تضاربت التقارير حول مبيعات الذهب في السعودية بين من يرى أنها شهدت ارتفاعا في 2007، وأخرى ترى أن الانخفاض في الاستهلاك بلغ 91 في المئة ودفع بالمصانع وتجار الذهب إلى شبه تجميد أنشطتهم وخفض عدد العمالة لديهم إلى أكثر من النصف. وقال مجلس الذهب العالمي أمس، إن مبيعات الذهب في السعودية بلغت قيمتها 12 بليون ريال 3.2 بليون دولار في عام 2007 وزادت 15.2 في المئة من حيث الحجم و33.3 في المئة من حيث القيمة، على رغم ارتفاع وتقلب الأسعار. وبلغ حجم الطلب على الذهب في السعودية 120.2 طن في عام 2007 ارتفاعاً من 104.3 طن في عام 2006. لكن الطلب تراجع في الربع الأخير من العام الماضي بنسبة 8.9 في المئة، مقارنة بالربع نفسه قبل عام، بسبب تقلب الأسعار الذي أصاب المشترين بالذعر. وقال المدير التنفيذي في المجلس لشؤون الشرق الأوسط وتركيا وباكستان معاذ بركات في بيان، إنه عند مقارنة الأداء في منطقة الشرق الأوسط مع بقية المنطقة، نجد أن أسعار الذهب المرتفعة والمتقلبة لم تؤثر في سوق الذهب بدرجة تأثيرها نفسها في مناطق أخرى. من جانبه، شكك الخبير السعودي في الذهب والمجوهرات سامي المهنا في حصول ارتفاع في الاستهلاك في السعودية خلال 2007، موضحاً أن مسحاً ميدانياً كشف عن انخفاض في استهلاك الذهب في 2007 بلغ نحو 91 في المئة، 60 في المئة منها انخفاض من جانب المستهلك العادي، و31 في المئة بالنسبة إلى المستثمرين. وأشار إلى أن انخفاض استهلاك الذهب المُصنع ليس في السعودية وإنما على مستوى العالم، ولكن بنسب متفاوتة، مؤكداً أن أسعار الذهب لا تزال في مستوى قياسي، إذ بلغ سعر الذهب في التعاملات الفورية 936.50 دولار للأوقية الأونصة في بداية شباط فبراير، وهي تدور حول هذا السعر بارتفاع وانخفاض يراوح 10 دولارات. وأضاف أن الإقبال الحالي على الذهب في العالم على مستوى المستثمرين، وليس على مستوى المستهلكين، مشيراً إلى أن افتقارنا إلى الأرقام الدقيقة والمسوحات الميدانية، يجعلنا ننظر في الأرقام التي تتحدث عن ارتفاع الاستهلاك، وبخاصة أن صناعة الذهب تواجه ركوداً حقيقياً، وباستطاعة الشخص العادي تلمسه في محال بيع الذهب، إذ وصل سعر الغرام في بعض المصاغات إلى نحو 120 ريالاً، وهي أرقام قياسية دفعت بالمستهلك العادي إلى الإحجام عن الشراء، فضلاً عن قيام الكثير من مصانع الذهب بتجميد أعمالها، ولجوء التجار إلى تقليص العمالة إلى أكثر من النصف. وأشار إلى أن حجم مبيعات الذهب القديم المُستعمل هي التي في ارتفاع، إذ وصل سعر الغرام إلى 98 ريالاً، وهو أيضاً رقم قياسي، موضحاً أن معظم التقارير يشير إلى أن أسعار الذهب على مستوى العالم لن تشهد انخفاضاً خلال السنوات الثلاث المقبلة. من جانب آخر، قال تقرير المكتب الإقليمي لمجلس الذهب العالمي أمس، إن تقلب أسعار الذهب وارتفاعها كان له أثر كبير على الأسواق العالمية للمعدن الأصفر في الربع الأخير من 2007، إذ انخفض استهلاك الذهب في السعودية بنحو 10 في المئة، والإمارات ب 9 في المئة، وبقية دول الخليج بنحو 11 في المئة. وأضاف التقرير، أنه لا شك أن ارتفاع أسعار الذهب عالمياً كان له تأثيره على حجم الاستهلاك بالطن، وبدا جلياً في أسواق الهند وهي أكبر سوق للمجوهرات الذهبية في العالم، إذ انخفض الطلب بنحو 64 في المئة، وفي أسواق الولاياتالمتحدة شهد تراجعاً بنسبة 14 في المئة، مقارنة بالفترة نفسها من 2006.