ما أن يعلن دوام يوم الأربعاء نهايته حتى يبدأ كثير من سكان محافظة وادي الدواسر بالاستعداد والتجهيز لرحلاتهم البرية، التي يتجهون فيها إلى الجبال المجاورة للمحافظة والأماكن التي قد تصلح للتنزه والترفيه. وعلى بعد 100 كيلومتر تقريباً من حدود المحافظة الخالية من المتنزهات وأماكن الترفيه، إلا من متنزه صغير واحد غير كافٍ لاستقبال عدد كبير من الأسر، بحسب ما يروي المتنزهون في البراري المحيطة بالمحافظة ل"الحياة"التي استطلعت آراءهم واستمعت إلى مطالباتهم. تضاريس المنطقة في بعضها متنوعة، خصوصاً تلك البقاع التي يفضل السكان التوجه إليها لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، وكعادتهم يتكيف الأطفال مع المكان لصناعة أوقات جميلة يلهون خلالها. هذه المرة، ساعدت التضاريس الجبلية الأطفال في العودة إلى الماضي، عبر ممارسة"تسلق الجبال"و"التزحلق على صخورها"بما يسمى في اللهجة العامية"سحلطة"، معيدين لآبائهم ذكريات طفولتهم، حين لم يكن هناك من وسائل الترفيه شيء مما هي عليه الآن، إذ لم يكن أمامهم سوى"التسحلط". بدايةً، قال الطفل جلعود ناصر آل ربيع:"عمدنا إلى الخروج كل أسبوع إلى هذه الجبال مع أسرنا للتنزه، لعدم وجود حدائق أو متنزهات في وادي الدواسر إلا حديقة واحدة صغيرة لا تفي بالغرض المنشود، ولا توجد بها أي خدمات تساعد الزائر في البقاء مدة طويلة"، مضيفاً:"نأتي هنا لنمارس الألعاب القديمة والخطرة، كتسلق الجبال والتزحلق". في حين أوضح المواطن شبيب آل معيلي أن ممارسة الأطفال لهذه اللعبة يعرضهم للخطر، فقد يتعرض أحدهم للسقوط من مكان مرتفع، أو إلى الإصابة بجروح في الأطراف. وتحدث المواطن سلطان جلعود:"عندي أربع بنات يستحين من ممارسة التسلق والتزحلق أمام الأولاد"، لتقاطعه ابنته رهف قائلة:"نحن البنات نقوم باللعب في مكان بعيد عن عيون الأولاد، فنحن أطفال نبحث عن المتعة كغيرنا من الأطفال"، متمنية وجود حدائق في المحافظة. ويقول المعلم علي الناغي مصري الجنسية:"قلة الحدائق في وادي الدواسر دفعتنا إلى التنزه في مزارع بعض الأصدقاء السعوديين، أو استئجار بعض الاستراحات القريبة، لكن الاستئجار عملية مرهقة مادياً، خصوصاً أن إيجارات الاستراحات مرتفعة". من جهته، قال رئيس بلدية محافظة وادي الدواسر المهندس محمد إبراهيم الخريف:"توجد حدائق تحت التجهيز، وما زال العمل جارياً لاستكمالها"، مؤكداً أنها ستفي بالغرض المنشود. وأوضح أنه يعمل حالياً على إنشاء"حديقة الشرفاء"شرق المحافظة بمساحة 137800 متر مربع، إضافة إلى"حديقة الولامين"ومساحتها 17 ألف متر مربع، مشيراً إلى وجود سبع حدائق صغيرة في المحافظة. وذكر الخريف في سياق حديثه أن هناك مشاريع لحدائق لم يتم بعد البدء في تنفيذها.