أثار فيلم عرضه النادي الأدبي في الدمام، مساء الثلثاء الماضي، شجن عدد من أصدقاء الروائي السعودي الراحل عبدالعزيز المشري. واستهل الشاعر علي الدميني، الندوة التي صاحبت الفيلم بالقول:"أحتاج لبعض الوقت لأخرج من شجن اللحظة". وعزا ذلك لأن"الراحل كان صديقاً حميماً، ارتبطنا معاً عبر تجربتنا الفنية والثقافية والاجتماعية، حتى غدونا ظلين لبعضنا"، مشيراً إلى أن الفيلم"جهد مميز". وتمنى لو رافق المخرج أثناء تصويره"للحصول على قصص وزوايا التقاط خاصة". بيد أن الدميني انتقد موسيقى الختام، التي كانت فاصلاً غنائياً للشيخ إمام، وقال:"المشري كان يطرب له، ويقلده، بيد أن هذه الموسيقى أخرجت الفيلم إلى فضاء آخر"، مطالباً بأن"تستبدل بإيقاعات محلية". وخالف الشاعر عبدالله السفر، الدميني، بالقول إن"الفيلم مشروع إنساني، لا يخص الوطن، والشيخ إمام منشد للمعذبين"، مضيفاً أن"ثيمة الشجن امتدت طوال مسار الفيلم عبر صوت الراوي المعبر علي الدميني، والإضاءة والموسيقى. ولقد شعرت بالرهبة". وتساءل رئيس النادي جبير المليحان:"هل هذا الفيلم توثيق لحياة المشري، أم للحديث عن أدبه؟"وأجاب بأنه"مزج بين الاثنين، وهما مختلفان". وانتقدت رئيسة اللجنة النسائية فوزية العيوني، عدم التفات الفيلم إلى"الفترة التي تطوع فيها المشري للعمل في أحد المستشفيات، إذ كان في قمة توهجه"، متسائلة:"لماذا غاب أطباؤه الذين كانوا في حال ذهول من حبه للحياة". وفي السياق ذاته"انتقد الشاعر حبيب محمود، غياب"الشاعر محمد العلي وشاكر الشيخ عن الفيلم، فالأخير رافق المشري في كثير من محطاته". وعقب السيناريست مخرج الفيلم علي عفيفي، الذي شارك في الندوة مع الشاعر أحمد الملا، بالقول:"لم ألتق المشري سوى عبر كتاباته، وما سمعته عنه"، لافتاً إلى أن"ثمة مشكلة تواجه صناع الفيلم لدى التصدي لصناعة فيلم حول شخصية تنطوي على حياة إبداعية عريضة مثل المشري"، مضيفاً أن"الحديث عنه كمريض احتل أكثر ما قيل عنه، وكأنه لم يكن سوى مقاوم للمرض"، لافتاً إلى أنه وردت إشارات حول ذلك على لسان بعض من ال11 شخصية ثقافية التي سجلت شهاداتها في هذا الفيلم التوثيقي، مثل راوي الفيلم علي الدميني، والمليحان الذي أشار إلى حاله الصحية، والشاعرة فوزية أبو خالد التي عرفته بأنه"إنسان نبيل، يملك روح طفل"، عارضة عبر الفيلم الثوب الجنوبي الذي أهدتها إياه أمه، أثناء رحلتها للباحة لدى تحضيرها لرسالة الماجستير حول"المرأة في جبال عسير"، وكذلك الروائي صنع الله إبراهيم الذي ألقى الضوء على رواياته، مشيداً برواية"الوسمية"، وحسن حمودة، وحسن السبع، ومحمد الدميني، والناقد حسن النعمي، ووالده الشيخ المشري، وشقيقه أحمد المشري".