طرابلس، سرت، بني وليد، تونس - رويترز، ا ف ب، ا ب - على وقع صواريخ «غراد» في سرت وبني وليد، بدأ العام الدراسي امس في ليبيا في غياب «الاخ القائد» للمرة الاولى منذ 42 عاماً. ولم يضطر الطلاب صباحاً الى تحية العلم الاخضر، واكتفوا برفع شرائط تحمل الوان علم الاستقلال بدل قراءة فصول من «الكتاب الاخضر» او من منشورات «النظرية الثالثة». فُتحت المدارس على عجل «حتى قبل استكمال تحرير الوطن من فلول القذافي»، كما قالت يسرى العرجي من مدرسة الفيحاء في العاصمة التي تفتقد الكراسات والكتب والبرامج الجديدة و»لا تزال تنتظر تشكيل حكومة جديدة في البلاد، يُقال انها ستُعلن اليوم وستكون ائتلافية، لوضع مناهج تدريس تُؤهل البلاد لعهد جديد ونظام يؤمن بحقوق الانسان والديموقراطية. واستمر القتال بالمدفعية وصواريخ «غراد»، ورصاص القنص، بين قوات المجلس الوطني الانتقالي والموالين للعقيد معمر القذافي في منطقتي سرت وبني وليد. ومع اعلان قوات الحكومة الليبية الجديدة تحقيق انتصارات في جبهة سرت، أفاد مراسل وكالة «فرانس برس» بان قوات القذافي شنت، في بني وليد، هجوماً مضاداً بالصواريخ استهدف مواقع متقدمة للثوار، ما ادى الى وقوع اصابات في صفوفهم الثوار. وتم احضار نحو ألف مقاتل من طرابلس الى جبهة بني وليد في محاولة للسيطرة عليها نهائياً، كما قال قائد المجلس العسكري في مصراتة سالم جحا ل «وكالة فرانس برس»، مشيراً الى إن ستة آلاف مقاتل آخرين على الاقل ينتشرون عند جبهة سرت، في داخلها وفي محيطها «أتى معظمهم من مصراتة». وأوضح ان مطار سرت بات تحت سيطرة مقاتلي المجلس تماماً منذ مساء الجمعة، و «اننا نركز الآن على مجموعة من مباني المدينة وضواحيها لا سيما في وادي ابو هادي حيث تتجمع قوات القذافي». واضاف: «ربما كانت هناك جيوب مقاومة، لكنهم لن يتمكنوا من التفوق على القوات الثورية الكثيرة»، مضيفاً ان «تحرير سرت بات الآن محسوماً، وهدفنا الآن هو تحرير الجنوب». ووقعت معارك ايضاً في بعض الاحياء من المدينة، وهاجم الموالون للقذافي قوات المجلس الوطني بالمدفعية الثقيلة والصواريخ. وذكرت مراسلة ل «فرانس برس» على نقطة تفتيش على بعد 30 كلم غرب سرت، أن عدداً كبيراً من سيارات بيك أب محمَّلة بالمقاتلين والبطاريات المضادة للطائرات تتوجه الى المدينة، وكذلك شاحنات محملة بالذخائر. وذكر حلف شمال الاطلسي في تقريره اليومي، أنه اصاب عشرين هدفاً الجمعة حول سرت. ولا توجد حصيلة دقيقة لأعداد القتلى الذين سقطوا في بني وليد او سرت من المدنيين او المتقاتلين وفي محيطهما منذ بداية المعارك الضارية قبل حوالى اسبوع. وادعى موسى إبراهيم المتحدث باسم القذافي في اتصال هاتفي مع وكالة «رويترز» في تونس «ان الضربات الجوية لحلف شمال الاطلسي على سرت أثناء الليل أصابت مبني سكنياً وفندقاً وقتلت 354 شخصاً». وقال الكولونيل رولاند لافوا، المتحدث باسم حلف الاطلسي في بروكسل، «نحن على علم بهذه المزاعم... هذه ليست المرة الاولى التي تصدر فيها، كثيراً ما تبين أن لا أساس لها من الصحة أو غير مؤكدة».