سجلت أسعار المواشي في السعودية ارتفاعاً ملحوظاً أخيراً، عزاه تجار إلى الطلب المتزايد من المستهلكين، والارتفاع الكبير في أسعار الشعير وقلته، ونقص الأعلاف المركزة في الأسواق، إضافة إلى توقف الاستيراد من بعض الدول. وقال تاجر المواشي عبدالله الشلوي في تصريح إلى «الحياة» إن «الارتفاع الكبير الحاصل في السوق كان من نصيب الغنم النعيمي، الذي يتم استيراده من سورية والأردن، إذ توقف الاستيراد منهما في الوقت الحالي، فزادت أسعار هذا الصنف بنحو 50 في المئة». وحمّل الشلوي المستهلك السعودي جانباً كبيراً من ارتفاع أسعار الأغنام، وقال: «المستهلك السعودي هو السبب الرئيس في زيادة أسعار النعيمي، وذلك بسبب تركيزه عليه من دون سواه من الأغنام الأخرى، حتى وصل سعر النعيمي السوري إلى 2000 ريال (530 دولاراً) والنعيمي الأردني إلى 1700 ريال» (450 دولاراً). وأشار إلى أن «المطاعم في السعودية لم تركز على نوع معين من الأغنام، بل بالعكس كان التنويع هو أسلوبها، ولم تنجرف خلف المستهلك السعودي الذي يركز على النعيمي فقط». وأوضح تاجر المواشي خالد الحربي، أن «أسعار الأغنام الأفريقية ارتفعت بنسبة 25 في المئة، بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف وقلة الشعير والأعلاف المركزة في السوق المحلية». وأشار إلى أن «هناك تركيزاً من المواطنين على السواكني في المنطقة الغربية، الذي يتراوح سعره حالياً بين 650 ريالاً وألف ريال، كما أن غالبية النعيمي الموجود في السوق تم استيراده في موسم حج العام الماضي، ويعتبر قليلاً جداً مقارنة بالطلب المتزايد عليه». وعزا تاجر مواش (فضل عدم ذكر اسمه)، ارتفاع أسعار اللحوم إلى «أسباب داخلية وخارجية». وقال: «من الأسباب الداخلية التي أدت إلى ارتفاع أسعار اللحوم عدم وجود أي دعم لتجار المواشي، خصوصاً أن كيلو الشعير زاد بنسبة 50 في المئة، وكذلك البرسيم وغيره». وأضاف: «أما الأسباب الخارجية فكان للتنافس دور فيها، إضافة إلى زيادة الطلب العالمي، والأمراض التي تصيب المواشي في بعض الدول، ما أدى إلى توجه الدول المستوردة إلى الدول التي لا يوجد حظر على صادراتها». واعتبر مستورد اللحوم ماهر العقيلي أن «أي حدث في المنطقة يؤثر في ارتفاع الأسعار»، مؤكداً أن «زيادتها في أي دولة حتى وإن كنا لا نستورد منها، سيؤثر سلباً في الأسعار علينا». وتابع: «نحن لا نستورد من كوريا أي لحوم، ولكن هذا لا يعني أننا لسنا بمتأثرين، فحظر الاستيراد من كوريا سيحول دون الاستيراد منها، وبالتالي تتوجه الدول إلى الشراء من دول أخرى، مثل البرازيل والهند وهولندا وأستراليا ونيوزلندا وإرلندا، ما سيجعل حصتنا في الاستيراد تقل والسعر يزيد»، مشيراً إلى أن «أسعار لحوم الأبقار في الدول الأوروبية عالية جداً». ولفت إلى أن «الطلب أصبح أكثر من العرض نتيجة الأحداث التي تشهدها المنطقة العربية في مصر وليبيا واليمن، إضافة إلى كارثة اليابان، إذ إن الكل اتجه إلى الدول المنتجة نفسها التي نستورد منها». وما أصاب سوق الماشية من غلاء، انسحب على سوق الدواجن. وقال العقيلي: «أسعار الدجاج في خط ارتفاع غير طبيعي، في وقت هبطت نسبة الاستيراد»، متوقعاً أن «يتجاوز كيلو الدجاج في شهر رمضان المقبل 17 ريالاً». وقال الخبير في قطاع الدواجن خالد الرويس في تصريح إلى «الحياة»: «على رغم الدعم والتشجيع المستمر من الدولة لمنتجي الدجاج اللاحم والتطور الذي حققه قطاع إنتاج لحوم الدواجن في السعودية، بخاصة في النصف الثاني من عقدي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، فإن صناعة الدواجن في السعودية لا تزال تعاني الكثير من المشكلات، وأبرزت الدراسات القليلة التي أجريت في هذا المجال عدداً من المعوقات». يذكر أن القطاع الزراعي في المملكة العربية السعودية شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، إذ ارتفعت نسبة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي من 1.02 في المئة إلى 10 في المئة، ويرجع هذا التطور الكبير في القطاع الزراعي إلى السياسة التي اتبعتها المملكة لدعم القطاع الزراعي، من خلال برامج الإقراض والإعانات التي كان لها الأثر الفعال في تطور القطاع.