تحركت أمانة محافظة جدة لمواجهة التحدي الكبير الذي يفرضه وجود بحيرة الصرف الصحي المعروفة اختصاراً ب"بحيرة المسك"، في شرق المحافظة، بما تمثله من أخطار تتهدد الأهالي، وخصوصاً في ظل التقارير المحذرة من احتمال فيضانها، إضافة إلى دورها في التلوث البيئي، وتفشي حمى الضنك. وأوضح وكيل أمين جدة للتعمير والمشاريع المهندس إبراهيم كتبخانه، أن الحلول المقترحة لمشكلة بحيرة الصرف الصحي، اشتملت على إنشاء السد الترابي لحجز مياه البحيرة بطول 1700 متر، وتقوم الأمانة بصيانته من خلال مشروع صيانة السد الترابي بوادي العسلاء. كما تضمنت الحلول إنشاء مشروع السد الاحترازي الذي تم إنشاؤه على بعد 12 كيلو متراً، وبطول 230 متراً، وارتفاع 18 متراً وبسعة تخزينية تصل إلى 15 مليون متر مكعب، وزراعة أشجار"الحلفا"التي تمتاز بخاصية امتصاص كميات كبيرة من المياه في المنطقة، إضافة إلى شق قنوات لتكون متنفساً لتصريف مياه البحيرة في حال ارتفاع منسوبها. وأكد وكيل الأمين للخدمات والتعمير أن مشروع الغابة الشرقية في بريمان الواقعة شرق بحيرة الصرف الصحي، يعد من أهم مشاريع القضاء على الضنك والإصحاح البيئي في جدة. وقال المهندس كتبخانه:"إن هذا المشروع يتمثل في استغلال مياه بحيرة الصرف الصحي في زراعة غابة صناعية، وتكوين مسطح أخضر، إضافة إلى أهداف أخرى تتضمن إيجاد حلول بيئية لمشكلة مياه الصرف الصحي، وآلية فعالة لصرف مياه الصرف الصحي المعالجة في استخدامات مفيدة، إضافة إلى إيجاد نقطة جذب سياحي شرق جدة وتنويع الأنشطة الترفيهية". وكشف وكيل الأمين للتعمير والمشاريع أن الأمانة أنجزت نحو 50 في المئة من أعمال مشروع الغابة الشرقية، مؤكداً أن العمل في المشروع يسير بوتيرة عالية، للانتهاء منه وتحقيق الأهداف التي أنشئ المشروع من أجلها. واستعرض مراحل سير العمل في المشروع، مشيراً إلى أنه تم الانتهاء من التسوية الترابية لكامل مساحة المشروع البالغة 2.5 مليون متر مربع، إضافة إلى تمديد 290 كيلو متراً من الأنابيب الرئيسة والفرعية لنظام الري، وبناء 1200 متر طولي من الجدار الحجري للحماية من التعديات، إضافة إلى الانتهاء من إنشاء مشتل للنباتات اللازمة للغابة الشرقية، وأصبحت جاهزة لنقلها إلى الغابة يضاف إلى ذلك إنجاز عدد من الأعمال الأخرى المتعلقة بالمشروع. وأشار المهندس كتبخانه إلى أن المشروع الذي تبلغ كلفته أكثر من 28 مليون ريال، يشتمل على محطة معالجة مياه صرف صحي"معالجة ثنائية"بطاقة تصل إلى 30 ألف متر مكعب يومياً، ومختبرات، وورشة صيانة، وبوابة رئيسة، وسور حجري، وأسوار نباتية، ومسجد، وبرج للمراقبة، وخيمة لكبار الشخصيات، إلى جانب أعمال السفلتة والإنارة باستخدام الطاقة الشمسية. وتوقع أن تستهلك أشجار الغابة الشرقية، والتي سيزيد عددها على 200 ألف شجرة، كامل مياه البحيرة من خلال الري بالتنقيط.