أكد الدكتور صالح زياد، أن"الظرف التاريخي والتسلط الذكوري، الذي جسدته مؤلفات مثل"الإصابة في منع النساء من الكتابة"، حرما المرأة الخليجية ردحاً من الزمن من المقاصد التنويرية"، لافتاً إلى أن"إتقان الكتابة، بالمعنى الأدبي والسردي تحديداً، شكل منعطفاً في وعي المرأة الخليجية بذاتها وبالثقافة". وأضاف"أنها اتخذت من القصة مجلى تمثيلها لما يسحقها ويمحو وجودها". وقال زياد، في ورقة بحثية قدمها مساء الثلثاء الماضي، في نادي الدمام الأدبي، إن"القصة النسائية الخليجية تتعاطى الوعي النسوي في شكل يبدو تلقائياً، وهي في صدورها عن هذا الوعي تتجاوز مشكلة العلاقة بالرجل إلى العلاقة بالثقافة"، مشيراً إلى أنه"في بعض الفترات شهدت الساحة الثقافية ازدياد عدد القاصات عن القاصين، وذلك قبل مجيء المد الروائي". واستعرض زياد جملة من النماذج القصصية النسائية، ودلالتها في عدد من دول الخليج، مثل قصة"النساء"للسعودية ليلى الأحيدب، التي قال ان"فيها خيالاً غرائبياً، يختصر النساء في كونهم أداة، أو وظيفة ما يشير إلى عمق الثقافة الذكورية". والأمر ذاته وجده في قصة"ليلى"للقطرية وداد الكواري، التي عمدت من خلالها إلى"هزيمة الثقافة الذكورية التي ترى قيمة المرأة في إنجاب الصبي". وتقاطعت معهما في الدلالة قصة"بنت الشايب"للسعودية أميمة الخميس، حيث"إحساس الرجل بالمركزية". أما قصة"المشنقة"للكويتية ليلى العثمان، فجسدت عبرها"صورة مكرورة عن المرأة، هي النجمة المشتهاة اجتماعياً". واستطرد صالح في توصيف القصة النسائية بأنها"تنطوي على رغبة للإقرار بعقل المرأة واختيارها، وإلى القناعة بالتشارك والتساوي الإنساني والاجتماعي، وبأنها وَظَّفت في هذا الصدد ترسانة التخييل، والتأويل بقصد التفكيك لثقافة الذكورة والفحولة على نحو من شأنه أن يحجّ هذه الثقافة بما تقوم عليه من تغييب للعقل واستسلام للخرافة واتصاف بالعبث والغرائبية، فضلاً عن تعرية أسباب القوة والسيطرة". وتابع في السياق ذاته ان"هزيمة الثقافة الذكورية مؤدى مرسوم بعناية في بعض القصص، وفي شكل يرينا هشاشة تلك الثقافة أمام امرأة تمتلك قوة السحر والولادة". واعتبر أن"حب المرأة وعواطفها تجاه الرجل أو بحثها عنه بمواصفات الاحترام والذاتية والاستواء ليس سوى وجه من وجوه اتصاف هذا الوعي بالإنساني والروحي والخلاق، وهو وجه لا ينفصل عن التعاطف مع الفقراء والمظلومين وضحايا القمع والتوحش، في المؤدى الإنساني نفسه الذي يجاوز بهذا الوعي النسوي دائرة العنصرية والتحزب ذي التخندق الإيديولوجي إلى وعي كوني يتوق إلى ما يمنح الكائنات دفئاً وحنواً بعد أن امتلأت بالرعب". وذكر مدير الأمسية الدكتور مبارك الخالدي، أن"بعض الكاتبات لا ترتضي المشروع النقدي للرجل تجاه كتاباتها، باعتباره نوعاً من إبراز التفوق عليها". فيما لفت مدير جمعية الثقافة والفنون في الأحساء سامي الجمعان، إلى أن"المرأة باتت تجر القراء إلى نصوصها من طريق اتخاذها للجسد مادة كتابية".