شاركت المرأة من جديد في لقاءات جماعة السرد في نادي الرياض الأدبي، مساء الثلثاء الماضي ضيفة ومشاركة عبر الدائرة التلفزيونية. وفي الوقت الذي طالبت فيه حاضرات بضرورة التغلب على عائق الحضور المشترك في أنشطة السرد، طالبت أخريات بدمج نشاط جماعة السرد، التي يديرها القاص الكاتب عبدالواحد اليحيائي مع جماعة السدرة التي تتبع اللجنة النسائية في النادي. وجاءت المشاركة النسائية من خلال القاصة الإعلامية فوزية الشدادي الحربي، التي ألقت من الخيمة النسائية قصتي"شموع الفراولة"و"بنت العراقية"من مجموعتها القصصية الصادرة في معرض الكتاب الدولي الأخير في الرياض"ليتني ما تلوثت بك", فيما قدم الدكتور عبدالفتاح محمد ورقة وصفها بمقاربة حول المجموعة، تعرض فيها بالتحليل لقصصها، موضحاً سماتها العامة وعالم القاصة الخاص،"الذي تسوده مجموعة من الهواجس الأسرية، وتظهر فيه صورة الأنثى في صدق فني لافت". وأشارت الورقة إلى كثرة النماذج المعذبة في القصص ونهاياتها البائسة، وصورة الرجل القاسية كزوج أو حتى كأب، مظهرة بشكل جلي أشكالاً من الكبت الذي تعيشه الشخصيات الأنثوية. وتابع المحاضر بأن تقنيات السرد لدى الحربي تعمل على خطين سرديين متوازيين، استحواذ الحوار على بناء بعض النصوص وترك المجال لخيال القارئ في أخرى. وأضاف أن القاصة أجادت في وصف الصورة الأنثوية تماماً، حتى في القصص التي تعرضت فيها لشخصيات من خارج البيئة. وتحدث عن حضور المكان الطاغي في المجموعة، وبخاصة الأماكن الحزينة والضيقة، مشيراً إلى توفيق القاصة في ثنائية المكان داخلياً وخارحياً، كما وصف اللغة بالمناسبة وذات القدرة الإيحائية، لكنه طالب بضرورة أن يطلع كتاب القصة على كتب في تقنيات السرد لتطوير أدواتهم. وفي الوقت الذي وصف عنوان المجموعة بالإشكالي، إذ يرد في منولوجات القصص الداخلية ويشعر به القارئ, انتقدت الكاتبة القاصة ليلى الأحيدب قصة العنوان بأنها الأقل فنياً من بين النصوص، فيما رأت أن قصة"نصف أنثى"لو اختيرت عنواناً كانت ستعطي القارئ إجابة، وتصل به لما تريد القاصة الوصول إليه، وأضافت في مداخلتها أن القصة الحديثة"لم تعد تحتمل التفصيلات التي طغت في المجموعة"، لكنها عادت لتمتدح نصوصاً مثل قصة"أم ذيل"التي قالت عنها إنها قصة تقدم لنا فوزية كقاصة مميزة، إضافة إلى نص"نصف أنثى"ونص قصصي قصير جداً بعنوان"خيانة"لم يرد ضمن قصص المجموعة. ووصفت الشاعرة هدى الدغفق قصص المجموعة بأنها"ذات روح فلوكلورية". وقالت فوزية الحربي معقبة، إن العناوين"بحد ذاتها بداية للولوج إلى النص"، وتمنت ألا يبحث قارئ مجموعتها عن ربط بين ما يقرأه من نصوص وسيرتها الشخصية، وتحدثت بجرأة عن تعذر طباعة مجموعتها في نادي الرياض الأدبي لأسباب إدارية، مشيرة إلى عوائق النشر الخارجي.