توقع عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك الباحث والخبير الفلكي الدكتور خالد الزعاق أن تصل درجة الحرارة خلال فصل الصيف إلى مستويات قياسية، تتراوح بين 50 درجة مئوية في الظل وتصل إلى 80 درجة مئوية تحت أشعة الشمس عند الأسطح السوداء كالإسفلت، و70 درجة عند الأسطح البيضاء. وأضاف الزعاق ل«الحياة» أن التوقعات المبدئية لصيف هذه السنة تشير إلى أن درجة الحرارة المقاسة ستكون محسوسة ومرهقة، لافتاً إلى أن درجة الحرارة تصنف إلى نوعين، الأولى درجة حرارة مقاسة بحسب المعايير العالمية، والأخرى حرارة محسوسة وهي الأهم، إذ تعتمد على 3 عناصر مناخية وهي الحرارة والرياح والرطوبة، فإذا تنافرت هذه العناصر كانت مقبولة لدى الجسم وإذا تآزرت كانت مهلكة. وأكد أن درجة الحرارة المقاسة إذا ارتفعت وتوقفت حركة الرياح كانت درجة الحرارة قاتلة، متوقعاً أن تتفشى الرطوبة وتصاب حركة الرياح بفتور بعض الشيء، في موسم ارتفاع درجات الحرارة على جميع مناطق المملكة عدا المنطقة الجنوبية، وهذا يجعل الأجسام تحس بدرجات الحرارة بشكل كبير. وأضاف انه مع تزامن ارتفاعات الحرارة في شهر رمضان المبارك، فالعطش يجعل معيار الإحساس الجسمي يرتفع، وهذه السنة من السنوات الغبارية، والتي تجعل جزيئات الغبار قرينة وجه السماء، والغبار يحبس أشعة الشمس المرتدة من الأرض فيتسبب في «كتم» الجو، الأمر الذي يرفع معيار الإحساس أيضاً. وأوضح أن السعودية تعيش في موسم يعتبر من أعنف المواسم الفصلية، فخلاله تكون الأمطار عنيفة ومصحوبة برياح عاتية علاوة على موجات الغبار المتتالية، والتي أصبحت في هذه السنة قرينة وجه السماء، والسبب هو البداية المبكرة لرياح البوارح، وهي الرياح التي تتولد من تلاقح مرتفعات الشرق الأوسط مع منخفضات المحيط الهادي عبر الجزيرة العربية. وفسر رياح البوارح بأنها رياح رتيبة ليس فيها عنصر المفاجأة، فموجات هبوبها تستمر من يوم إلى عشرة أيام تنشط فيها مع شروق الشمس وتشتد وطأتها في حال الظهيرة وتخف حدتها مع الغروب وفي أثناء الليل يترسب الغبار على الأشياء، ومن باب العادة أن يكون هبوب رياح البوارح في أواخر شهر مايو إلا أن هذه السنة بدأت مع بداية شهر مايو، وهذا مؤشر على أن فصل الصيف سيطول على غير عادته هذا العام. ولفت إلى أن الشتاء سيتأخر قليلاً عن موعده، وتمتد فترة البوارح إلى نهاية شهر يوليو، وموسمها يشمل النصف الأخير من نظام السحب الصيفية، وأمطار الكنة آخر الأمطار الصيفية، وهي أمطار تطيل فترة إخضرار الربيع ولا تنبت نباتات جديدة ولا تنفع جوف الأرض لتشكل الحزام الحراري تحت وجه الأرض، والذي يعمل على تبخير المياه بشكل سريع مهما كانت غزارتها.