سبعة وثلاثون بحثا، قدمت ضمن جلسات الندوة العلمية، لتاريخ الملك فيصل - رحمه الله - حيث قدمها الباحثون على عشرة محاور، ضمن الندوة الملكية الثانية، عن تاريخ الملك فيصل، والتي عقدتها دارة الملك عبدالعزيز، خلال يومي الأربعاء والخميس، حيث أقيم يوم أمس، أربع جلسات، الخامسة والسادسة صباحا، والسابعة والثامنة في الفترة المسائية من ليلة البارحة، وذلك بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات، بفندق الانتركونتيننتال بالرياض. الجلسة السابعة انطلقت بعد صلاة المغرب، في تمام الساعة السادسة وخمس وأربعين دقيقة، وذلك برئاسة، د. أحمد بن محمد الحميد، وبمشاركة: محمد صابر الذي ألقى ورقة للدكتور:جمال زكريا قاسم، بعنوان: العلاقات السعودية الإيرانية ومشكلات الأمن الإقليمي في الخليج العربي على عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز 1964-1975م، وقد تناولت الورقة دبلوماسية الملك فيصل الهادئة والمتزنة، في التقارب مع إيران استجابة لديها، نتيجة عاملين رئيسيين، أولهما: انحصار المد القومي العربي إثر هزيمة يونيو 1967م، وثانيهما: قرار الانسحاب البريطاني من منطقة الخليج في يناير 1968م ونظرا لما كان يترتب على ذلك القرار من نشوء فراغ سياسي وعسكري جعل إيران تدرك أهمية التقارب بينها وبين المملكة، بغية المحافظة على الاستقرار السياسي ومواجهة الحركات الراديكالية التي استهدفت أحدث انقلابات في أنظمة الحكم فضلا عن تهديد مضيق هرمز الذي يصدر ما يقرب من 40% من إنتاج النفط العالمي إلى الخارج... حيث ركز الباحث على دور الملك فيصل وجهوده تجاه هذه الأحداث من خلال الوضع الإقليمي في الخليج وصولا إلى دور الملك فيصل في أزمة الطاقة العالمية أثناء دعوته إلى حظر تصدير النفط إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية ما لم تتخذ سياسة متوازنة بين العرب وإسرائيل، واستجابة دول الخليج لتلك الدعوة مما جعل لها دورا فاعلا، في الصراع العربي الإسرائيلي. كما شارك في هذه الجلسة د. محمد مراح، ببحث بعنوان: العلاقات الجزائرية السعودية من خلال الصحف الجزائرية في الفترة 1964-1975م، حيث تناول مراح، العلاقات الشقيقة بين البلدين، وما تميزت به هذه العلاقة في ظل أحداث جسام على المستويين العربي والعالمي، حيث يقف الباحث مفصلا من خلال تطرقه أيضا إلى فترة الثورة الجزائرية. كما يتناول البحث هذه العلاقة من خلال زعيمي البلدين الراحلين الملك فيصل والرئيس الجزائري هواري بو مدين، وما كان لهما بحكم العلاقة المتينة من أدوار حاسمة على المستويين العربي والعالمي، على الرغم من اختلاف طبيعة الحكم بين البلدين، حيث يصور البحث ملامح سياسة الملك فيصل الخارجية، مع واحدة من أهم الدول العربية وهي الجزائر. أما د. لطيفة الكندوز، فكانت مشاركتها بعنوان: العلاقات السعودية المغربية في عهد الملك فيصل، حيث استعرضت الكندوز، تطابق وجهات النظر بين البلدين الشقيقين والتنسيق العميق المشترك بين الدولتين، وخاصة إبان زيارات الملك فيصل إلى المغرب الشقيق. وقد تناولت لطيفة بحثهما من خلال ثلاثة محاور: العلاقات التاريخية بين البلدين، العلاقات والتنسيق الفاعل، الزيارات الملكية بين البلدين وما شكلته من توافق كبير وتجانس وتطابق وتنسيق، في القضايا الأساسية بين الدولتين وما كان لهذه الزيارات من أثر فاعل على مستوى شؤون البلدين الشقيقين داخليا وخارجيا. وجاءت ورقة د. عبدالفتاح حسن أبو علية بعنوان: أنشطة الأمير فيصل بن عبدالعزيز السياسية في الفترة 1926-1929م قراءة في الوثائق الفرنسية، وقد استعرض الباحث في هذه الفترة، أهم الأنشطة السياسية التي مارسها الأمير فيصل بن عبدالعزيز، في فترة مهمة من تاريخ الدولة السعودية الحديثة، بعد دخول الملك عبدالعزيز الحجاز، وقبل تسلم الأمير فيصل وزارة الخارجية السعودية. وقد ركز أبو علية، على إبراز أهمية الوثائق الفرنسية وندرة استخدامها، مع مناقشة ما أوردته تلك الوثائق من معلومات تاريخية سياسية، تناولت أنشطة الأمير فيصل السياسية، وبيان دوره