صديق مقيم في عمانالأردن يطلب نقل شكره للسلطات السعودية المختصة، ممثلة في وزارة الزراعة السعودية والمحجر الصحي السعودي على المنفذ الحدودي الشمالي، على قرارهم رفض استقبال ثلاث شاحنات اردنية محملة بالأغنام ربما لأسباب صحية، وهذه الأغنام كانت في طريقها الى اسواق المملكة، وهو يدعونا لمأدبة بطلها المنسف الشهير عريس السفرة الأردنية ووليمة جميع المناسبات هناك احتفالاً بهذه الانتكاسة لتجار المواشي"الجشعين"في بلاده كما يصفهم، والتي ستؤدي الى خفض كلفة اللحوم هناك، بعدما كانت ارتفعت قبل اسبوعين فقط 20 في المئة دفعة واحدة. هذه مثل مصائب قوم وفوائد لآخرين، والخبر يبدو طيباً للأردنيين الذين تضرروا في الاسبوعين الماضيين من فتح تصدير المواشي للسعودية بعد حظر دام عامين، اثر اكتشاف حالات لمرض الحمى القلاعية في المواشي المستوردة من الأردن، لكنه ليس كذلك بالنسبة للسعوديين، ونحن نشكو من الارتفاع المطرد في الأسعار منذ اربعة أعوام، أسهم فيه وبشكل كبير تصاعد اسعار الشعير علف الماشية الرئيسي في السعودية فقط، صعدت معه اسعار اللحوم الى"العلالي"، واتبع الناس نصيحة المسؤولين باللجوء الى البدائل، ولولا رحمة الله وتدخل الإعانة لحدث ما لا تحمد عقباه. انه فاصل غذائي جديد - قديم، ونحن نبحث لاهثين عن أمن غذائي يطمئن الجميع، واستراتيجية الغذاء الطويلة الأمد لا تبدو واضحة المعالم، فنحن نتدخل بحلول وقتية للتعامل مع ظروف دولية، وفي صنف غذائي مهم كاللحوم نحن نتعامل مع مدخلات ومخرجات غاية في التأثير، ولم يتسن لي الحصول على بيانات توضح نسبة المستورد من المحلي في اللحوم، الا ان اعتمادنا الكبير على لحوم الأغنام المستوردة من استراليا ونيوزيلندا واضح، وأخرى من البرازيل والصين دخلت على الخط أخيراً، ناهيك عن المصدر الهندي اكبر موردي لحوم الأبقار للخليج، متنافساً في ذلك مع لحوم الأبقار المصرية. الاستراتيجية لا تقول لنا حتى اليوم الى اي حد ستصل فيه سياسة دعم الشعير هذه لخفض كلفة اللحوم المحلية على المستهلكين، وسط زيادة الاستهلاك العالمي وارتفاع الأسعار الذي يستهدفنا مباشرة بصفتنا المستهلك العالمي رقم واحد للشعير في هذا العالم! فقد بدأناه ب 200 ريال للطن ثم 420 ريالاً، وقفز بعدها الى700 ريال حتى وصلنا الى 1200 ريال، ونحن نواجه مستقبلاً في تربية الماشية يشبه في ملامحه مستقبل زراعة القمح، التي وصلت أخيراً الى مرحلة تقرير المصير، فهل سنواصل دعم الانتاج المحلي بسياسة مكلفة أقرب للضمان الاجتماعي منها الى تشجيع مصدر غذائي وطني؟ [email protected]