تحوّل حلم والد الطفل سامي العتيبي 8 أعوام المصاب بشلل دماغي منذ ولادته إلى حقيقة، بدخوله عالم التعليم وممارسة حقه كبقية أقرانه في المجتمع، بعدما تمكن الفريق المختص في برنامج التأهيل المهني في قسم الأطفال في مدينة سلطان للخدمات الإنسانية من دمج"سامي"في بيئة مدرسية، عبر إنشاء صف دراسي في"روضة عسعس"التابعة لمحافظة عفيف. لم تؤثر إصابة سامي بشلل دماغي عند ولادته في قدرته على الحركة بشكل طبيعي وفي قدراته الذهنية، الأمر الذي سهّل انضمامه للبرنامج، الذي مكنه من الخروج من حدود منزله وأسرته، وتوفير الفرص له للاندماج مع أقرانه، ليتمكن من الحصول على حقه في التعليم. واستهدف البرنامج التأهيلي علاجاً طبيعياً وتخاطبياً، إضافة إلى العلاج الترويحي، كما ركّز على دعم مهاراته الحركية والذهنية، ودمجه في بيئته الطبيعية، كما استهدف توفير جميع وسائل الدعم لأسرته وتزويدهم بالطرق الصحيحة، التي تسهل عليه تخطي الصعوبات التي يواجهها في حياته اليومية. وبعد التأكد من عدم وجود برنامج لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة بأي من المدارس الموجودة في محيط الطفل"روضة عسعس"، واصل المسؤولون في المدينة جهودهم مع إدارة التربية والتعليم في محافظة عفيف، وطرحت توصية بإنشاء فصل خاص يهتم بتوفير الفرصة التعليمية لسامي في إحدى المدارس الابتدائية في روضة عسعس. ورحب ممثلو الإدارة بالفكرة التي ترجمت على أرض الواقع، بإنشاء برنامج لدمج ذوي الإعاقة الفكرية، وتم توجيه ولي أمر الطفل بتسجيل ابنه سامي في مدرسة"روضة عسعس". وقال الرئيس التنفيذي لمدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية الدكتور عبدالعزيز الشامخ، إن هذا الإنجاز يأتي ثمرة للتعاون المشترك من أجل توفير التعليم للطفل سامي، الذي انتقل الآن من مجتمع صغير مكون من عائلته إلى مجتمع خارجي أكبر، ليمارس حقه الفعلي في التعليم إلى جانب زملائه من ذوي الاحتياجات الخاصة، الأمر الذي سيكون له تأثير كبير في حياته وعائلته، التي أثبتت أهليتها في متابعة سامي، وتسهيل دمجه في نسيجه الاجتماعي. وتعكس هذه المبادرات التي قام بها الفريق المختص في المدينة، أهمية العمل المؤسسي بين الجهات الداعمة للتعليم، الذي ينبغي أن يكون نهجاً تتبعه مؤسساتها الصحية، ونشر الوعي لدى المجتمع عن هذه الفئات، وتحقيق الفرص المتكافئة لهم في كل المجالات وتعزيز مشاركتهم في أنشطة الحياة المختلفة. من جهته، عبّر والد الطفل سامي عن شكره وتقديره للرئيس الأعلى لمؤسسة سلطان الخيرية الأمير سلطان بن عبدالعزيز على مبادرته الكريمة بتأسيس هذا الصرح التأهيلي، لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة من داخل السعودية وخارجها، كما قدم شكره للقائمين على البرنامج والخدمات التأهيلية في مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية، ولوزارة التربية والتعليم، ممثلة في مدرسة روضة عسعس، لتوفيرها خدمة الدمج.