تدهور الوضع الأمني في نجامينا حيث سجل سقوط مئات الجرحى معظمهم من المدنيين في تراشق بالمدفعية بين القوات النظامية والمتمردين. وتعرضت السوق الرئيسية في العاصمة التشادية للنهب بعدما اندلعت فيها حرائق نتيجة سقوط قذيفة خلال استهداف مروحية للجيش التشادي مواقع المتمردين. كذلك دخلت حشود الى مبنى الإذاعة الرسمية التي توقف بثها بعد تعرض معداتها للنهب والتخريب. جاء ذلك بعد انسحاب مدرعة للجيش التشادي من أمام مبنى الإذاعة الذي كانت تحرسه. من جهة أخرى، صرّح مصدر في السفارة السعودية في تشاد، بأن الانفجار الذي أودى بامرأتين في منزل السفير السعودي في نجامينا، كان يستهدف منزل الرئيس التشادي إدريس ديبي، وتضررت منه السفارة السعودية في العاصمة التشادية، نظراً إلى قربها من منزل الرئيس. وكانت نتجت عن الحادثة وفاة زوجة أحد موظفي إدارة الأمن في السفارة وابنتها، في الوقت الذي كان فيه عدد من العائلات السعودية في انتظار إجلائهم من تشاد إلى المملكة. وصرّح مصدر في السفارة السعودية في السودان، بأنها سارعت لمساعدة الرعايا السعوديين في تشاد. وقال إن الاتصالات والتعاون بين السفارتين السعوديتين في تشاد والسودان أخذا منحى تعاونياً سريعاً ومستمراً لحل الأزمة. وأعلنت منظمة"أطباء بلا حدود"التي تتخذ من باريس مقراً لها، ان المعارك بين القوات التشادية والمتمردين أوقعت"مئات الجرحى"في نجامينا، معظمهم مدنيون اصيبوا"برصاص طائش". وأشارت المنظمة الى ان احد مستشفيات العاصمة التشادية استقبل يوم اول من امس، 48 جريحاً بينهم"مقاتل واحد فقط"، فيما الآخرون من المدنيين. وحذرت المنظمة من نقص الموارد في مستشفيات نجامينا. وأشارت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة الى ان 400 تشادي على الأقل فروا من اعمال العنف في نجامينا ولجأوا الى مدينة كوسيري في الكاميرون، فيما تمكنت القوات الفرنسية التي تتمركز في مطار العاصمة التشادية من اجلاء 400 أجنبي في رحلتين الى ليبرفيل وباريس. ولم يصدر الرئيس ادريس ديبي اي بيان حول خططه المستقبلية، خصوصاً بعدما أعلنت الرئاسة الفرنسية انه رفض عرضاً منها لتسهيل مغادرته البلاد حفاظاً على سلامته، فيما اكدت باريس مقتل رئيس الأركان التشادي في المعارك مع المتمردين. وتحدثت وكالات اغاثة دولية عن"جثث متناثرة في الشوارع"وعمليات نهب في نجامينا، وسمع دوي القذائف المضادة للدبابات والبنادق الرشاشة في المنطقة المحيطة بالقصر الرئاسي حيث يحاصر ديبي منذ الجمعة الماضي. ونفت الخرطوم تدخلها في النزاع، بعد إعلان السلطات التشادية ان سلاح الجو السوداني"ساهم في هجوم للمتمردين على مديرية ادري القريبة من الحدود مع اقليم دارفور المضطرب". وقال سماني الوسيلة وزير الدولة السوداني للشؤون الخارجية للصحافيين:"ما يجري داخل الاراضي التشادية شأن داخلي ونحن لا صلة لنا به، بل نأمل في استقرار الأوضاع في تشاد كما اننا حريصون على حسن الجوار"معها. ودعت وزارة الخارجية السودانية في بيان لها الأطراف كافة الى ضبط النفس والدخول في حوار لحل الخلافات. وكان عابدي ساير ممثل السلطات التشادية في ادري صرح ان"العديد من المتمردين شاركوا في الهجوم، لكننا نقاوم". وأضاف ان"مروحيات وطائرات عسكرية سودانية من طراز انطونوف شاركت في الهجوم". وقالت مصادر رسمية في شرق تشاد ان"المهاجمين قدموا من السودان". في جنيف، قالت الناطقة باسم المفوضية العليا للاجئين ايلين كو ان"400 تشادي عبروا الى الكاميرون ولجأوا الى مدينة كوسيري منذ السبت، اما من طريق الجسر فوق نهر شاري واما بواسطة السفن". وأضافت ان"توافد الناس مستمر". وأشارت الناطقة الى ان الوضع في شرق تشاد"هش الى حد بعيد"، ولو ان المفوضية لم تسجل"اي هجوم حتى الآن ضد مخيمات اللاجئين"السودانيين. وعبرت كو عن"مخاوف من حصول سرقات للمحروقات الضرورية لمخيمات اللاجئين". ويوجد 241 الف لاجئ سوداني من اقليم دارفور غرب السودان في شرق تشاد. في دكار، اعتبر الرئيس السنغالي عبدالله واد ان الوضع في تشاد يشكل"فشلاً لافريقيا". وقال للصحافيين لدى عودته من قمة الاتحاد الافريقي في اديس ابابا ان"ضمير الافارقة يؤنبهم لانه لا يمكن القول ان ما حصل في تشاد فاجأنا". في طرابلس الغرب، اتهم تجمع دول الساحل والصحراء المتمردين التشاديين بالتخطيط لقلب المؤسسات الشرعية والديموقراطية في تشاد. وعبرت الأمانة العامة للتجمع الذي يضم في عضويته 25 دولة عربية وإفريقية عن رفضها المطلق اللجوء إلى العنف والسلاح كوسيلة للتغيير السياسي. واعتبرت في بيان لها من مقرها في العاصمة الليبية، أن قلب نظام حكم ديموقراطي دستوري في إشارة إلى نظام الرئيس ديبي، مخالفة صريحة للقانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي ومواثيق هذا التجمع. في واشنطن، اعلنت الخارجية الاميركية في بيان ليل السبت - الاحد، ان الولاياتالمتحدة دانت محاولات المتمردين التشاديين الاستيلاء على السلطة في تشاد بمهاجمتهم العاصمة، ودعت الى الهدوء. وقال الناطق باسم الوزرارة شون ماكورماك ان"الولاياتالمتحدة تنضم الى الاتحاد الافريقي لتدين محاولات المتمردين المسلحين التسلل الى البلاد من الخارج للاستيلاء على السلطة بطريقة غير دستورية في تشاد".