أكد أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل أن حياة الملك فيصل لم تكن صدفة، وقال مساء أمس في الجلسة الختامية من ندوة"الملك فيصل شاهد وشهيد"التي نظمتها دارة الملك عبدالعزيز في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات على مدى يومين :"خلق الله الملك فيصل ليكون ملكاً وقائداً للسلام والمسلمين"، مشيراً إلى أنه تعلم الدين في بيت جده محمد بن عبداللطيف عندما توفيت أمه وهو طفل، وتعلم السياسة والقيادة من مدرسة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن. ولفت إلى أن المكونات الشخصية التي ميزت الملك فيصل جعلت منه رجلاً منفرداً، وقف أمام المد الشيوعي، وقال:"عندما كان العرب يستحون من انتمائهم للإسلام ويطلق على الإسلام أفيون الشعوب، وقف بمفرده مع الإسلام". وأضاف:"كان الملك فيصل يقول: إذا كانت الرجعية هي التمسك بالدين الحنيف فنفخر أن نكون رجعيين". وذكر موقفاً للملك فيصل حينما كان يسمع خطبة جمال عبدالناصر، يهاجم فيها الفيصل عبر المذياع لعنت إحدى بناته جمال عبدالناصر، فقال الملك فيصل:"لا تلعنيه، ولكن ادعي له بالهداية، فهو زعيم من زعماء المسلمين إذا صلح صلح معه أناس كثير". وأشار إلى أن حياة الملك فيصل العامة والخاصة كانت سواء، وقال:"الرجل هو الرجل مع خصمه وصديقه"، مشدداً على بعد نظره ونبل أخلاقه، وقال:"منذ أن عرفته لم يرفع صوته على أحد من أبنائه أو يتلفظ بكلمة نابية". من جهة أخرى، توالت أعمال الندوة العلمية لتاريخ الملك فيصل بن عبدالعزيز، وترأس أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل الجلسة الختامية. وكانت الندوة افتتحت صباح أمس بجلسة ترأسها الدكتور عبدالله بن إبراهيم، تنوعت أوراقها العلمية بين محوري السياسة والاقتصاد في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز، فقدم الدكتور عيد الجهني، ورقة علمية بعنوان"دور الملك فصل بن عبدالعزيز في دعم منظمة الأوبك وأثره في أسعار النفط"، تناول فيها الدور القيادي الذي قام به الملك فيصل بن عبدالعزيز في الصراع العربي - الإسرائيلي عند قيام المملكة عام 1973 بقطع الإمدادات النفطية عن الدول الغربية المؤيدة لإسرائيل، واستخدام النفط سلاحاً ضد هذه الدول، ما جعلتها تراجع سياستها ومواقفها العربية. بعد ذلك، قدم الدكتور عبدالرحيم العلمي ورقة في"فكر الملك فيصل بن عبدالعزيز بين العمق الديني والتدبير السياسي"تناول فيها عدداً من العناصر الشاملة، إذ ألقى الضوء على الخلفيات الدينية والقومية والأخلاقية، التي جعلت من القضية الفلسطينية القضية الأولى في فكر وعمل وتدابير الملك فيصل بن عبدالعزيز حيال ذلك. عقب ذلك، قدمت الباحثة الدكتورة دلال الحربي ورقة اعتمدت على وثائق أصلية عربية رسمية، لم تدرس من قبل دراسة وثائقية، عنوانها"رحلة الأمير فيصل بن عبد العزيز إلى الولاياتالمتحدة الأميركية ومشاركته في الاحتفال بتوقيع ميثاق هيئة الأممالمتحدة عام 1364- 1945"، أبرزت فيها دور الأمير فيصل بن عبدالعزيز في تكوين هيئة الأممالمتحدة، من خلال مشاركته بالتوقيع على ميثاقها، ممثلاً عن والده الملك عبدالعزيز، وما نتج من ذلك من إيجابيات، أهمها أن المملكة أصبحت عضواً مؤسساً لهذه الهيئة الدولية. من جهة أخرى، وفي السياق نفسه تناول الدكتور يوسف الثقفي براعة ديبلوماسية الأمير فيصل أثناء مؤتمر سان فرانسيسكو، الذي أقر فيه إنشاء وقيام هيئة الأممالمتحدة بدراسة وثائقية، تطرق فيها إلى ملامح هذه الديبلوماسية وعمقها القائم على مبادئ الحوار والسلم والعدالة. واختتمت الجلسة بورقة الدكتورة فاطمة الفريحي، التي حللت من خلالها أبعاد موقف الملك فيصل من حرب رمضان 1393ه - 1973، وجهوده في التنسيق السعودي - المصري لهذه الحرب، ودور الفيصل المشرف في قيادة معركة سلاح النفط ودعم مصر والآثار التي ترتب على ذلك. وتواصلت الجلسات بعد ظهر أمس، فترأس الدكتور محمد الربيع الجلسة السادسة وتركزت على المحور الأدبي والثقافي، إذ قدم الدكتور عبدالله داهش ورقة بعنوان"الملك فيصل في الشعر اليمني"تناول فيها جانبين، الجانب الأول أهمية الدوريات المحلية، وما تصدر عنها من مادة علمية مهمة. الجانب الثاني تناول فيه ما انطوت عليه هذه الدراسة من شعر من شعراء اليمن البارزين من شهدوا بعض مواسم الحج، إلى جانب من سواهم من الشعراء اليمنيين الآخرين، الذي كانوا على صلة بالمملكة وقادتها وشعبها، وأبرزت الدراسة منزلة الملك فيصل في أعين أولئك الشعراء الذين أظهروا ما مسهم من ألم تجاه فقده. ومن القارة الأفريقية تناول الدكتور الخضر عبدالباقي محمد من المركز النيجيري للدراسات العربية بنيجيريا أبرز ما حفلت به الكتابات الوطنية للنيجيريين عن الملك الراحل، وفي السياق نفسه، قدمت الورقة العلمية"الملك فيصل في الكتابات اليابانية"للدكتور سمير عبدالحميد نوح دراسة الأثر الواضح لزيارة الملك فيصل لليابان، فيما كتب في الصحف والمجلات اليابانية وسجلات الندوات العلمية. بعد ذلك، قدم الدكتور جلال السيد الحفناوي ورقة بعنوان"مكانة الملك فيصل بن عبدالعزيز في المصادر الأردية"، أظهر فيها ما ناله من الحب والتأييد من مسلمي شبه القارة الهندية الهند وباكستان وبنغلاديش، أولاً لتأييده لهم ولقضاياهم السياسية وأبرزها حروب الهند وباكستان. وبعد صلاة المغرب، افتتح الدكتور أحمد الحميد أعمال الجلسة السابعة التي بدأت بالورقة العلمية"العلاقات السعودية الإيرانية ومشكلات الأمن الإقليمي في الخليج العربي على عهد الملك فيصل 1964- 1975"للدكتور جمال زكريا قاسم رحمه الله، وألقاها نيابة عنه الدكتور محمد صابر عرب، وتناولت جانباً مهماً من السياسة الخارجية للسعودية في عهد الملك فيصل، من خلال حرصه على ترسيخ أركان الأمن الإقليمي وتدعيم أسسه من خلال ديبلوماسيته الهادئة في التقارب مع إيران. بعد ذلك قدم الدكتور محمد مراح ورقة عن العلاقات الجزائرية السعودية من خلال الصحف العربية الجزائرية 1964-1975، مستعرضاً الدور المشترك بين الزعيمين العربيين الراحلين الرئيس الجزائري هواري بومدين والملك فيصل بن عبدالعزيز.