يرى وكيل وزارة الثقافة والإعلام للإعلام الخارجي الدكتور صالح بن محمد النملة أن"الكلام المعمّم يغلب على مفهوم الرجل أو المرأة صاحب المعارف والقراءات المتعددة، إذ يطلق عليه هنا في العالم العربي والخليج خصوصاً والمملكة العربية السعودية عموماً مفهوم الأديب أو المثقف، وهو صاحب القراءات المتعددة وغير المنهجية وغير واضحة المعالم، وإن كان يغلب عليها البعد الأدبي، ولذلك يطلق عليه هنا قول الأديب والمثقف، ومن سخريات القدر أنه أصبح حتى المتخصص أو الصحافي يطلق عليه مثقف بدلاً من أن يبتعد عن عدم التحديد هذا". ويضيف:"إن المعرفة اليوم لدى المثقف السعودي صاحب المعارف غير المحددة والواضحة أو حتى لدى الأكاديمي المتخصص أو الصحافي هي توجهات يغلب عليها التأدلج، أي أنها تنبثق من الأيدلوجيا والموقف، وبدلاً من أن تكون المعرفة تصنع الأيدلوجيا أصبحت الأيدلوجيا هي التي تحدد فن استخدام المعرفة ولوي عنق الحقيقة والكلمة المقروءة من أجل خدمة الأيدلوجيا مهما كانت هذه الأيدلوجيا التي يؤمن بها هذا الإنسان، ومهما يكن توجهاتها، إن الشيء الواضح هو أن المثقف والأكاديمي والصحافي المؤدلج أصبح يفكر بالأيدلوجيات أكثر مما يفكر بالبعد الموضوعي والحقيقة، وأصبح صاحب المعارف المتناثرة كما هي حال المثقف يهدف إلى تحقيق الأيدلوجيا حتى إن كانت على حساب الوطن وعلى حساب المبادئ وعلى حساب مصالح المجتمع، واللافت أنه يغلّفها تحت مفهوم المصلحة العامة بينما هي تضرب المصالح العامة في الصميم". موضحاً بحصب تصاريح صحافية سابقة أن"الأكاديمي المتخصص الذي كان من المفترض أن تملي عليه منهجيته الأكاديمية صرامة وموضوعية وواقعية بحثية تجده على العكس يسخر كل قدراته الأكاديمية من أجل خدمة الأيدلوجيا، ونجد ذلك واضحاً في الأقسام الأكاديمية في جامعاتنا السعودية وتجده واضحاً في عدد من الدراسات التي كان من المفترض أن يكون البحث فيها علمياً وموضوعياً، إلا أنه يطغى عليه المنهج المؤدلج أكثر من العلمية الصارمة. أما الصحافي فإنه أكثر هذه الأنواع وضوحاً في هذا المجال، إذ إن الصحافي المحترف يجب أن يبحث عن الحالة والحقيقة كما هي بعيداً عن الأحكام المسبقة والمواقف الشخصية". ويستدرك:"إلا أنه للأسف، فالكثير من الصحافيين أصبح مؤدلجاً بشكل يجعل كتاباته نسخة واحدة على ورقة متعددة الألوان، ولذلك فإن أطروحات العديد من الصحافيين مهما تتعدد وتتنوع إلا أنها تصب في نفس الموقف الأيدلوجي المسبق لهذا الصحافي أو ذاك. إن الساحة الإعلامية تعج بعدد من الصحافيين أصحاب المواقف المؤدلجة المسبقة التي تشكل حالتهم الذهنية والعقلية، ويحاولون أن يخلقوا جمهوراً لهذه الأيدلوجيا أو تلك بغض النظر عن المصالح الوطنية ومصالح المجتمع ككل". ويتابع:"إن القارئ يجب أن يضع هؤلاء المثقفين والأكاديميين والصحافيين في إطارهم الأيدلوجي، وألا يخلط بين الموقف الأيدلوجي والمصالح الوطنية أو الموقف الأيدلوجي والتنظير لمستقبل البلد على أساس من الموقف الأيدلوجي. يجب أن يضع القارئ مهما يكن هذا القارئ المصلحة الوطنية والاجتماعية فوق كل اعتبار، وجعلها مؤشراً يحكم فيه على الكاتب والمتحدث، وأن يبتعد عن التشجيع الأيدلوجي المبرمج".