أيام قلائل وتتكشف العديد من الملفات الاحترافية في أنديتنا الموقرة، خصوصاً أن هذه الفترة تأتي"غير"بتواجد ضيف رابع من القارة الآسيوية لعل في جلبه الخيرة لأنديتنا، على رغم قناعتي أن هذه التجربة سيكون مصيرها"الفشل"عموماً، ولعل المتتبع لتعاقدات أنديتنا يلحظ ملازمة عدم التوفيق لغالبية أنديتنا مع الأجانب الثلاثة، ووصل الحال بالبعض منهم للسقوط الباكر في هذه الإشكالية كما حدث من فريقي الرائد والوطني، اللذان تلقيا من الخسائر ما يكفي، ووصل فيهما الحال أن يتصارعا بقوة من أجل الهروب من مخاطر الهبوط لأندية الدرجة الأولى، وهذا لا يعني البتة أن نتجاهل"فشل"البقية من الأندية في تعاقداتها، بدءاً من فرق المقدمة مروراً بأندية الوسط حتى الوصول لأندية القاع التي كان الأولى بها أن تسعى بكل ما تملك لأجل الاستفادة القصوى من العنصر الأجنبي. وتحدثنا سابقاً عن أن الخبرات الإدارية المتواضعة للعديد من الأندية أوقعها في"مصيدة"السماسرة الذين لا همّ ولا غاية لهم سوى الربح وجمع الأموال بأية طريقة، مستغلين"الغفوة"و"التردد"في المشورة من القائمين على الأندية، حتى أن غالبية أنديتنا للأسف لا تمتلك الجراءة في تكوين لجنة متخصصة في التعاقدات الاحترافية تتكون من أفراد لديهم القدرة والاطلاع والنظرة الثاقبة لحاجات الفريق، وليس النظر في جلب أسماء لاعبين محترفين على حساب متطلبات الفريق، ومن يشاهد على سبيل المثال تعاقدات أنديتنا فهي تنحصر على خانة الهداف أو صانع الألعاب متجاهلين النظر في سد ثغرات أخرى قد تكون أهم بكثير من تواجد أنصاف الهدافين في الدوري السعودي، وأنباء رحيلهم بشكل باكر كما تابعنا خلال مباريات الدوري في قسمه الأول. وتقع إشكالية بعض الأندية أن مسؤوليها يصرون على جلب لاعب آسيوي لسد هذه الخانة الممنوحة لهم، على رغم"إخفاقهم"في سد الخانات الثلاث الماضية، وكأن في جلب اللاعب الآسيوي"نقلة"غير طبيعية لهم في البطولات المحلية والخارجية. ونعترف أن الحكم بفشل اللاعب الآسيوي سيكون باكراً جداً، وغير منطقي كما يرى العديد من المحللين والمختصين، إلا أننا في الوقت نفسه نرى في"إخفاق"الأجنبي منبع تشاؤمنا في نجاح اللاعب الآسيوي. فقط علينا انتظار فترة الانتقال الشتوية حتى نرى كم من ناد بدّل وغيّر، وكم من مبلغ تمّ هدره في قرارات ارتجالية من مسؤولي الأندية من دون رقيب أو حسيب. [email protected]