أصدر قبل أسابيع قليلة ألبومه الجديد "ما عاد لي خاطر"، وفاجأ الوسط الفني السعودي بتقديمه أغنية للراحل طلال مداح، وهي"أغراب على دروب الهنا"من كلمات الشاعر نجيب بطيش وألحان طلال مداح، وصوّر قبل فترة حلقة لبرنامج"تاراتاتا"في بيروت. الفنان السعودي نايف البدر اعتبر في حوار مع"الحياة"أن كل فنان صادق مع نفسه، ومتمكن من صوته، ويبحث عن تقديم ما يثري الساحة الفنية، سيكون طريقه صعباً جداً، في وقت يكون فيه الطريق سهلاً لمن لا يملكون الصدق مع أنفسهم. نايف البدر بدأ في البحث عن منتج منذ عام 1997. شارك في مهرجانات كثيرة قبل أن يصدر ألبوماً، كشف ل"الحياة"أن أول ألبوم له كان من إنتاجه الخاص، واحتوى على أربعة أغان ثلاث باللهجة اللبنانية وواحدة بالمصرية، لكنه لم يطرح من الألبوم سوى أغنية"عابر سبيل". اليوم ماذا يقول نايف البدر بعد ثلاثة ألبومات، إلى نص الحوار: هل أنت مقصر في حق الجمهور من خلال تواصلك معهم عن طريق الإعلام؟ - قد أكون مقصراً إلى حد ما، خصوصاً في فترة إعداد الألبوم، لأنني أكون منشغلاً جداً بالبحث والتسجيل، لكنني أتواصل بعد طرح العمل من خلال أكثر من جهة إعلامية. كما أنني أتواصل كثيراً مع الجمهور شخصياً، عن طريق موقعي الإلكتروني على شبكة الإنترنت، وأجيب عن كل الأسئلة والاستفسارات التي تصلني، حتى ان بعضهم يستغرب سرعة الرد والتجاوب، إذ انني أحرص على التواجد بشكل شبه يومي من خلال موقعي. ألا ترى أن كثرة الفضائيات ووسائل الإعلام خدمت الجيل الجديد على عكس الجيل السابق؟ - على العكس، كثرة وسائل الإعلام والفضائيات لا تخدم كما يتوقع البعض، إذ صار كل شيء واضحاً للجماهير ولم يعد هناك ما يمكن إخفاؤه، الجمهور اليوم على سبيل المثال يكتشف من حفلة على المسرح ضعف امكانات فنان ما مثلاً، فلا يلبث أن يخفيه الإعلام كما أبرزه. الإعلام جعل الوسط الفني أكثر صعوبة، فبإمكان أي فنان صغير أن يقدم ألبوماً كاملاً وينجح، بل إن فناناً صغيراً ينافس من خلال أغنية واحدة فقط محمد عبده وكبار الفنانين، على رغم أنه لم يقدم سواها في ألبومه كاملاً، لكن انتشارها السريع والمبالغ فيه أحياناً يجعلها تقارع أغاني كبار الفنانين، وتخفي أعمالاً أكثر جودة، وهو ما يجعل من الإعلام سلاحاً ذا حدين، ويضعه كواحدة من أكبر الصعوبات التي يواجهها الفنانون في هذا الزمن. لكن سرعان ما يختفي هذا الفنان لاحقاً بعد أن يكتشفه الجمهور. هل تشرف على موقعك شخصياً وتعمل على تطويره؟ - عدد المشتركين اليوم يزيد على 11 ألف مشترك، والزوار أكثر من مليوني زائر، هناك مشرفون على المنتدى طبعاً، لكنني أتواصل معهم وأعرف آخر المستجدات والمتطلبات، وأحاول أن أجدد الموقع دائماً، على رغم أن المشاغل تبعدني قليلاً، لكن سرعان ما أعود إلى التواصل مع الجمهور. هل ترى أن تصوير الأغاني على طريقة"الفيديو كليب"يثري العمل فنياً؟ - بصراحة أنا بدأت أكره"الفيديو كليب"، لأنه يظلم الكثير من الأغاني على حساب أغان أخرى، وأصبح التصوير موضوعاً محيراً بالنسبة لي ويشغلني كثيراً. في الألبوم الماضي مثلاً قدمت أغنية"تكلمنا"، وهي واحدة من أكثر الأغاني التي أحبها لكنها لم تصور، وبالتالي لم تصل إلى الناس كما طمحت، وكذلك أغنية"إنسان عادي". وهناك أعمال لا تصل للجماهير كونها لم تصور فقط. بات التصوير اليوم مكلفاً، حتى كلفة تصوير أغنية واحدة أحياناً تعادل كلفة إنتاج ألبوم كامل. ولكني في الألبوم الماضي، فتحت باب التصويت في موقعي على شبكة الإنترنت، لاختيار الأغنية التي سأصورها، على الأقل ضمنت رضا الجمهور من خلال تحقيق رغبتهم. هل حاولت التسلق على اسم كبير كطلال مداح من خلال تجديد أعماله؟ - في بداياتي لم أفكر أبداً في الغناء لطلال مداح، لكي لا يحسب عليّ سرقة جمهوره. بعد ألبومين أحببت تذكير الناس بصوت مميز كصوت الفنان الكبير طلال، ليتذكروا ما قدمه لبلده وللفن بشكل عام، فالكثير من الفنانين المقربين من طلال تناسوه ولم يتذكروه من خلال أعمالهم، سواء من خلال تجديد ألحانه أو أغانيه، وهو ما أردت أن أفعله، خصوصاً أن أحد أحلام حياتي أن أقدم أغنية"أغراب"من خلال حفلة، وقد حصلت على الموافقة من شركة"فنون الجزيرة"وقدمتها من خلال ألبومي، وهو الحلم الذي أفتخر كثيراً بتحقيقه ولا أرى فيه ما يعيب. طلال ومحمد عبده أساتذة، لنا الشرف أننا عايشناهم وتعلمنا من أغانيهم، وأتمنى تجديد أحد أغاني محمد عبده القديمة لأني أعتبر ذلك شرفاً كبيراً بالنسبة إلي. الوسط الفني الشبابي السعودي ملئ بالأسماء البارزة والمميزة هل تتوقع أنك اليوم ستتمكن من الوصول إلى ما تطمح إليه؟ - دخلت هذا الوسط وهدفي ليس الغناء فقط، بل أن أكون منافساً وبقوة، وأن أكون حاضراً وموجوداً، وأن أنافس الجميع وليس فقط الأسماء الشابة، والمميز يفرض نفسه دائماً. لماذا تميل إلى الغناء بأكثر من لهجة غير السعودية، كاللبنانية والمصرية؟ ألا يقلل ذلك من قيمة لهجتك السعودية؟ - تكلمنا عن الموضوع ذاته في برنامج"تاراتاتا"، وقلت إنني أرى بأن الفنان متى ما تمكن من لهجة معينة كالمصرية أو اللبنانية أو الخليجية فلماذا لا يدعم مسيرته بأعمال من لهجات أخرى؟ الراحلة ذكرى، وأصالة، وأنغام، وأمال ماهر، كلهم تميزوا بتمكنهم من اللهجة الخليجية وتميزوا بتقديم أعمال لا تزال حتى اليوم محفورة في ذاكرة المستمع، فلماذا نحن كخليجين نمتلك نوعاً من العنصرية يجعل من غنائنا باللهجات المختلفة أمراً غريباً؟ كان لماجد المهندس حديث جميل عنك عند سؤاله عن الأصوات الشابة، كيف هي علاقتك بماجد؟ - ماجد صديق مقرب مني جداً، وأسأل الله أن يشفيه ويساعده في ما يعانيه اليوم وبالنسبة إلى رأيه فهو شرف كبير لي، خصوصاً أنه يأتي من نجم بحجم ماجد المهندس. يرى البعض أنك تتكلف كثيراً في التصوير وإخراج الغلاف لألبومك والعمل من خلال المظهر واللباس ألا ترى بأن ذلك التكلف يقلل من القيمة الفنية للعمل؟ - أبداً فأنا من أكثر الفنانين حرصاً على تقليل التكلفة من خلال أعمالي المصورة، والتقنية المتبعة في تصوير أغاني أقل بكثير مما يتبعه الكثير من الفنانين. الحديث هنا عن الصور الشخصية والحضور المباشر من خلال الحفلات، فالجمهور اعتاد على صورة للفنان السعودي تظهره بزيه السعودي دائماً؟ - ليس ضرورياً أن ألتزم بزي واحد فقط من الجميل أن ينوع الفنان وأن يغير في مظهره، وبالتأكيد أحرص على الخروج للجماهير بأفضل شكل ممكن من دون مبالغة. وأرى أن الفنان يجب أن يدعم نفسه بالصورة تماماً كما يدعم نفسه من خلال الصوت. كما أن الظهور في شكل أقل مما يجب قد يعطي انطباعاً بأنك بخيل أو غير حريص، وهو ما لا أتمنى أن أعكسه أبداً. وعموماً إرضاء الناس غاية لا تدرك، فإذا ظهرت بشكل أقل من المطلوب سأوصف بقلة الحرص وإن حرصت وتأنقت سيعتبرني البعض متكلفاً. ما الجديد الذي ستقدمه في ألبومك المقبل؟ - عمل مع الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن.