ضربت"موجة"غبار شديدة منطقتي حائلوالقصيم فجر أمس، ما أدى إلى انخفاض الرؤية الأفقية إلى أدنى مستوياتها، واستنفار الجهات الأمنية لتسيير حركة المرور والمستشفيات لاستقبال من يعانون من مشكلات تنفسية. وأدت سرعة الرياح في منطقة حائل إلى سقوط عدد كبير من الأشجار واللوحات الإعلانية المعلقة في الشوارع، في حين استقبل مستشفى الملك خالد العام في مدينة حائل 231 حالة طارئة. وأوضح المتحدث باسم مديرية الدفاع المدني في منطقة حائل الملازم عبدالرحيم الجهني ل"الحياة"، أن غرفة عمليات الدفاع المدني لم تتلق أي بلاغ عن حوادث بسبب حالة الطقس، مضيفاً أن فرق الدفاع المدني على أتم الاستعداد لأي ظرف طارئ. من جهته، ذكر مدير إدارة مرور منطقة حائل العقيد عبدالرحمن الشنبري ل"الحياة"أن إدارة المرور كثفت عملها الميداني أمس، مشيراً إلى أن الحوادث المرورية كانت ضمن المعدل المعتاد كبقية الأيام، داعياً قائدي المركبات إلى توخي الحذر في هذه الأجواء. وفي منطقة القصيم استنفرت إدارة المرور طاقتها لتسهيل الحركة المرورية لا سيما أن العاصفة تصادفت مع تحرك المواطنين إلى المدارس ومقرات أعمالهم وتوزعت فرق المرور على الميادين والطرق الرئيسية ولم تسجل حوادث مرورية كثيرة بسببها. وحذّر المدير العام للشؤون الصحية في منطقة القصيم الدكتور عاطف بن محمد سرور من تأثير الأجواء المتقلبة على المواطنين، داعياً المستشفيات والمراكز الصحية التابعة لمنطقة القصيم لتقديم أفضل الخدمات لمصابي أمراض الحساسية والربو الذين زار عدد منهم المستشفيات لأخذ موسعات الشعب الهوائية. وأوضح عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك الباحث الفلكي الدكتور خالد الزعاق ل"الحياة"أن سبب الغبار مرتفع جوي من الشمال مر على مسطحات غبارية في صحراء التيبت وإيران والشام والعراق فجلب معه الغبار والأتربة إلى السعودية. وتوقع إلا تنقطع"هجمات"الغبار المفاجئة حتى يتمايز الصيف الفعلي وحينئذ يدخل موسم الغبار الرتيب فيثور مع شروق الشمس ويترسب مع غروبها. وقال إن من مواسم الغبار الرتيبة في منطقتنا رياح البوارح، إذ تشتد الريح في شهري حزيران يونيو وتموز يوليو مع ارتفاع في درجة الحرارة السطحية، مشيراً إلى أن البوارح رتيبة لا تتسم بعنصر المفاجأة فعندما تطلع الشمس وترسل بأشعتها الحارة إلى سطح الأرض يتخلق الغبار لأن من عادة الحرارة إنها ترفع الأشياء إلى الأعلى فتثير بذلك الغبار وكلما اشتدت الحرارة مع هبوب الريح ازداد الغبار وعندما تغرب الشمس يترسب الغبار، وأحياناً يثار الغبار في غير موسم الحرارة، وذلك بسبب شدة الريح أو موقع أو جهة هبوبها وهذا ما نلحظه حتى أيام الشتاء الباردة. ولفت إلى أن جفاف الجو يساعد على إثارة الغبار عكس الجو الرطب.