الملافظ سعد والسعادة كرم    استنهاض العزم والايجابية    المصارعة والسياسة: من الحلبة إلى المنابر    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    فرصة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    لبنان يغرق في «الحفرة».. والدمار بمليارات الدولارات    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    حلف الأطلسي: الصاروخ الروسي الجديد لن يغيّر مسار الحرب في أوكرانيا    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «آثارنا حضارة تدلّ علينا»    «السقوط المفاجئ»    الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    أرصدة مشبوهة !    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إطلالة على الزمن القديم    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    فعل لا رد فعل    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    «إِلْهِي الكلب بعظمة»!    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    «المرور»: الجوال يتصدّر مسببات الحوادث بالمدينة    «المسيار» والوجبات السريعة    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المشاركون: الملك فيصل شخصية فذة خدم التضامن الإسلامي والحرمين الشريفين
انطلاق جلسات الندوة العلمية لتاريخ الملك فيصل بن عبدالعزيز

انطلقت صباح أمس فعاليات الندوة العلمية لتاريخ الملك فيصل بن عبدالعزيز والتي تشمل ثماني جلسات على مدى يومين وتضم 33ورقة علمية، وذلك في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات في فندق الرياض كونتننتال، والتي تنظمها دارة الملك عبدالعزيز لمدة يومين.
وبدأ الباحثون والباحثات بطرح أوراقهم العلمية التي تندرج تحت عشر محاور رئيسة تشمل تاريخ الملك فيصل بن عبدالعزيز حول نشأته وسيرته قبل توليه الحكم، التنظيم الإداري، التعليم والثقافة والإعلام، الجوانب الاقتصادية، خدمة الحرمين الشريفين والحجاج، الشؤون الإسلامية ويشمل خدمة الإسلام والمسلمين والتضامن الإسلامي، الجوانب العسكرية، الجوانب الاجتماعية والإنسانية والصحية، النقل والاتصالات، السياسة الخارجية.
الجلسة الأولى
وافتتحت الندوة أعمال الجلسة الأولى التي تركزت أوراق الباحثين فيها على محور السياسة الخارجية، وترأس الدكتور صالح بن محمد الخثلان أستاذ العلوم السياسية بكلية الأنظمة والعلوم السياسية بجامعة الملك سعود بالرياض صباح أمس أعمالها التي بدأت بورقة عمل للدكتور جمال محمود حجر أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر وعميد كلية الآداب بجامعة الاسكندرية بجمهورية مصر العربية عن "زيارة الأمير فيصل بن عبدالعزيز الرسمية إلى انجلترا 1926م" تطرق فيها إلى الزيارة التي قام بها الأمير فيصل بن عبدالعزيز إلى انجلترا التي كانت المحطة الأولى ضمن زيارة للفيصل إلى أوروبا والتي تعد الزيارة الرسمية الأولى للأمير فيصل بن عبدالعزيز إلى القارة الأوروبية حين بعثه والده الملك عبدالعزيز لتعزيز التواصل مع العالم الخارجي وتقديم بلاده إلى هذه الأمم الغربية، في تجربة هي الأولى من نوعها بالنسبة لكل من الملك عبدالعزيز وابنه فيصل، لا سيما ان الملك عبدالعزيز لم يكن لديه أي نوع من التمثيل الدبلوماسي قبل ضم الحجاز، عدا أولئك الرسل الذين كانوا يأتونه في زيارات خاصة.
وقدم رئيس الجلسة الباحث الدكتور جوزيف كيششيان من جامعة كاليفورنيا الأمريكية خلال الجلسة ورقة عمله "الملك فيصل والولايات المتحدة الأمريكية" تناول فيها الدكتور كيششيان العلاقات السعودية الأمريكية في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز والسياسات والمواقف التي اتخذها -رحمه الله - ومن أبرزها سياسة التضامن الاسلامي التي أصبحت سياسة جديدة قبل أزمة 1973م.
وتناول الباحث رؤية الملك فيصل بن عبدالعزيز التي ترى ان خدمة المصالح السعودية هو جعل مصيرها بيدها، وربط الملك فيصل بين تحقيق التوازن في السياسة الخارجية مع الولايات المتحدة الأمريكية من خلال اتخاذ مواقف إيجابية من الجانب الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية.
