حوّل مواطن مزرعته الكبيرة غرب الداهنة إلى"محمية ضبّان"، منذ خمسة أعوام. أحكم مداخلها وأسوارها خوفاً من دخول صيادي"الكائن الزاحف". رفضه المتكرر للسماح لهم بالصيد سبب له إحراجاً كبيراً مع بعض أصدقائه والمقربين منه، الذين يدخلون أحياناً"وسطاء"بينه وبين الصيادين. أصرّ صاحب المحمية فلاح الروقي في آخر زيارة من هذا النوع، على منع أربعة شبان من ممارسي هواية صيد الضبّان من الدخول إلى"محميته"للصيد، على رغم دخول أحد أصدقائه في وساطة لهذا الغرض. يقول:"التناقص المخيف في أعداد الضبّان دفعني إلى توفير البيئة المناسبة للضّب في مزرعتي، التي تتميز بتنوع تضاريسها، ولم استثمر الجزء الأكبر من مزرعتي في الزراعة، نظراً إلى وجود أعداد كبيرة من الضبّان يتجاوز عددها من دون مبالغة 150 ضباً". ويضيف:"منطقة الحمادة كانت في الماضي تتميز بكثرة الضبّان فيها، لكن الصيد الجائر وغير المنظم أدى إلى تناقص مخيف وحاد للضّب، حتى أصبح يكاد لا يرى في المنطقة الغنية به". ومع اشتداد حرارة الجو وعودة لهيب الصيف، يشرع هواة صيد الكائن الصحراوي المسمى ب"الضّب"، بحملاتهم السنوية لاصطياده، فكثيرون هم من يجدون في لحمه مذاقاً خاصاً ومميزاً بعد طبخه، ناهيك عن حسائه، في حين يذهب آخرون إلى طبخه مع الرز كبسة ضبّان. هذه الهواية التي تستخدم خلالها وسائل عدة للصيد، من إغراق الجحور بالماء، أو عن طريق اصطياده بالبندقية، تشكل تهديداً بانقراض هذا الحيوان في السعودية، ما دعا الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية إلى تكرار تحذيراتها من خطورة انقراضه، إذ تنظم عادة موسماً لصيده في فصل الصيف، تتراوح مدته بين شهرين وثلاثة أشهر، وتوجه تحذيراتها للجميع من خطورة عدم الالتزام بأنظمة الصيد ولوائحه. ويقول محمد الشيباني من هواة صيد الضبّان:"من الطرق المتبعة لصيده الإغراق بالماء والصيد بالبندقية وهما الأسهل، وكذلك طريقة الصيد بالمصيدة التي توضع على جحره، إضافة إلى طريقة المطاردة". ويوضح علي الحبابي من سكان الداهنة التي يتكاثر في محيطها هذا الحيوان أنه يعمّر طويلاً، ويطرد أبناءه، ويأكل النباتات الصحراوية، ولا يشرب الماء، كما يتميز بجسم خشن الملمس وذيل قوي ذي عقد حادة، يستخدمه سلاحاً لحمايته من أي اعتداء، ويتميز بسرعة كبيرة تمكنه من الهرب واللجوء إلى جحره. +