كثف المدرسون"الخصوصيون"استعداداتهم ل"موسم"اختبارات نهاية العام الدراسي، وهي سوق قدر أكاديميون سعوديون حجمها ب 50 مليون ريال، فيما وجهت وزارة الداخلية الجهات المعنية بعدم تمكين المدرسين الخصوصيين من وضع ملصقاتهم الإعلانية على واجهات المحال والمجمعات التجارية. وأعاد"الموسم"إلى الواجهة الجدل حول إمكان التعاون من جانب الآباء والأمهات للقضاء على ظاهرة الدروس"الخصوصية"التي تكلف الأب 6 آلاف ريال سنوياً عن كل من أبنائه، فيما تشير إحصاءات غير رسمية إلى أن ما بين 20 في المئة و30 في المئة من الطلاب يحرصون على تلقي دروس خصوصية في منازلهم. وبحسب تعميم صادر عن وزارة التجارة والصناعة، موجه للغرف التجارية السعودية حصلت"الحياة"على نسخه منه فإن وزارة الداخلية طالبت الجهات الحكومية المعنية بعدم تمكين الأشخاص"مدرسي الدروس الخصوصية"من وضع الملصقات الإعلانية على واجهات المحال والمجمعات التجارية. واكد أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة الدكتور أسامة فيلاني ل"الحياة"ارتفاع أسعار الدروس الخصوصية مع قرب موعد الاختبارات النهائية. وقال:"ترتفع أسعار الدروس الخصوصية في الأسابيع الأربعة التي تسبق الاختبارات النهائية بمعدلات تتراوح ما بين 20 و30 في المئة". وأضاف:" السبب الرئيسي لارتفاع أسعار الدروس الخصوصية كثرة الطلب على المدرسين في هذه الفترة". وقدر فيلاني متوسط ما يدفعه الطالب على الدروس الخصوصية ب"6 آلاف ريال"سنوياً. وقال:"من الصعوبة تقدير حجم سوق الدروس الخصوصية، لأنها سوق عشوائية وغير منظمة، إضافة إلى عدم القدرة على إحصاء عدد الطلاب والطالبات الذين يأخذون دروساً خصوصية". وتفيد إحصاءات غير رسمية متخصصة في الاستثمار التعليمي بأن حجم الإنفاق على الدروس الخصوصية في السعودية يتجاوز"50 مليون"ريال سنوياً، وأن نسبة الطلاب والطالبات الذين يتلقون دروساً خاصة في منازلهم تتراوح بين 20 و30 في المئة. ويرى أولياء أمور أن اتجاه الأسر السعودية لهذه الظاهرة الدروس الخصوصية له أسباب متعددة، منها ضعف أداء المعلمين والمعلمات، وعدم قدرتهم على توصيل المعلومة بشكل سليم للطالب، وارتفاع عدد الطلاب في الفصول الدراسية. في حين يرى آخرون أن السبب الرئيسي للجوئهم للمدرسين الخصوصيين هو رغبتهم في حصول أبنائهم على معدلات عالية في اختبارات الثانوية العامة لتمكينهم من دخول الجامعة. وقالت سهام الفرج، وهي أم لأربعة أبناء يدرسون في مراحل مختلفة، إن السبب الرئيسي الذي جعلها تستعين بمدرسين خصوصيين لتدريس أبنائها هو"مساعدتهم على فهم المواد التي تصعب عليهم". وأضافت:"إنها تحرص على وجود معلمة خصوصية لتعليم أبنائها اللغة الإنكليزية، خصوصاً أنهم يعانون من عدم قدرتهم على فهم المادة". ويقول خالد الغامدي إن ضيق الوقت حمله على الاستعانة بمدرس متخصص في مادة الرياضيات لتدريس ابنه الطالب في المرحلة الثانوية، وقال:"لا أجد الوقت الكافي لمراجعة مادة الرياضيات مع ابني، الذي يعاني ضعفاً في هذه المادة، لذا لجأت إلى الاستعانة بمدرس خصوصي لتدريسه المنهج كاملاً قبل بدء الاختبارات".