كشف استشاري أطفال متخصص في إعاقة الأطفال أن الشلل الدماغي هو من أبرز الأسباب الرئيسية لحالات الإعاقة المنتشرة في المملكة، ويحدث هذا الشلل بسبب الولادة المبكرة، أو الاختناق الولادي. وقال المدير الطبي لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للأطفال المعاقين بجدة استشاري الأطفال الدكتور فواز الفقير على هامش فعاليات اليوم العالمي للإعاقة، التي ينظمها المركز وبدأت أمس وتستمر خمسة أيام إن الشلل الدماغي الذي يؤدي إلى الإعاقة مرض عصبي ينتج عن إصابة المنطقة الحركية في الدماغ، ويؤدي إلى عجز الجزء المسؤول عن الحركة عن إعطاء الأوامر وبالتالي إعاقة الأجزاء الحركية للإنسان، مشيرا إلى أن انتشار الشلل الدماغي النابع من هذين السببين تزداد نسبته في العالم كله وليس في المملكة وحدها، وأن الأمراض الوراثية المنتشرة في المملكة بسبب زواج الأقارب أعلى من باقي المجتمعات، وتعتبر من الأسباب الرئيسية لإعاقة الأطفال. إلى ذلك، أوضحت أخصائية التربية الخاصة بكلية دار الحكمة سارة عالم أنه من المهم تكثيف أعداد الأطفال المعاقين في المدارس الحكومية ودمجهم مع الآخرين، حيث يرفع ذلك من معدل نموهم ومستوياتهم التعليمية. واحتفلت كلية دار الحكمة أمس باليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة بمشاركة العديد من أطفال مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة في جدة تحت شعار "أطفال مهمون جداَ". وشارك في الحفل طفلة بحرينية تدعى حلا ترك وقدمت فقرات إنشادية وترفيهية للأطفال. وأكدت عالم أن نسبة انتشار اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة عند الأولاد أكثر من الفتيات، مشيرة إلى أن من 1 إلى 4 من الأطفال المحولين إلى العيادات يعانون من نقص الانتباه وفرط الحركة في المملكة. وأضافت أن هناك نوعا من أنواع صعوبات التعليم يتعلق في التعبير عن الأفكار والكتابة والرسم يعرف ب"عسر الكتابة" ويتمثل في تردي الكتابة اليدوية وخط اليد وصعوبة في التعبير بوضع الأفكار على الورق أثناء قيام الطفل بالكتابة، وتظهر بعض الدراسات أن من 5 إلى 20 من الأطفال الذين لديهم شكل من أشكال الصعوبات في الكتابة يعانون من نقص في المهارات الكتابية. من جانبها، أكدت مديرة العلاقات العامة بمركز العون لذوي الاحتياجات الخاصة ريما وفائي أن فئة المعاقين ذهنيا لا تزال بحاجة إلى تقبل المجتمع لهم، وذلك عن طريق استيعاب هذه الفئة ومعرفة أن هذه الفئة قادرة على القيام بأعمالها بطرق صحيحة لكن ذلك لا يتم إلا بمساعدة الآخرين. إلا أن أهم مشكلة تواجه أولياء أمور الكثير من الأطفال المعاقين هي دمجهم مع أقرانهم الأصحاء في المؤسسات الحكومية والخاصة مثل المدارس. وقالت فاطمة الغامدي، والدة أحد الأطفال "ما زلنا بحاجة إلى دمج أطفالنا المعاقين في المدارس الحكومية، فهناك صعوبات تواجهنا خاصة في تعليم هؤلاء الأطفال بسبب عدم توفر مراكز حكومية متخصصة". واتفق معظم أولياء الأمور على ضرورة توفير مراكز الإعاقة التي تضم الكوادر الطبية والتعليمية لإعطاء المعاق المعلومات المفيدة التي تساهم في رفع مستوى تفكيره وتعليمه. وطالب البعض منهم بضرورة تخصيص أماكن لذوي الاحتياجات الخاصة في كافة المراكز التجارية والشركات والمؤسسات، مشيرين إلى أن المعاق لا يزال يواجه صعوبات في الاعتماد على نفسه، فالبنوك والمؤسسات والشركات والأسواق الكبرى والصيدليات بحاجة إلى تعديلات في مبانيها لكي تستقبل هذه الفئة وتساعدها من خلال تقديم الخدمة لها.