بعد ذلك قدم سامبي خليل ماغوسوبا من جامعة باماكو بجمهورية مالي استعراضاً علمياً للزيارة التاريخية التي قام بها الملك فيصل إلى جمهورية مالي عام 1966م والتي بعثت من جديد علاقات تعود جذورها إلى عمق التاريخ بالاضافة إلى بناء علاقة جديدة بين البلدين في مجالات معينة وتقوية الصداقة القائمة.
ورصد الباحث في بحثه "زيارة الملك فيصل بن عبدالعزيز إلى جمهورية مالي" الزيارات بين البلدين مثل زيارة رئيس جمهورية مالي إلى المملكة عام 1964م وآثارها على العلاقات البينية.
وألقى الدكتور عبدالواحد النبوي عبدالواحد من دار الكتب والوثائق القومية بمصر بحثه المرسوم ب "زيارة الملك فيصل بن عبدالعزيز لبريطانيا مايو 1967: دراسة وثائقية" حيث يعرض للجهود البريطانية الكبيرة التي بذلت للترتيب للزيارة، والمحادثات التي تمت خلالها والأماكن التي زارها والكلمات التي ألقيت فيها، وردود الفعل الاقليمية والدولية على هذه الزيارة، والنتائج التي ترتبت عليها، معتمداً على الوثائق البريطانية الأصلية التي وثقت للزيارة إضافة لوثائق أمريكية ومصرية.
واختتمت الجلسة بالورقة العلمية المقدمة من الدكتور سعيد بن مشبب القحطاني من جامعة الملك خالد والتي تطرقت بالوثائق إلى موضوع "زيارة الملك فيصل بن عبدالعزيز الأولى أوروبا 1919م - دراسة تاريخية وثائقية"، حيث تناول فيها أسباب ونتائج زيارة الملك فيصل الأول إلى أوروبا عام 1919م/1338ه بدعوة من ملك بريطانيا جورج الخامس الذي وجه دعوة إلى زعماء الجزيرة العربية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، عندها اختار الملك عبدالعزيز ابنه فيصل ليقوم بهذه الزيارة بدلاً عنه، وقد استغرقت هذه الزيارة التي مرت بعدد من الدول الأوروبية ستة أشهر، واعتمد الدكتور القحطاني في بحثه على الوثائق الصادرة من وزارة الخارجية البريطانية والمكتب الهندي وما أوردته الصحف البريطانية حول تلك الزيارات.
الجلسة الثانية
وعقدت ظهر أمس الجلسة الثانية برئاسة الدكتور عبدالعزيز بن صالح بن سلمه وكيل وزارة الثقافة والإعلام المساعد للإعلام الخارجي والتي توزعت أوراقها العلمية على جانبي الإعلام والثقافة، واستهلت الجلسة ببحث للدكتور عبدالرحمن بن صالح الشبيلي عن (فيصل والإعلام) حاول من خلاله استخلاص ملامح صورة الإعلام السعودي في كمه وكيفه، خلال عهد الملك فيصل الذي استمر أحد عشر عاماً (1384- 1395ه)، وعرض المواقف التي كان للفيصل دور فيها في مجال الإعلام، إبان عمله نائباً للملك في الحجاز (1344- 1373ه) ثم ولياً للعهد (1373-1384ه).
وتحدث الباحث عن الحقبة الإعلامية خلال الستينات الميلادية التي أجج فيها الإعلام الخلافات (البينية) العربية، وسادت أجواء المنطقة بسبب الانقلابات العربية، بعد ذلك قدمت د. باربرا ميخالك بيكولسكا من معهد الاستشراق بكراكوف في بولندا ورقتها العلمية (الأهمية التاريخية لزيارة الأمير فيصل بن عبدالعزيز إلى بولندا عام 1932م، وصداها في الصحافة البولندية)، مشيرة إلى أن هذه الزيارة كللت بالنجاح حيث اعترفت جمهورية بولندا بالمملكة.
