أكد مجلس الذهب العالمي أن الارتفاع الحاد في أسعار المعدن "كان له تأثير قوي في تراجع حجم الطلب عليه خلال السنة الجارية". وقدّر في تقرير أصدره أمس، نسبة تراجع الطلب على الذهب إقليمياً في الربع الأول من هذه السنة 30 في المئة. ولوحظ تراجع أكثر حدة في بعض الدول الرئيسة المستهلكة للذهب مثل الإمارات، إذ بلغ 19 في المئة والسعودية 25 في المئة، فيما بلغ متوسط التراجع في دول الخليج 30 في المئة. وأعلن المكتب الإقليمي لمجلس الذهب العالمي مقره دبي، ازدياد قيمة مبيعات الذهب على رغم انخفاض الطلب نتيجة ارتفاع الأسعار، وقدّر زيادة قيمة المبيعات في الإمارات ب15 في المئة، إذ ارتفعت من 2.7 بليون درهم في الربع الأول من 2007، لتصل إلى 3.1 بليون درهم في الفترة ذاتها من هذه السنة. فيما ازدادت قيمة المبيعات في السعودية 7 في المئة. وكان أداء السوق المصرية متميزاً، وارتفعت المبيعات 64 في المئة، مشكلة الاستثناء الوحيد إقليمياً، إذ ارتفع الطلب على الذهب 15 في المئة ليصل إلى 18 طناً، وكان له"تأثير إيجابي"على قطاعي المجوهرات والاستثمار في سوق الذهب المصرية، فازداد إقبال المستهلكين على شراء المجوهرات الذهبية والاستثمار في الذهب، لاعتقادهم بأن السعر سيرتفع أكثر في الفترة المقبلة. وأكد الرئيس التنفيذي لمجلس الذهب العالمي في الشرق الأوسط معاذ بركات، أن الذهب"ظل الملاذ الآمن لمستثمرين كثر، على رغم تراجع الاستهلاك في الربع الأول، في فترات عدم الاستقرار وارتفاع التضخم وانخفاض قيمة الدولار". وأدى الإقبال المتزايد على الاستثمار في الذهب إلى"ارتفاع الطلب في القطاع لجهة الاستثمار وليس الاستهلاك، بنسبة 22 في المئة أي من 1.9 طن في الربع الأول من العام الماضي، إلى 2.3 طن العام الجاري". وتوقع أن"يستمر طلب المستثمرين على الذهب في المستقبل القريب، وإقبال المستهلكين على شراء مزيد من المجوهرات الذهبية في ظل احتمال استقرار الأسعار". وأشار إلى أحد العوامل التي كان لها تأثير على أداء أسواق منطقة الشرق الأوسط، تمثل في"التغيير في موعد المناسبات الإسلامية مثل موسم الحج وعيد الأضحى، إذ لعبت دوراً مهماً في زيادة الطلب على الذهب مطلع العام الماضي على عكس هذه السنة". ورجّح"مزيداً من النشاط في أسواق المنطقة في الربع الثاني من العام الجاري في حال استقرت الأسعار. وسجل الطلب على المجوهرات الذهبية 22 قيراطاً خلال موسم"اكشيا تريتيا"الهندي، ارتفاعاً ملحوظاً أكثر من العام السابق، ما يشير إلى استمرار شغف المستهلك بهذا المعدن الثمين". وكان لتقلب أسعار الذهب وارتفاعها"أثر كبير في أسواقه العالمية في الربع الأول، وبدا ذلك جلياً في أسواق الهند، أكبر سوق للمجوهرات الذهبية في العالم، إذ تواصل انخفاض الطلب ليصل إلى نصف الكمية بسبب تأرجح الأسعار".