فيما تنتشر في الوقت الحالي ظاهرة استعانة الأسر بالمدرس الخصوصي، تزامنا مع قرب الاختبارات النهائية للفصل الدراسي الأول، دخلت وسائل التواصل الاجتماعي على خط المنافسة وبأسعار أقل من ربع التكلفة، إذ ظهرت عدد من المدرسات الخصوصيات يقدمن الدروس عبر برنامج التواصل "واتساب"، وبفارق كبير في السعر يبلغ لشرح كامل الكتاب للمرحلة الثانوية بين 300 - 500 ريال، فيما يتراوح لدى المدرسين الخصوصين بين 2000 - 3000 ريال، في حين حدد عضو اللجنة التعليمية بمجلس الشورى سابقا الدكتور أحمد آل فرج 5 أسباب للجوء بعض الأسر إلى المدرس الخصوصي، أبزرها ضعف التوعية الأسرية. ضعف التوعية الأسرية مع قرب الاختبارات النهائية يقدم العديد من المدرسين الخصوصين عروضهم عبر المواقع الإلكترونية والملصقات الإعلانية على واجهات بعض المحلات التجارية والأسواق والأماكن العامة، واطلعت "الوطن" على موقع إلكتروني خدمي يهتم بالتواصل بين المدرسين والطلاب في مختلف الدول العربية، يضم نحو 494 مدرسا خصوصيا في المملكة، بأسعار تتراوح من 150 ريالا إلى 500 ريال للساعة الواحدة، فيما أكد الدكتور آل فرج أن أبرز الأسباب الأساسية للجوء الأسر لهؤلاء المدرسين هو ضعف التوعية الأسرية، مشددا على دور الأسرة في متابعة الأبناء في المدارس ومساعدتهم في حل واجباتهم والاستفادة القصوى مما يدور داخل المدرسة من أساليب تعليمية وغيرها. مطالب بملاحقة المعلنين أشار الدكتور آل فرج إلى عدم اكتراث بعض المدارس بموضوع التحصيل الدراسي للطلاب، مما أدى إلى ضعف واضح بالتحصيل الدارسي، فيما بين أن الاتكالية وعدم الاعتماد على النفس سيشعران الطالب أن هناك من سيدعمه خارج المدرسة لتلقي المعرفة عن طريق الدروس الخصوصية وبدعم من الأسرة، إضافة إلى ضعف الخدمات الإرشادية الطلابية في المدارس، وعدم مراقبة الملصقات الخاصة بالدروس الخصوصية في الطرق من قبل الجهات المعنية، مطالبا بوضع حد لذلك وضبطهم من خلال أرقام الهواتف المبينة على تلك الملصقات ومعاقبتهم، حيث إن جميع الأرقام تم توثيقها بالبصمة الأمر الذي يسهل معه تتبع هؤلاء المعلنين لهذه الدروس. تفعيل الخدمات التربوية أكد الدكتور آل فرج، أن الحل الجذري لهذه الظاهرة هو تفعيل مراكز الخدمات التربوية في المدارس وهي دروس التقوية المسائية والدروس الإضافية والإثرائية حتى لا يلجأ الطلاب إلى الدروس الخصوصية، مشيرا إلى أن وزارة التعليم أطلقت قنوات دروس إلكترونية تعليمية ل12 مرحلة، متأملا أن تفعل هذه القنوات للحد من هذه الإشكالية، وتعيد ثقافة الأسرة للاستفادة منها. فصول افتراضية أوضحت إحدى المدرسات ل"الوطن"، أن فكرة تقديم الدروس عبر "الواتساب" ليست بالجديدة، ولكن الجديد أنها دخلت على خط المنافسة مع الدروس الخصوصية، إذ إن عددا من الدورات التعليمية والتثقيفية تم تقديمها عبر "الواتساب" ولاقت إقبالا ونجاحا كبيرا، مما دفع المدرسات العاطلات عن العمل في اتخاذ هذه الطريقة للتدريس، مشيرة إلى أنها تحدد لكل مرحلة فصل يتم من خلاله تقديم شروحات مكتوبة وبالخطوات على سبورة وتصويرها للطالبات مع شرح كل خطوة بشكل تفاعلي من خلال طرح الأسئلة وتلقي الإجابة. دروس جامعية لم تنحصر الدروس الخصوصية عبر "الواتساب" على طلاب مدارس التعليم العام بل تعدتهم لطلاب الجامعات، إذ استهدفت تلك الدروس بشكل محدد طلاب الدراسة عن بعد والانتساب، وحسب إعلانات للمدرسات فإن المدرسات يحددن تخصصهن في إحدى المواد الدراسية ومدة الدراسة التي سيقدمنها وبأسعار تتراوح بين 400 - 800 ريال للكتاب، في حين قدمت مدرسات أخريات عروضا شهرية تبدأ مع بداية كل فصل دراسي، وتتراوح الأسعار بين 100 ريال - 150 ريالا في الشهر، بينما تجاوز سعر الدروس الخصوصية لطلاب الجامعات 5 آلاف ريال للفصل الدراسي، ويتفاوت بشكل متوسط بين 3 آلاف ريال و5 آلاف ريال.