وقالت : لقد مهد هذا الاعتراف الطريق لإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين وكانت بولندا الدولة التاسعة التي اعترفت بالمملكة، وهذه الزيارة تؤكد اهتمام الملك عبدالعزيز ونجله الأمير فيصل بتوثيق علاقات الصداقة والتعاون بين الشرق والغرب وإقامة الحوار بين المملكة ودول أوروبا. واختتمت الباحثة الدكتورة باربرا بيكولسكان بحثها بالقول إن هذه الزيارة تعتبر تاريخية فقد وضعت اللبنات الأولى لعلاقات التعاون والصداقة بين المملكة وجمهورية بولندا التي استمرت طويلاً.
عقب ذلك قدم الدكتور زيدان خوليف من جامعة نانتيير الفرنسية بحثه المعنون ب(الملك فيصل بن عبدالعزيز في الأرشيف الفرنسي الرسمي والإعلامي) أعطى خلالها الباحث لمحة عن الظروف الاستثنائية التي تولى فيها الملك فيصل سدة الحكم في المملكة في نوفمبر 1964م وكيف تغلب عليها جلالته بتطلعاته المستنيرة على المستوى الداخلي والخارجي التي أعطت النتائج الإيجابية منذ السنوات الأولى لتوليه العرش.
وأشارت الورقة إلى ان مد الفيصل أواصر الصداقة مع دول غربية كفرنسا التي زارها في مايو 1973م، حيث استقبل بحفاوة بالغة لاكملك فحسب بل كخادم للحرمين الشريفين وكمرجعية روحية للدين الإسلامي موضحاً ان رئيس الجمهورية الفرنسية آنذاك "جورج بومبيدو" اكد للفيصل على أهمية الحوار بين الإسلام والمسيحية لابد أن يتواصل من خلال الاحترام المتبادل للقيم السماوية لكلا الديانتين، كما تناولت الورقة الحيثيات التي أحاطت زيارة الملك فيصل لفرنسا وما انبثقت عنه من لقاءات وحوارات رسمية وما نتجت عنه من وجهات نظر وذلك استناداً للأرشيف الرسمي الفرنسي ومن خلال الصحف ووسائل الإعلام المرئية والسمعية سواء كانت في فرنسا أو فيما الدولة الأوروبية المجاورة وأثر ها في بعد على التبعات التي انبثقت عن حرب أكتوبر 1973م.
واستند الدكتور خوليف في ورقته على الأرشيف الخاص للرئيس "جورج بومبيدو" المودع في مركز الأرشيف الوطني الفرنسي المتواجد في باريس، وفي منحى آخر قدم الدكتور محمود شاكر سعيد من جامعة نايف للعلوم الأمنية الورقة العلمية الرابعة في الجلسة التي تطرقت إلى الجانب الثقافي في عهد الملك فيصل من خلال (فيصليات محمد بن علي السنوسي) والتي سعت إلى أربعة أهداف هي: إبراز مآثر الملك فيصل بن عبدالعزيز التي جسدها محمد بن علي السنوسي في "فيصلياته"، ورسم صورة واضحة لملامح شخصية الملك فيصل بن عبدالعزيز وما اتسم به من الشهامة والحزم وحسن الرأي والكرم، والتاريخ لبعض المناسبات والأحداث التي عشاتها المملكة في عهد جلالته، وتجسيد المشاعر الشعبية الصادقة تجاه المواقف الوطنية والدولية للملك فيصل بن عبدالعزيز بعامة، وتجسيد مشاعر الحزن والأسى لفقد الشهيد - طيب الله ثراه - بخاصة. وعن (الحس الشعري لدى الملك فيصل بن عبدالعزيز) سلط الدكتور صالح بن ناصر الخريجي من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الضوء على شخصية الملك فيصل الشاعر والأديب، وذلك من خلال التطرق للبيئة التي عاش فيها - رحمه الله - والتي ورث عنها حب الشعر وقوله، أو من خلال تناول شخصيته كشاعر وذلك باستعراض نماذج من شعره، ومساجلاته لبعض الشعراء وتناول الباحث علاقة الملك فيصل بالخاصة والممتدة مع كوكبة من الشعراء العرب والمثل العليا التي يتقيد بها - رحمه الله- وحاول بثها للشعراء المحيطين به وحثهم على التمسك بها قولا وفعلا، كما وثق الدكتور الخريجي من خلال البحث العلاقة المتميزة مع الشعراء من خلال صور الاهداءات التي كتبوها بأيديهم على دواوينهم المرسلة للملك فيصل والتي احتفظ بها في مكتبته الخاصة، واختتم البحث بقصيدة لجلالته تعد من أهم القصائد التي قالها - رحمه الله - ، ثم أكملت الجلسة جانبها النقاشي بعدد من التداخلات العلمية وتعليقات الباحثين عليها الذين شكرهم رئيس الجلسة الدكتور عبدالعزيز بن سلمه على الجهد العلمي الواضح في أوراقهم العلمية.