الفاعل في هذا المجال، كما اهتم البحث بالتركيز على قراءة الوثائق التاريخية خلال هذه الفترة، وتناولها بتحليل علمي عميق. ومن تركيا قدم الدكتور مصطفى أوزوتورك من جامعة الفرات بتركيا، تتبعا لمسيرة العلاقات بين تركيا والمملكة العربية السعودية من عام 1923- 2006م من خلال ورقته عن العلاقات البينية بين البلدين والأسباب التي ساعدت على توثيق هذه العلاقات بين الدولتين منذ بدايات تأسيسهما، وتطرق د. أوزوتورك بالحديث إلى زيارة الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - إلى تركيا وكونها أول خطوة في تطوير العلاقات بين الطرفين على أعلى مستوى وتناول الباحث أصداء الزيارة على المستوى الشعبي والإعلامي في تركيا. تلا هذه البحوث عدد من المداخلات التي كانت ختاما لبحوث هذه الجلسة. الجلسة الثامنة انطلقت الساعة الثامنة والنصف، برئاسة، صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، أمير منطقة مكةالمكرمة، وبمشاركة معالي الأستاذ جميل بن إبراهيم الحجيلان أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربي سابقا، وبمشاركة معالي الأستاذ محمد بن علي أبا الخيل، وزير المالية والاقتصاد الوطني سابقا، ومشاركة معالي الأستاذ هشام بن محيي الدين ناظر، سفير خادم الحرمين الشريفين في جمهورية مصر العربية. افتتح هذه الجلسة شاكرا صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، على رعايته هذه الندوة التاريخية واهتمامه بتاريخ وإنسان المملكة.. مقدما شكره لدارة الملك عبدالعزيز، على تنظيم وإعداد وإدارة هذه التظاهرة التاريخية، مثمنا لكل من أسهم بمشاركته في هذه الندوة. حيث تناول سموه وقفات عاجلة عن تاريخ الرجال، الذين عرفوا الملك فيصل من خلال حياة العمل في قطاعات الدولة، كما تناول سموه العديد مواقف الملك فيصل أميرا وملكا وقائدا عربيا وأبا وإنسانا ومعلما. معالي الأستاذ جميل بن إبراهيم الحجيلان، تناول جلالة الفيصل من خلال تعامله مع الوزراء، الذين كان يرى فيهم بأنهم عونا له، على ما أتمنوا عليه... واهتمامه البالغ بأن يكون وزراؤه مع تلمس حاجة المواطنين من أرض الواقع، مستعرضا الحجيلان، العديد من مواقف الفيصل من الأحداث والقضايا العربية.. مستعرضا من خلال القضايا الداخلية والخارجية الملك فيصل وما تميز به من حنكة وسياسة، ورؤية كان من خلالها يستشرف ما سيحدث وما ستصل إليه بعض الأوضاع العربية، والتي منها ما حدث بعد رحيله بخمسة عشر عاما. أما معالي الأستاذ، محمد أبا الخيل، فقد تناول في حديثه أساليب الملك فيصل في جانب إدارة أمور الدولة من خلال، توسيع الأجهزة الحكومية في الدولة خلال فترة تحديث العديد من البرامج الإدارية لعدد كبير من أجهزة الدولة، وتحول هذا البرنامج من برنامج إداري إلى مشروع وطني عام.. متطرقا إلى ما تلا ذلك من أساليب إدارية فذة كالبرنامج المالي للدولة، كبرنامج إصلاحي متماسك منضبط، وفق رؤية ثاقبة من الملك فيصل، في وقت كانت فيه ميزانية الدولة في حدود ثلاثة آلاف مليون ريال، وصولا إلى تحقيق إدارة مالية ناجحة، وتحقيق برنامج قاده الفيصل باقتدار ونجاح يضرب به المثل عالميا فقبل استشهاده وصلت ميزانية الدولة إلى ثمانية وتسعين ألف مليون ريال، على الرغم مما صاحب هذه البرامج من تقلبات سياسية عربية. تلا ذلك كلمة معالي الأستاذ هشام ناظر، جاءت من خلال تجارب معاشة مع جلالة الفيصل من خلال العديد من المواقف التي واكبت الأوضاع الصعبة السياسية العربية، وما صاحبها من قرارات من جلالته على المستويين العربي والدولي، مستعرضا اهتمام الفيصل بقطاعي الصحة والتعليم على وجه الخصوص.. كما تناول ناظر إلى عدد من المواقف للملك فيصل من خلال الوقوف معها بالتحليل الذي يدلل على حنكة وحكمة عالمية، تنبعث من عروبته وإنسانيته... لأن الملك فيصل أول من يطبق ما يعتقده. تلا هذه المشاركة وقفات ومواقف أخرى، استعرضها الأمير خالد الفيصل، والتي تلاها عدد من المداخلات، والأسئلة، ختاما لندوة الملك فيصل التاريخية... فيصل العربي... فيصل المواقف... فيصل التاريخ.