أكد الكاتب والمؤلف المسرحي فهد الحارثي أن جمعية الثقافة والفنون في الطائف عملت خلال العام الماضي بشكل متكامل، مشيراً إلى أنه تم تقديم 30 نشاطاً مسرحياً منوعاً، بين مسرحيات للكبار والأطفال ومسرح العرائس، إضافة إلى دورات مسرحية وورش عمل، كما تمت إقامة عدد من المعارض التشكيلية، منها معارض للخط العربي والنحت وعدد من الدورات التدريبية في النحت والخط، وفي الفنون الشعبية شهدت الجمعية عدداً من أمسيات الشعر الشعبي، كما أقيم مهرجان لفنون المنطقة الغربية الشعبية، فيما شهد التصوير الضوئي إقامة عدد من المعارض والدورات. ونوه الحارثي بأن نقطة التميز كانت في فعاليات مقهى عكاظ الثقافي الفني، الذي قدم أكثر من 22 فعالية موسيقية وشعبية ومسرحية وشعرية وقصصية، ومكتبة تبيع الكتب بأسعار رمزية، وعروض سينمائيه قصيرة، إضافة لتكريم عدد من الفاعلين في النواحي الاجتماعية والرياضية والفنية والثقافية. وبيّن الحارثي أن"ثقافة وفنون الطائف"تشارك في مهرجان الجنادرية بمسرحية الأطفال"بساط الريح"، كما تتم المشاركة في مهرجان المسرح السعودي الرابع بالعمل المسرحي"حالة قلق"، ويكرم المهرجان ثلاثة مسرحيين من أبناء الطائف، وأضاف:"نفخر هذا العام أيضاً بتكريم المخرج المسرحي أحمد الأحمري ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي في القاهرة في دورته السابعة"، لافتاً إلى أنه سيتم بالتعاون مع وكالة الوزارة للشؤون الثقافية توسيع دائرة العروض المسرحية داخلياً لتشمل نجران وتبوك، واستطرد"سنشارك في مهرجان مسرحي لنادي مكة الأدبي بمسرحية عندما يأتي المساء، وسيكون ضمن خطتنا لهذا العام إقامة مسابقة لمسرح الشباب". وحول أصداء المشاركات المسرحية الخارجية أوضح الحارثي أنها دائماً تكون ذات نتيجة طيبة، مرجعاً ذلك إلى الخبرة الكبيرة التي تملكها ورشة العمل المسرحي في الطائف، وقال:"جالت عروضنا الوطن العربي، وشاركنا في الكثير من الفعاليات المسرحية، وتعاملنا مع عدد من النقاد والمسرحيين في العالم العربي، وأصبح للفرقة ثقلها الفني، إذ توجه لنا الدعوات مباشرةً، ويطلب منا إدارة ورش مسرحية، وتقديم محاضرات حول المسرح"، معتبراً ذلك نتيجة لجهود من أجل خلق جو مسرحي صحي نظيف. ولم ينف الحارثي وجود تكتلات تعاني منها المنظومة الثقافية في الطائف، وقال:"تلك طبيعة الأمور في الحياة بصفة عامة"، مشيراً إلى أن الاعتراض على هذه التكتلات"يكون إذا اتجهت نحو الخاص"، معتبراً أنها"تكون مثمرة إذا اتجهت نحو مشروع ثقافي بحيث تكون منتجة، وكل ما هو مطلوب بالفعل أن تتجه نحو العام، وتبتعد عن الخاص الذي يلحق الضرر بها وبالآخرين". معترفاً بأن"سوق عكاظ"كمشروع ثقافي"شابها الكثير من السلبيات في دورتها الأولى، في العام الماضي، وتحتاج إلى مزيد من الوقت لكي تنضج التجربة". وعدَد الحارثي أموراً عدة تنقص المسرح السعودي، منها"الأرضية"التي تُقدّم عليها العروض، مؤكداً أن"وجود مسارح مجهزة أمر مهم من أجل إنتاج العمل متكامل العناصر، ومن أجل تعريف الجمهور بمكان ثابت تقدم من خلاله العروض المسرحية، التي تشكو من تشتت أماكن عرضها، إضافة إلى حاجة المسرح للدعم المادي والمعنوي". معرباً عن تفاؤله تجاه تفعيل الثقافة بشكل عام، وأضاف:"التفاؤل أمر مطلوب، وأن تشعل شمعة خير لك من أن تلعن الظلام"، واستدرك بأن الأمور تسير ببطء شديد،"وهي أكبر من حجم طموحاتنا"، شارحاً أن"عملية التنمية يجب أن تخضع لأرضية تقوم عليها، وهذه الأرضية لن تقوم من دون المراكز الثقافية التي تعد جزءاً مهماً في تفعيل الحركة الثقافية والفنية"، مؤكداً أنه لن يكفي أبداً الدور"الذي تقوم به الأندية الأدبية، وجمعيات الثقافة والفنون، والجمعيات المتخصصة التي تنشأ حالياً، لأن الدور الذي تقوم به المراكز الثقافية هو المهم، والأهم هو ما نبحث عنه". وحول أصداء مشاركة"ورشة الطائف"في مهرجان المسرح السعودي الرابع، أوضح أنها كانت أكثر من جيدة، ويقول:"حققنا مكاسب منها المشاركة بهذا المهرجان، الذي تعتبر هذه الدورة الأولى له وليست الرابعة... أسهمنا في التنظيم وفي العروض وفي الندوات الفكرية. وتم تكريم ثلاثة من مسرح الطائف في حفلة الافتتاح، وحصلنا على جائزة أفضل إخراج مناصفة". واستدرك قائلاً:"إنهم يستحقون أكثر، ولكننا في تصوري لسنا في سباق جوائز، بقدر ما كنا في عمل مسرحي يظهر به الحقيقي من المزيف وهذا هو المهم. والمهرجان كان ناجحاً بكل المواصفات في دورته الأولى، وكل السلبيات التي ظهرت كانت من مكملات نجاح العمل. وفي تصوري أن أكبر مكاسب المهرجان كانت من خلال تعريف مسرحنا بالشكل المناسب لضيوف المهرجان. فكنا دوماً ندعى إلى مهرجانات محلية وعربية، وها نحن ندعو أيضاً".