سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس غرفة جدة ينفي وجود صراع على الصلاحيات ... ويؤكد أهمية الدور الاقتصادي للمرأة . التركي ل "الحياة" : "منتدى جدة" لم يخالف "الشريعة" ... ورفضه أمر شخصي
دافع رئيس مجلس الغرفة التجارية الصناعية في محافظة جدة صالح التركي عن أجندة أعماله ونتائج أفكاره، وفند الاتهامات التي لا تتوقف عن ملاحقته بين أروقة"الغرفة"بين الفينة والأخرى. وأكد في حوار مع"الحياة"أنه الرجل الوحيد الذي تجرأ على الأنظمة"الراكدة"، ليحركها بقرارات حازمة وجريئة داخل"المطبخ الاقتصادي الصغير"، ليبدأ في تقسيم الغرفة إلى قطاعات عدة، لتتماشى مع التطور العالمي السريع على حد تعبيره. وقال إن الاقتصاد هو المحرك للسياسة، وهو ما دفعه إلى نزع بردته والتشمير عن ساعديه ليحقق بذلك طموحه في تحويل جدة إلى مدينة منتديات عالمية، في ظل اتساع مساحة الحرية الفكرية وانكماش الخطوط الحمراء في خريطة الاقتصاد، ما اعتبره عاملاً تشجيعياً لتطوير المواضيع المطروحة، خصوصاً في منتدى جدة الاقتصادي الأخير الذي جاءت محاوره بشكل اقتصادي بحت. وأضاف أن هناك من يصفه بالرجل"الديكتاتور"في إدارة أعمال"الغرفة"، وهؤلاء عليهم قراءة محاضر الاجتماعات التي تنفي هذا الاتهام وتجرد أي احتكار للرأي أو تهميش الآخرين. وذهب التركي إلى أن"المنتدى الاقتصادي"لاقى هجوماً من فئات وصفها"بغير العاقلة"، فهم يرفضونه لمجرد الرفض، وآخرون لا يريدون التغيير، فيما يرى البعض أنه مخالف للشريعة الإسلامية، خلافاً لوجود قناعات بأن"المنتدى"وسيلة مؤامرة، على رغم أن المنظمين مواطنون شرفاء ولا يقبلون بمثل هذه الاتهامات التي تلقى جزافاً. ولفت التركي إلى أن المرأة هي نصف المجتمع، وبقاؤها من دون عمل يعني أن نصف الثروة البشرية معطلة، لذلك كان التركيز كبيراً على استثمار كل الطاقات البشرية، في حين نجحت غرفة جدة في رفع نسبة توظيف السعوديات إلى أكثر من 10 في المئة من مجموع العاملين في جميع قطاعات الغرفة خلال الفترة الماضية. وهنا نص الحوار: ما حقيقة ما يتردد عن خسائر لحقت بغرفة جدة بسبب منتدى جدة الاقتصادي؟ - الآن أصبح واضحاً للجميع أن غرفة جدة للتجارة والصناعة هي إحدى المؤسسات المجتمعية، والربح ليس في برنامجها، فالغرفة لا تسعى إلى الربح على حساب الدور المنوط بها في خدمة المجتمع، ونمثل رؤية المنتسبين للغرفة من رجال أعمال وتجار وصناعيين، ونحن نسعى إلى تطوير القطاع الاقتصادي في جميع جوانبه، وبغض النظر إن كان المنتدى غطى مصاريفه أم لا فهناك موازنة مرصودة لتغطية الخدمات، وفلسفتنا في مؤسسات المجتمع وأي نشاط اجتماعي فأن المبالغ المحصلة منه هي لتطوير الخدمات، وبالتالي الربح أو الخسارة يتمثلان في نوعية الخدمات المقدمة، سواء كان ذلك في منتدى جدة الاقتصادي أو منتدى المرأة أو مختلف المنتديات التي ستتبناها الغرفة في القريب العاجل، مثل منتدى البيئة، والربح والخسارة أمر غير وارد على الإطلاق في عملنا طالما الفائدة العائدة على المجتمع موجودة. ما تقويم التركي لمنتدى جدة الاقتصادي في السابق وهذا العام؟ - هذا المنتدى أثبت نجاحاً كبيراً في دورته التاسعة، بدليل عدد الحضور، وكان من الواضح عدم خروج أي مشارك طوال فترة المنتدى، وهو أمر يندر حدوثه في كل المنتديات في العالم، وفي الحقيقة وعلى مدى السنوات الماضية كنت متفرجاً ولا أعرف الفلسفة التي كانت متبعة قبل ذلك إلى أن أصبحت رئيساً، ولكن من الواضح أن الرؤية كانت أن يصبح المنتدى عالمياً، والمنتدى العالمي يستقطب شخصيات عالمية بارزة، وهذا ما حدث في الدورات السابقة، وكل دورة كانت تشكل تقدماً جديداً وأثبتت نظرية اتفق عليها الجميع، وهي أن الاقتصاد هو المحرك للسياسة، وهناك الكثير من الاقتصاديين لهم رونق وزخم إعلامي كبير أكثر من السياسيين، وفي العام الماضي غيرنا آلية التعامل وأسلوب النقاش واستبدلنا به أسلوباً اقتصادياً. كما أنه أصبح من الملحوظ اليوم أنه أصبحت لدينا حرية فكرية واسعة والخطوط الحمراء محددة، ما يشجعنا على تطوير المواضيع المطروحة، والنجاح الذي حققه المنتدى على مدى السنوات الثماني الماضية شجعنا على تغييره هذا العام إلى منتدى اقتصادي بحت، وطلبنا من المتحدثين أن يتحدثوا عن مواضيع ومحاور اقتصادية بحتة، ومن خلال ستة محاور و18 متحدثاً، ومن خلال خدمة فئات من المجتمع مثل المكفوفين والمعوقين، فأنا أظن أن النجاح للمنتدى لا يجادل فيه إلا شخص لا يرى الحقائق. برأيكم ما حقيقة رفض البعض للمنتدى وأسبابه؟ - أسباب رفض المنتدى عدة وتختلف من شخص إلى آخر، فهناك من يرفض لأنه لا يريد التغيير، وهناك من يرفض لمجرد الرفض، وهناك من يرفض ليُبرز نفسه، وفي نهاية المطاف كلها آراء شخصية، ومن غير المعقول أن يُنظم منتدى في بلد الحرمين الشريفين ويحارب القيم الإسلامية، كما أنه من غير المعقول أيضاً أن تصمت الحكومة عن هذا التوجّه إن كان موجوداً، فهناك مفهوم خاطئ يروّج مثل هذه القناعات، على رغم الرقابة الصارمة على المنتدى لتسجيل أية مخالفات غير شرعية. وهناك أماكن مخصصة للسيدات بمدخل خاص، وهناك من يعتقد أن المنتدى يهدف إلى نزع المجتمع من عاداته وتقاليده، بحجة أن المنتدى ينظم من دون رقابة وهذا غير صحيح، فالمنتدى يخضع لرقابة الجهات المختصة، وولاة الأمر لن يسمحوا بأي حال من الأحوال لأي شخص أو مجموعة بالتأثير في تقاليدنا الإسلامية، وهناك من يروج أن المنتدى وسيلة مؤامرة، وهذا غير صحيح، فالمنظمون مواطنون شرفاء ولا يقبلون بمثل هذه الاتهامات التي تُلقى جزافاً. وهناك من يعارض لعدم استعانة المنتدى بأكاديميين سعوديين، وهذا سبب غير مقنع لأننا جزء من العالم نؤثر فيه ونتأثر به، ومع ذلك لم نغفل المحاضرين السعوديين الذين اثروا المنتدى على مدى ثماني سنوات مضت، وهناك من يرفض المنتدى لاعتقاده بأنه يحارب اللغة العربية وهذا غير صحيح، فنحن نفخر بهذه اللغة ولكننا لا نستطيع فرضها على غير الناطقين بها. والمنتدى اقتصادي بحت، بدليل وجود شخصيات اقتصادية سعودية مثل غازي القصيبي ومحمد الجاسر وخالد اليحيى وعبدالله الدباغ، وهؤلاء ليسوا شعراء وأدباء وهم اقتصاديون حديثهم بلغة الأرقام، إضافة إلى النخبة الاقتصادية في العالم مثل آلان غرينسبان الذي استقبل في ابوظبي استقبال الفاتحين بعد انتهاء المنتدى وتحدث عن المنتدى، واليوم جميع وسائل الإعلام الاقتصادية المتخصصة في العالم تتحدث عما قاله عن منتدى جدة الاقتصادي. والنساء اللاتي كنّ في المنتدى زوجاتنا