تركزت أهداف مدرب المنتخب السعودي ناصر الجوهر من المباراة الودية التي كسبها منتخبه بهدف وحيد أمام ضيفه المنتخب التايلاندي على الاطلاع بشكل دقيق على مستويات بعض الوجوه الجديدة التي تم استدعاؤها لصفوف المنتخب في المعسكر الذي يسبق المباراة المهمة أمام المنتخب الكوري الجنوبي، وهذا ما جعله يزج بعدد منهم في هذه المباراة لرغبته في مشاهدتهم عن قرب، ليتمكن من تدوين ملاحظاته داخل أجندته الخاصة حول عدد من النقاط التي تتعلق بأدائهم الفني وتفاعلهم مع بقيه زملائهم، ومدى الاستفادة التي سيجنيها المنتخب منهم في المرحلة المقبلة، التي ستكون فيها الخيارات محدودة أمامه نظير التهديد بالإيقاف الذي ينتظر الغالبية العظمى من اللاعبين الأساسيين في صفوف"الأخضر"، حتى وإن تحولت هذه المباراة بشكل تدريجي من مباراة ودية دولية إلى مناورة ودية دولية، غلب على طابعها الهدوء والمبالغة في بناء الهجمات، ساعد في ذلك المنتخب التايلاندي الذي بحث عن"قتل"المباراة قدر المستطاع، حتى وهو متأخر 64 بهدف نايف هزازي. من يلازم ياسر هجومياً؟ سعى الجوهر من هذه المباراة لتحقيق هدف مهم يرى فيه اتخاذ القرار النهائي حول من يرافق الهداف ياسر القحطاني في خط المقدمة خلال مباراة كوريا الجنوبية، خصوصاً أن سعد الحارثي ومالك معاذ بعيدان عن حساباته في هذه المباراة، لذلك حاول اختبار قدرات الثنائي فيصل السلطان والمهاجم الآخر حسن الراهب، وأشرك نايف هزازي مع مطلع الشوط الثاني، وقد يكون السلطان الأقرب لشغل هذه الخانة"الشاغرة"، خصوصاً عقب منحه المشاركة طوال شوطي المباراة، لمعرفته المسبقة بحاجة السلطان للمشاركة في المباراتين الوديتين كي يكون أكثر جاهزية لمباراة كوريا الجنوبية. العمود الفقري ل"الأخضر" بحث الجوهر من خلال هذه المباراة عن تثبيت العمود الرئيسي لتشكيل المنتخب، واعتمد على إشراك قلبي الدفاع رضا تكر وأسامة هوساوي وأمامهما خالد عزيز وعلى الطرف الأيمن عبده عطيف وفي الجهة المقابلة محمد الشلهوب، وترك لنفسه مجالاً أكبر حتى موعد المباراة الودية أمام منتخب البحرين التي ستشهد انضمام ياسر القحطاني إلى مجموعة الركائز الأساسية، إضافة إلى انضمام حسين عبدالغني، وستبقى الخيارات الأخرى محدودة سواء في حسن معاذ الذي سيشغل مركز الظهير الأيمن، أم في تنافس تيسير الجاسم مع أحمد عطيف لتكوين ثنائي مع خالد عزيز في محور الارتكاز، حتى الحراسة ستشهد عودة وليد عبدالله مجدداً لحماية المرمى. رأسيات الهزازي سلاح جديد من الأهداف المهمة التي اطمأن لها ناصر الجوهر خلال مباراة تايلاند أنه بدأ يمتلك سلاحاً هجومياً قد يلجأ إليه خلال المباريات المقبلة متى ما اقتضت الحاجة، المتمثل في إجادة نايف الهزازي التسجيل من الكرات الهوائية والرأسية بكل براعة، لذلك من المؤكد أن يكون هذا الخيار تم تدوينه في ملف الجوهر لمباراة كوريا الجنوبية. تهديد الفريدي والنمري مشاركة ثنائي الوسط الهجومي احمد الفريدي في الجهة اليمنى ومشاركة سلطان النمري في الجهة اليسرى مع انطلاق الشوط الثاني على حساب عبده عطيف ومحمد الشلهوب، كانت من الفوائد الفنية التي يبحث عنها الجوهر، لأن هذين اللاعبين اندمجا سريعاً مع مجرى اللعب، وكانت لهما بعض الابتكارات الميدانية، التي تعطي"جرس"الإنذار لزملائهما في هذين المركزين بأنهم على أهبة الاستعداد لخطف المركزين متى ما وجدا الفرصة السانحة.