خلال فترة الستينات الميلادية ولمدة 10سنوات قدم طلال مداح والشاعر (المنتظر)، أعمالاً ذهبية لن ينساها الجمهور السعودي والعربي بشكل عام. وقد تميز أسلوب المنتظر بالسلاسة والعذوبة والبساطة في الكلمات مما ساعد طلال مداح في تتويج هذه الأعمال بالتصوير اللحني المميز. وقد كان طلال مداح يسجل أعماله في تلك الفترة من (الستينات) في لبنان لتفوقها في مجال الصوتيات بشكل واضح، وقد صادف أن سجل طلال مداح جميع ألحانه للمنتظر في بيروت فعرفت أغاني طلال مداح والمنتظر (بأغاني لبنان) ولاقت شهرة واسعة هناك لما تميزت به تلك الأغاني من الكلمات البسيطة المفهومة لجميع العرب خصوصاً أنها كانت جميعها باللهجة الحجازية الدارجة في الأغاني السعودية في ذلك الوقت، لتمتزج بالألحان العذبة والراقية التي كان يقدمها طلال مداح رحمه الله لتزداد شعبيته بشكل كبير في تلك الفترة ليصبح الفنان السعودي الأول بدون منازع خاصة وأن طبقة صوته في تلك الفترة كانت سحراً لا يقاوم جعل موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب يقع تحت سحر هذا الصوت ويحاول احتكار صوت طلال مداح كما أن بليغ حمدي أشاد بصوت طلال مداح وذكر أنه أجمل صوت عربي ولحن له أحد الأغاني من كلمات المنتظر نفسه بعنوان (يا قمرنا)، كما عبَّر صباح فخري عن إعجابه بصوت طلال مداح وأنه أجمل صوت سمعه ولا زال يذكر هذه المعلومة حتى يومنا هذا. ولكن تعاون المنتظر وطلال مداح توقف في نهاية الستينات الميلادية بسبب رغبة المنتظر بالتوقف عن غناء أي فنان لكلماته رغم أنه استمر في الكتابة ولكنها كانت رغبته لينتهي هذا المشوار القصير المليء بالإبداع ويسطر اسم المنتظر وطلال مداح بأحرف من ذهب في تاريخ الفن السعودي، المنتظر حين اتخذ القرار كان هناك أكثر من 20أغنية بينه وبين طلال مداح ذهبت مع النسيان هي: (الأصابع مش سوا - مسير ماني مخير - ابتدت تحلا الحياة - القدر حاكم بأمره - الحبيب المطاوع - اسمر يا زين البشر - اسمر من البر - يا حلوة شيلي اللثام - يا ناس أنا محروم - يا زين ليه الجفا - مسير الحي يتلاقى - ما عننا وعنك - لا تصدق أو تأمل - طال الجفا - أنا مسافر - يا مسافر على البوينق - حاكم ومستضعف - حبيبي يا أسر فؤادي - ما يصيبك غير نصيبك - يا قمرنا (من ألحان بليغ حمدي - غريبة تشك في إخلاصي - صاروخ الشوق) هذه الأعمال سجلها طلال في لبنان لكن لم تذع للجمهور حتى يومنا هذا والسؤال هل سيتم الإفراج عن تلك الروائع لطلال مداح خصوصاً أنها سجلت خلال الفترة الذهبية لبناء الفن السعودي.