ألقى الغبار بظلاله على سماء المنطقة الشرقية أمس، متسبباً في تدني الرؤية إلى مستويات محدودة جداً، ما أربك حركة السير في الشوارع والطرق، وبخاصة الخارجية التي تربط بين محافظات المنطقة، التي شهدت انتشاراً من جانب دوريات المرور وأمن الطرق. ودفع وجودها الكثيف السائقين إلى تخفيض سرعتهم، وعلى رغم ذلك، وقع عدد من الحوادث المرورية، وكان أغلبها خفيفة ومتوسطة. ويوم أمس، هو اليوم الثاني من موجة الغبار التي اجتاحت مناطق عدة في السعودية ودولاً خليجية أخرى، كان أبرزها الكويت، إذ اضطررت طائرات متوجهة إلى عاصمتها، إلى تغيير مسار رحلاتها، إلى مطار الملك فهد الدولي في الدمام. فيما أكد حرس الحدود في المنطقة الشرقية، على أصحاب مراكب الصيد والنزهة، ب"توخي الحذر والحيطة في حال الإبحار"، ناصحاً ب"تجنب النزول إلى البحر خلال هذه الأيام، لتلافي التعرض للحوادث". ولم يقتصر تأثير موجة الغبار على حركة السير البرية والجوية والبحرية، فطال الصحة العامة. وسجلت أقسام الطوارئ وعيادة الأنف والإذن والحنجرة في مستشفيات المنطقة الشرقية الحكومية والخاصة، خلال اليومين الماضيين، ارتفاعاً ملحوظاً في عدد المراجعين، وغالبيتهم من الأطفال المصابين بأمراض الجهاز التنفسي. وخلت الحدائق والمتنزهات العامة والشواطئ من روادها الكُثر في عطلة نهاية الأسبوع، وبدت أمس شبه خالية، وتكرر الأمر في مدن الألعاب والترفيه المكشوفة، بخلاف المغلقة، التي توافد عليها بعض الزوار، وإن كان العاملون فيها يشيرون إلى أن الأعداد أقل من المعدلات المعتادة يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع. وفي النعيرية، اكتست السماء باللون الأحمر، بعد أن حجب الغبار أشعة ضوء الشمس، ما تسببت في تدني مستوى الرؤية إلى نحو مئة متر، وانعدامها في بعض الشوارع الداخلية، وعلى الطرق السريعة التي تمر في المحافظة. وأوضح مدير مستشفى النعيرية العام سعد سعود الوصيفر، أن"معدل المراجعين المصابين بالربو والحساسية كان في المعدل الطبيعي في حال حدوث عواصف ترابية وغبار، إذ بلغ عدد المراجعين يوم الأربعاء 267 مراجعاً، منهم 30 حالة ربو وحساسية، أما أمس الخميس، فكان نحو ثماني حالات ربو حتى الساعة الثانية بعد الظهر". بيد أن الوصيفر حذر الأهالي"من خروج أطفالهم ?من المنازل في مثل هذه الأجواء، وبخاصة لمن يعانون من أمراض الحساسية والربو". بدوره، أوضح مدير العلاقات العامة في المستشفى عبدالله مبارك الشمري، أن"المستشفى استقبل مصابين في حادثتين، منهم من أصيب بإصابات بسيطة، وآخرون بحروق بلغت نسبتها 90 في المئة، إذ وقعت حادثة حريق في سيارة على طريق النعيرية - حفر الباطن، بسبب تدني مستوى الرؤية لمستويات كبيرة. وبلغت نسبة الحروق في أحد المصابين في العقد الرابع من العمر، وهو باكستاني الجنسية، 90 في المئة، وكانت من الدرجات الأولى والثانية والثالثة وتشمل أجزاء الجسم كافة، فيما أصيب شخص آخر بحرق بسيط في اليد".