انتشرت في الآونة الأخيرة بين هواة لعبة"البلاي ستيشن"لعبة تحمل مسمى:"حرامي السيارات العربي المطوّر"، ويمارس اللاعب فيها دور لص يرتدي قميصاً كتب على ظهره، عبارة:"الحرامي المحترف"ويجوب هذا اللص الشوارع والمحال ليسرق ويقتل وينهب ما يحلو له. وكانت اللعبة عرّبت، واستبدل بأسماء المحال التجارية فيها أسماء شركات عربية كبرى، كما استبدلت بخلفية الموسيقى الغربية أناشيد وأذكار إسلامية، في محاولة لتغيير جو اللعبة ومواءمتها مع ثقافة المجتمع الإسلامي العربي. ويستطيع اللاعب اختيار شريكة في اللعبة المتمثلة في شخصية فتاة، وبإمكانه خلق أجواء"رومانسية"بينهما في اللعبة، كما يستطيع أيضاً اختيار رجل يمكنه بناء علاقة شاذة غير شرعية معه أثناء اللعب. ولاقت تلك اللعبة رواجاً كبيراً واستحساناً من قبل الأطفال، خصوصاً وأنهم يستطيعون من خلالها ارتكاب سلوكيات خاطئة لا يسمح لهم المجتمع بممارستها على أرض الواقع، مثل: الكتابة على الجدران، ومخالفة الأنظمة المرورية في قيادة السيارات والدراجات النارية، إضافة إلى قدرتهم أثناء اللعبة على دخول الأماكن الممنوعة في البلاد الإسلامية. ويصف الطفل علي الزهراني الذي لم يتجاوز التاسعة من عمره تلك اللعبة ب"إنها مثيرة ومسلية للغاية"، ويقول:"أحب هذه اللعبة، لأنها تجعلني أقود السيارة من دون أن أتعرض إلى الخطر والعقاب من والدي". فيما يحرص فيصل عبدالعزيز 18 عاماً، على حفظ مراحل اللعبة كاملة في بطاقة الذاكرة المخصصة لجهاز"البلاي ستيشن"، كي يتمكن من عرض مهاراته في السرقة والقتل أمام أصدقائه، بعد أن ينهي مراحل اللعبة كاملة. وقال أحد طلاب المرحلة الثانوية في القنفذة علي إبراهيم الفقيه ل"الحياة":"جربت تلك اللعبة، وانزعجت كثيراً لوضع الأناشيد الإسلامية خلفية لها، باعتبارها لعبة قتل ونهب وسرقة بصوت أناشيد تدعو للسلام والتسامح، ولا أعلم كيف سمحت الجهات المسؤولة بدخول هذه اللعبة إلى الأسواق". من جهته، طالب أستاذ نظم الحكم والقضاء والمرافعات الشرعية الخبير في مجمع الفقه الإسلامي الدولي في منظمة المؤتمر الإسلامي الدكتور حسن سفر، أئمة المساجد بالتنديد بخطورة هذا النوع من الألعاب، لما فيها من فساد وتضييع للوقت، واصفاً هذه اللعبة بالعمل المشين الذي من شأنه أن ينافي مقاصد الشرع ومنظوماته. وقال سفر في حديث إلى"الحياة":"إن انتشار مثل تلك الألعاب جاء نتيجة لتقليد منظومة غربية هدفها إفساد المجتمع الإسلامي، وإزالة الحواجز بين الجنسين القائمة وفق الضوابط الشرعية، والاتصال الشرعي بينهما". وأضاف:"ينبغي درء كل ما يؤدي إلى انتشار الفساد من منطلق محافظة الشريعة الإسلامية على الكليات التي من ضمنها حفظ النفس والدين". وأكد سفر ضرورة نشر الوعي بين أفراد المجتمع في المنزل والمدرسة والجامعة، خصوصاً وأن النصوص الشرعية تجرّم مثل تلك الأفعال التي تساعد على انتشار الرذيلة في أوساط المجتمعات الإسلامية.