واخواتنا وبناتنا وكنّ موجودات معنا في قاعه ضخمة منفصلة، فهناك قسم للرجال وقسم خاص للنساء، وإن كنا لا نثق بنسائنا في وجودنا فذلك أمر آخر. والمنتدى ليس تلقائياً أو عشوائياً، وهناك من الضوابط المُحددة من المسؤولين في الدولة وعلى أعلى المستويات توضح ما هو مسموح به وما هو غير مسموح به، ولا يمكن أن يُسمح بأمر مخالف للدين والعرف ولتوجهات الدولة، ولا أظن أن هناك من هو أغير على الدولة من ولاة الأمر، وأنا أظن أنه لا يوجد داع للمزايدة وخلق الإشكالات التي لا أساس لها. والأمر الاقتصادي ليس استيراد أفكار غربية أو أجنبية، ولكن الاقتصاد لغة واحدة في العالم مثل لغة الإشارة، ولا يمكن لدولة أن يكون لها اقتصاد خاص بمعزل عن اقتصاد العالم، والتضخم تعريفة واحد وحلوله موحدة، والمهم في هذا المنتدى أننا أرسلنا رسالة للعالم حول مدى أهمية الإسلام وعن البيت العتيق وأن الحضارة تنبع من هنا. محلياً كيف تختصرون تميز المنتدى هذا العام؟ - المنتدى هذه السنة ومن خلال حديث المتحدثين أثرى الجانب الاقتصادي، فكلمة الأمير خالد الفيصل وكلمة وزير التجارة والصناعة يمكن أن تتم طباعتهما وتوزيعهما على مختلف المستثمرين، لأن فيهما شرحاً وافياً لما تم تطويره من أنظمة الاستثمار وما يوجد من تسهيلات، وفي العام الماضي شرح المنتدى بشكل مفصل مختلف الالتزامات التي تترتب على السعودية تجاه منظمة التجارة الدولية، وفي هذا العام أظهر المنتدى ما نفذته السعودية في هذا الجانب، إضافة إلى وجود نماذج حية من المجتمع السعودي. وخدمنا فئة تستحق الخدمة مثل الصم والبكم الذين شاركوا في هذا المنتدى، وأرينا العالم كله كيفية تعاملنا مع مثل هذه الفئة في المجتمع، والمنتدى حظي بدعم كل الجهات الحكومية، سواء الوزارات أم الهيئات، وحتى التفتيش الدقيق الذي تم في سبيل الحفاظ على سلامة الموجودين والمشاركين كان عن طريق الجهات الأمنية التي دعمت المنتدى بشكل كبير، وللمعلومية فلا يمكن ان يدخل إلى السعودية أي متحدث من دون قبول الجهات المسؤولة له، وهناك عمل تنسيقي كبير بين مختلف الجهات ذات العلاقة في هذا الشأن، سواء وزارة التجارة أم الخارجية أم مجلس الغرف أم الداخلية. ونحن المنظمين راعينا في المتحدثين الذين اخترناهم أن تكون الفائدة المستفادة منهم، وأن تكون أفكارهم متناسبة مع الآخرين، وما يتردد عن دفع مبالغ للمتحدثين للمشاركة في المنتدى والحديث فيه هو أمر مبالغ فيه وغير صحيح، ونحن نشتري الفكر والخبرة ونسعى إلى جلب الأفضل من مختلف أصقاع العالم، ولكن هناك جهات يتم التنسيق معها بما يخدم الصالح العام للمنتدى، ونحن كمنظمين نحدد المحاور التي يتم فيها الحديث، ولا نسمح بالخروج عنها، ونحرص على أن توافق فكر المتلقي والصالح العام مع عدم التضييق على المتحدث. يرى البعض أن جائزة التميز الصحافي هدفها دفع الإعلام لتلميع صورة المنتدى... كيف تنظرون إلى ذلك؟ - أنا أختلف معكم في الرأي حول هذه الجائزة، فهي جائزة صحافية تعتمد على أسس علمية، ولجنة التحكيم فيها من خيرة الاعلاميين المشهود لهم في السعودية، ولا أدري من أين أتى هذا الكلام، والجائزة مُنحت لمقالات انتقدت المنتدى، والمنتدى لا يرفض النقد، وأي إعلامي يرى أن ذمته معروضة للبيع فذلك شأنه، ونحن لسنا بحاجة لشراء الاعلاميين للكتابة أو الحديث عن المنتدى، فجميع وسائل الإعلام في القارات الخمس تتناقل أخبار المنتدى وتبثها ومعظم الوسائل المهمة منها أرسلت مندوبين منها لتغطية الحدث ومتابعته. غرفة جدة اليوم أين وصلت؟ وكيف كانت؟ - أي عمل يجب أن يكون استمراراً لما قبله، فنحن لا نؤسس مبدأ أو هدفاً جديداً، والغرفة اليوم أصبح لها تاريخ، فقد أُسست لحاجة واستمرت في النمو، ولولا هذا الدور الذي قدمته وما زالت تقدمه الغرفة لما أصبح لها هذه المكانة والأهمية اليوم. ومرت الغرفة التجارية في جدة بمراحل عدة متنقلة، فقطاع الأعمال والتجارة كان صغيراً ولم يكن يطلب منهم في ذلك الوقت المشاركة في المسؤولية، وكذلك لم يكن يقع على عاتقهم طلبات من الدولة أو من المجتمع كما هو اليوم، فقد كان دورهم ينحصر في توريد واستيراد البضائع وتوفيرها للمستهلك بصفة مستمرة، واليوم الغرفة صرح يخدم عموم المنتسبين ويخدم الوطن والمجتمع، وهناك تطوير مستمر لآلية العمل وإدخال للتقنية الحديثة في أساليبه ومواكبة لأحدث ما يجري به العمل في أرقى البيئات العملية في العالم، إضافة إلى تحديث مستمر للبرامج وتجديد واستحداث الكثير منها عبر فكرة اللجان المتخصصة العاملة في الغرفة. يتهمك البعض بأنك ربطت جميع الصلاحيات بك شخصياً، وقلّصت صلاحيات كبار الموظفين والأمين العام للغرفة؟ - هذا الاتهام غير صحيح، وقديماً اشتكى الكثير من المراجعين بسبب التأخير، والآن تم ربط عملية التنسيق التي تتم بين الأمين العام للغرفة مع الجهات الحكومية، التي تدخل ضمن المهام المنوطة بالأمين، ما أدى إلى انعدام التأخير والتشكي، وأصبح الأمين العام يقوم بالأعمال التي وُضعت أساساً للامين العام، فالغرف التجارية كبرت بشكل كبير، ولم يكن هناك من يملك الجرأة لتغيير النظام، لأنه عند تغيير النظام يكون العبء الأساسي والكبير على الرئيس الذي يضعه، وأنا قسمت الغرفة إلى أربعة قطاعات، وركزت على قطاع تقنية المعلومات، وأنا كرئيس وضعت النظم الأساسية المناسبة لوضع القرار وتنفيذه، وليس هناك أي احتكار للرأي أو تهميش لأحد، ومحاضر الاجتماعات فيها ما يؤكد ما أقول. صالح التركي يعتبر احد أهم رواد العمل الخيري، هل ما زال ذلك الحال كما هو بعد ترك جمعية البر؟ - العمل الخيري كان وما زال يستهويني وسيظل يستهويني، وأنا توليت جمعية البر لمدة 10 سنوات، ولم أتمكن من تقديم أكثر، وشعرت أن من حولي متحفزون أكثر مني في رؤيتهم الجديدة، وفي الواقع لم يعد بإمكاني قيادتهم لرؤى أبعد، ولو كنت دخلت الدورة الرابعة كان من المحتمل أن أخرج بصيغة غير حسنة أو مرضية، وخرجت عندما شعرت بأن من بقي مازن بترجي، هاني ساب لهما رؤية جديدة ومختلفة، وأنا لم أستطع الانطلاق، والحقيقة أن عملهما في الوقت الراهن يستحق الإشادة والتقدير، ونحن في غرفة جدة لسنا بعيدين عن العمل الخيري، وهناك برامج وجوائز كثيرة تصب في الجانب ذاته موجودة الآن في الغرفة. باعتباركم من الحريصين على دعم توظيف المرأة من خلال زيادة نسبة توظيف النساء في غرفة جدة، كم تقدر هذه النسبة؟ وما سبب ذلك؟ - نحن نؤمن بأن المرأة هي نصف المجتمع، وان بقاءها من دون عمل يعني أن نصف ثروتنا البشرية معطلة، لذلك كان التركيز كبيراً على استثمار كل الطاقات البشرية في غرفة جدة رجالاً ونساءً، ونجحنا في فترة وجيزة في أن نرفع نسبة توظيف السعوديات بشكل كبير، وبات عددهن يتجاوز 10 في المئة من مجموع العاملين في جميع قطاعات الغرفة، ونواصل تشجيع توظيف المرأة في كل الأقسام ومنحها فرصتها الطبيعية للحصول على حقها في العمل. ويعتبر مركز السيدة خديجة بنت خويلد الذي تترأسه الدكتورة لما السليمان وتحت إدارة الدكتورة بسمة عمير، خير شاهد على مكانة المرأة الكبيرة في غرفة جدة، إذ ركز في البداية على التدريب قبل أن يتحول إلى محرك أساسي لإزالة العقبات أمام المرأة في جدة بإداراته الثلاث خدمة العملاء، المشاريع والتطوير، إدارة الملفات الحكومية التي تمثل حلقة متصلة. ومن أهم إنجازات المركز إقامة منتدى وطني بعنوان:"واقعية مشاركة المرأة في التنمية الوطنية"، برعاية الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز العام الماضي، وشهد مشاركة غير مسبوقة من سيدات المجتمع، إذ تجاوز الحضور 1200 مشاركة، وناقش 4 محاور وخرج ب8 توصيات، كان أهمها إنشاء هيئة عمل متصلة بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لإخراج برامج اقتصادية واجتماعية لإحداث نقلة نوعية في المجتمع، وإشراك المرأة في جميع مراحل التخطيط، وتفسير الضوابط الشرعية في ما يخص عمل المرأة مع الأخذ في الاعتبار وسطية الدين الإسلامي وإنشاء قاعدة بيانات للمرأة المسلمة وبقية التوصيات. وتم رفع هذه التوصيات إلى خادم الحرمين الشريفين وولي العهد ولوزير الاقتصاد والتخطيط ومناقشتها أيضاً مع وزير العمل، وأتصور أن انجازات هذا المركز باتت تتحدث عن نفسها، وأن المرأة تفاعلت معه بشكل كبير، وهو دليل أيضاً على مكانة المرأة في"غرفة جدة". هل تعتقد أن دورة واحدة في كرسي الرئاسة كافية لتحقيق الأهداف؟ وهل تتوقع أن تنجح في ذلك خلال الدورة المقلة، على رغم دخولك للمجلس بفارق صوت واحد عن أحد المرشحين؟ - بالتأكيد 4 سنوات لا تكفي أن تفعل كل شيء، خصوصاً في ظل وضع خطط طويلة المدى، وعلى رغم أننا استطعنا أن نحقق الكثير منذ أن تشرفنا برئاسة مجلس إدارة غرفة جدة إلا أن لدينا طموحات لإكمال النجاح الذي حققناه في الفترة الأخيرة والذي شهد له الكثير، ونحن نطمح أن نحقق هدفنا الذي أعلناه في أكثر من مناسبة وهو تحويل مدينة جدة إلى مدينة منتديات عالمية. أما مسألة نجاحنا في الفترة المقبلة فهي متروكة لأعضاء الجمعية العمومية، فإذا كانوا لمسوا تغييراً بالفعل في عمل الغرفة فأتصور أنهم لن يبخلوا بإعطائنا أصواتهم، وإذا كان الأمر غير ذلك فهم سيختارون الأفضل، ومن جانبنا نحن نعمل بكل طاقتنا لنرضي الله أولاً ثم قطاع أصحاب الأعمال وسنترك الانجازات التي حققناها تتحدث عن نفسها. يرى كثيرون أن دخول سيدتين إلى مجلس إدارة الغرفة ما كان يتم لولا نفوذ مجموعة"لجدة"، هل تؤيد ذلك؟ وهل يمكن لسيدتين الفوز بمقاعد من دون الانضمام لتكتلات؟ - أولاً دعنا نتفق على أن نجاح مجموعة لجدة كان نتيجة انسجامها واقتناع أعضاء الجمعية العمومية بقدرتها على العمل وتحقيق أهداف الغرفة بكفاءة... وهو ما تم ترجمته على أرض الواقع، وبالنسبة إلى الأختين الدكتورة لما السليمان ونشوى طاهر اللتين دخلتا مجلس الإدارة عن طريق الانتخابات فلا يمكن إنكار المكانة الكبيرة لهما ودورهما الفاعل في مجال الأعمال، وقدرتهما أيضاً على إقناع الناخب بكفاءتهما، والأمر أيضاً ينطبق على الأختين مضاوي الحسون وألفت قباني اللتين تم تعيينهما في مجلس الإدارة بعد أن حققا أعلى الأصوات بعدد المنتخبين. عموماً أثبتت عضوات مجلس الإدارة الأربع كفاءة كبيرة من خلال الدور الذي يضطلعن به، سواء في المسؤولية الاجتماعية أم تنشيط الجانب السياحي والمنتديات أم إزالة المعوقات أمام عمل المرأة، وشخصياً أتصور أنهن قادرات على النجاح في أية انتخابات مقبلة بعيداً عن أية تكتلات بعد نجاحهن الكبير الذي لا يمكن أن ينكره أحد. هناك معلومات تشير إلى وجود صراع صلاحيات في مجلس غرفة جدة؟ ما مدى صحة هذه المعلومات؟ - الغرفة التجارية الصناعية في جدة تمثل نموذجاً منفتحاً لمجتمع أصحاب الأعمال في جدة، هناك انسجام واتفاق كامل بين جميع أعضاء مجلس الإدارة على الأهداف والبرامج الرئيسية، وقد تشهد اجتماعاتنا اختلافاً في وجهات النظر من دون أن تفسد للود قضية، وهناك فارق كبير بين الخلاف والاختلاف، فنحن نختلف من أجل أن نتفق في النهاية للمصلحة العامة. ولا صحة إطلاقاً لوجود صراع أو خلاف على الصلاحيات فهناك انسجام كامل في العمل، وما يذكر في بعض الصحف أو المجالس في هذا الاتجاه لا يستند إلى الواقع بشكل دقيق. أعلنت في وقت سابق عن إطلاق جمعيات اجتماعية بكلفة 15 مليون ريال... أين وصلتم في ذلك؟ - بدأنا العمل فعلياً إذ أنشأنا 5 جمعيات اجتماعية وخيرية منذ بداية 2007 وحتى الآن، ونحن ماضون في دفع عجلة العمل الخيري والاجتماعي الذي نعتبره جزءاً من مسؤوليتنا تجاه المجتمع، بالتنسيق والتعاون مع أصحاب الأعمال الذين يشجعون الأعمال الخيرية، وكذلك مع الجهات الرسمية ممثلة في مجلس تنمية منطقة مكةالمكرمة واللجان التابعة له، ووزارة الشؤون الاجتماعية وشركات القطاع الخاص. أعلنت في وقت سابق تقديم 20 مليون ريال لدعم مشاريع المنشآت الصغيرة بالمشاركة مع محمد عبداللطيف جميل وبعض الأعضاء... وحتى الآن لم يتم ذلك؟ - تم بالفعل تمويل 7 مشاريع صغيرة عام 2007 بإجمالي تمويل بلغ 770 ألف ريال، كما تم تمويل 3 مشاريع صغيرة منذ بداية 2008، بإجمالي تمويل 362 ألف ريال، إذ تجاوز إجمالي ما تم تمويله حتى نهاية شهر شباط فبراير 2008 نحو 1.132 مليون ريال. ونحن بصدد تفعيل ذلك وجادون في دعم مشاريع المنشآت الصغيرة، إذ ننوي خلال العام الحالي تمويل 15 مشروعاً صغيراً بإجمالي مليوني ريال، وستكون هناك في المستقبل القريب طفرة كبيرة في هذا المجال بعد عدد من الاجتماعات في هذا الشأن، وجميع المشاريع تتم بعد دراسات وافية للفرص الاستثمارية والتأكد من جدواها الاقتصادية. وعلى صعيد الغرفة التجارية الصناعية، نحن ندعم المشاريع الصغيرة والمبادرين الجدد في سوق العمل الحر في كل نشاطاتنا، وقد تعمدنا تغيير مسمى رجال وسيدات الأعمال إلى أصحاب الأعمال ليشمل الجانبين ويحتوي داخله أصحاب المنشآت الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، وبدلاً من بيت التجارة إلى بيت أصحاب الأعمال لأن الخدمات المقدمة تشمل مختلف الأنشطة والمجالات الاقتصادية وليست التجارة فقط.