100 جريح «بسبب عملية التفاف من عصابات القذافي» قرب بني وليد يوم الأحد. وأوضح بحسب تصريحات نقلها موقع «المنارة» الليبي أن الثوار تقدموا بعد تحرير منطقتي تيتناي وشميخ نحو بني وليد نفسها وكانوا يتقدمون بسرعة كبيرة «لكن هذا أدى إلى فتح ثغرة استغلتها عصابات القذافي التي قامت بعملية التفاف». ونقلت «فرانس برس» أمس عن مسؤول عسكري ميداني أن قوات النظام الليبي الجديد علّقت أمس المعارك في بني وليد. وقال رئيس غرفة العمليات في المجلس الوطني الانتقالي في طرابلس سالم غيث: «خسرنا 17 مقاتلاً في معارك عنيفة الأحد» في بني وليد. كما قال قائد قوات جبهة جبل نفوسة في المجلس الانتقالي موسى يونس ل «فرانس برس»: «اليوم علقنا المعارك لاعطاء المدنيين فرصة أخيرة للفرار وللقوات الموالية للقذافي بالاستسلام». وأضاف القائد المتمركز على بعد حوالى اربعين كلم من بني وليد: «لكن يوم غد (اليوم الثلثاء) ستدور على الأرجح معارك ضارية». وأكد: «بالأمس كنا في المطار (جنوب غربي بني وليد) ودخلنا أيضاً مسافة سبعة كيلومترات في قلب المدينة». وقال خالد محمد ابو راس الناطق باسم كتيبة جادو انه بسبب سوء التنسيق بين مختلف الكتائب انسحبت القوات مساء الأحد من المواقع التي احتلتها خلال النهار. وأفاد شهود عيان أن المقاتلين اضطروا الى الانسحاب من المدينة بعدما تعرضوا لنيران من أسلحة ثقيلة وقناصة. وقال الطبيب محمد سعود ل «فرانس برس»: «كانت مذبحة. فتحوا النار على سيارة الاسعاف». وفي بوخارست (ا ف ب)، أعلن الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن أمس ان عملية حلف شمال الاطلسي في ليبيا «شارفت على نهايتها» مشددا على أن معمر القذافي «ليس هدفاً».