الجلسة الثالثة
وافتتحت الجلسة الثالثة التي ترأسها الدكتور ثامر بن حمدان الحربي عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج بجامعة أم القرى بورقة للدكتور ناصر بن علي الحارثي من جامعة أم القرى بمكة المكرمة عن (أعمال الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود المعمارية في مدن الحج والمشاعر المقدسة) تناول خلالها الباحث باللوحات والأشكال والجداول المساندة لمادة البحث أعمال الملك فيصل بن عبدالعزيز المعمارية في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وفي المدينة المنورة، كما تطرق البحث الى الأعمال المعمارية في نفس الفترة في مدينة جدة. بعد ذلك قدم الدكتور صالح بن علي ابوعراد عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد بالمملكة قراءة للمنطلقات الرئيسة لخطب الملك فيصل بن عبدالعزيز من خلال نماذج تظهر قوة بنائها اللغوي واتزانها ودور هذه الخطب الملكية الذي أسهمت به في عملية البناء الحضاري للمجتمع السعودي المعاصر.
واعتمدت الدراسة في استظهار ذلك على المنهج الوصفي التحليلي الاستدلالي لبعض خطب الملك فيصل الواردة في (الجزء الأول) من كتاب (مختارات من الخطب الملكية) الصادر عن (دارة الملك عبدالعزيز).
وحول الشأن الاجتماعي الذي عاشه المجتمع السعودي في عهد جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز استعرض الدكتور علي بن سليمان الحناكي من وزارة الشؤون الاجتماعية بالمملكة العربية السعودية جهود جلالته - رحمه الله - في هذا الجانب من خلال تناول جهود وزارة العمل والشؤون الاجتماعية سابقا (وزارة الشؤون الاجتماعية) حاليا في المجالات والنشاطات والخدمات الاجتماعية والأنظمة لهذه النشاطات في عهده، كما عرج الباحث على المؤسسات الاجتماعية ومكاتب الضمان الاجتماعية التي أنشئت في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - وأهم القرارات والتنظيمات التي صدرت في عهد جلالته في المجال الاجتماعي.
وفي الورقة الثالثة من الجلسة حاول الدكتور محمد بن عبدالمحسن العصيمي من وزارة الخارجية عبر المنهج الاستقرائي والاستنباطي سبر مجموعة القيم والمؤثرات الثقافية التي حددت رؤية جلالة الملك فيصل لمحيطه العربي والإسلامي والدولي من خلال أقواله وأفعاله - رحمه الله - .
وتطرق محمد بن حسين الموجان من المحكمة الجزائية بمدينة جدة وفي الورقة الأخيرة من الجلسة إلى إنشاء اول دار لكسوة الكعبة المشرفة في مكة المكرمة سنة 1346ه / 1927م في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - حيث كلف نائبه في الحجاز نجله فيصل بهذه المهمة فقام بها خير قيام، حيث تم إنشاء مبنى الدار على مساحة تقدر ب 1500م، في محلة جياد، وأوفد من يأتي بالفنيين المهرة من الهند لصناعة الكسوة ومتطلباتها من أنوال ومناسج وحرير وأسلاك ذهب وفضة وغيرها مما يتطلبه عمل الكسوة. وقدم الباحث سرداً تاريخياً لإنتاج هذه الدار للكسوة بعد الانتهاء من تشييدها في منتصف عام 1346ه، وفي سنة 1347ه تم صنع كامل الكسوة في دار الكسوة بمكة المكرمة على أكمل وجه، ثم تطرق الموجان إلى أمر الملك فيصل بإنشاء مصنع جديد للكسوة في أم الجود بمكة المكرمة سنة 1392ه/1972م وقد كلف الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - عندما كان نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للداخلية بوضع حجر الأساس لهذا المصنع الجديد في 1392/9/13ه، كما تناول البحث طرز كسوة الكعبة المشرفة في عهد الملك فيصل.
