اعتبر الدكتور صالح زيّاد أن القصة النسائية الخليجية تتعاطى الوعي النسوي بشكلٍ تلقائي مما يجعلها تتجاوز مشكلة العلاقة بالرجل إلى العلاقة بالثقافة، وبين في محاضرته التي ألقاها بقاعة النادي مساء الثلاثاء الماضي أن الكتابة أصبحت بوابة المرأة لتتمكن من خلالها من الخروج من دائرة العجز المرادف للجهل المسبب لانعدام الوعي بالقيمة الذاتية للفرد مما يجعل الإنسان في مرتبة وصاية غيره عليه ليجد الكتابة مخرجاً من خلال إتقانه لها خاصةً في جانبها السردي والأدبي. وبين الدكتور زيّاد أن النماذج القصصية النسائية التي استعرضتها محاضرته تبين كيف تنظر المرأة لجسدها بوصفه ملكيةً خاصة بها وهي بذاتها فكرة مكررة في غير مرة من تأزمات علاقتها بالرجل الذي اتخذ مواصفات ومواقع مختلفة بالرغم من كونها لا تخرجه من دائرة الاستلاب لكيان المرأة وتشييئها. والقصة حسب وصفه انطوت على رغبة في الإقرار بعقل المرأة واختيارها وإلى القناعة بالتشارك والتساوي الإنساني والاجتماعي مما جعلها توظف ترسانة من التخييل والتأويل النسوي الهادف إلى تفكيك ثقافة الذكورة على نحوٍ من شأنه أن يقارع هذه الثقافة القائمة بحسب وصفه على تغييب العقل والاستسلام للخرافة والاتصاف بالعبث والغرائبية ، بالإضافة لكون الرجل يمتلك العنف في نماذج استحال فيها العنف والتسلط إلى المرأة نفسها. وخلص الدكتور زيّاد إلى أن هشاشة الثقافة الذكورية هزمت أمام امرأة تمتلك قوة السحر والولادة مما جعل الوعي النسوي في القصص يفيض بما يؤكد المدلول الإنساني بأكثر من معنى. المحاضرة التي أدارها الدكتور مبارك الخالدي حظيت بحضورٍ جيد من متذوقي الأدب بالمنطقة الشرقية وتابعها عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة جمع من مثقفات المنطقة وانتهت بمداخلات بعض الحضور.