الجلسة الرابعة
وفي الجلسة الرابعة والأخيرة من اليوم الأول للنشاط العلمي للندوة التي ترأسها سليمان الرحيلي عضو هيئة التدريس بجامعة طيبة، قدم الدكتور غازي بن غزاي العارضي من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ورقة عن (معالم الإبداع والعبقرية في منهجية الملك فيصل بن عبدالعزيز الدعوية) حيث أبرز الباحث منحى مهماً في شخصية الملك فيصل - رحمه الله - بدى واضحاً في اصطباغ منهجيته بشخصيته الفذة، فظهر الامتزاج جلياً بين هذين المكونين الأساسيين على نمطية من الاعتدال والتوازن، وتبلورت في منهجية دعوية متكاملة، تصدت بكل الوسائل المشروعة بكفاءة واقتدار للدعوات الشعاراتية وخطابها الحماسي الكبير، مما قربه بقوة إلى نبض هموم الشعوب الإسلامية والعربية واستظهر البحث صفات التنوع، والانتقاء، والتجديد في وسائل جلالته - رحمه الله - لهذا الهدف، كما أظهر الباحث معالم الإبداع والعبقرية في أساليب الفيصل من قوة التأثير، والجمالية والقبول، والشمولية.
عقب ذلك قدم رئيس الجلسة أ.د. الرحيلي الدكتور محمود همان من جامعة أحمد بيلو في نيجيريا وورقته العلمية (آثار الملك فيصل على دور صحراء أفريقيا - نيجيريا والنيجر 1964- 1975م)، التي أكدت على تميز العلاقات بين المملكة وبعض دول جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا في أوائل السبعينات الميلادية بالقوة والمتانة، وتنوعت هذه العلاقات بين تجارية وثقافية ودينية، وتميزت بشكل أكثر وضوحاً في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز 1964- 1975م.
وبينت الورقة أثر الملك على بعض دول جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا، وبجهوده الدبلوماسية، والاقتصادية والدينية والمبادرات التي ترمي إلى تحقيق ما فيه مصلحة هذه الدول وتقوية علاقاتها ببلاده، وفي نفس الإطار الإسلامي طرحت الورقة العلمية الثالثة في الجلسة (جهود الملك فيصل بن عبدالعزيز في خدمة الإسلام والمسلمين في إفريقيا جنوب الصحراء) التي قدمها الأستاذ علي مصطفى غي من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وبحثت الورقة أسس ومنطلقات جهود الملك فيصل في خدمة الإسلام والمسلمين في إفريقيا، من خلال العناصر التي لعبت دوراً حيوياً في تحديد توجهات الملك فيصل في خدمة الإسلام والمسلمين في إفريقيا، والتي تتمحور حول: سياسة التضامن الإسلامي، القدرات الاقتصادية، الموقع الجغرافي للمملكة، والوسائل التي استخدمها جلالته لخدمة الإسلام والمسلمين في القارة السمراء، الوسائل الاقتصادية، والوسائل الدبلوماسية، والوسائل الثقافية.
ثم تطرق علي غي إلى جهود الملك فيصل في خدمة الإسلام والمسلمين في إفريقيا من خلال المنظمات الدولية والإقليمية والعربية وغير العربية ونتائجها الموفقة في مختلف المجالات وحول خدمة الملك فيصل بن عبدالعزيز للعلم والعلماء وتقريبه لهم والأخذ بمشاورتهم والاسئناس برأيهم وتفقد أحوالهم ومتابعته لاحتياجاتهم قدم الدكتور محمد بن خالد البداح من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض ورقة علمية هي الأخيرة في جلسات يوم أمس عن (صلة الملك فيصل بن عبدالعزيز بالعلماء) والتي اتصفت بالمتانة حيث يظهر إجلال الملك فيصل وتوقيره لهم ورفع مكانتهم داخل المجتمع مع الدعوة للالتفاف حول العلماء والصدور عن رأيهم، كما قدم الباحث نماذج من مكاتبات الملك فيصل المتبادلة مع العلماء، وعلاقته الوطيدة بأصحاب الفضيلة والسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ عبدالله بن حميد والشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمهم الله جميعاً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.