رأس مسند على جدار... ودموع تحكي لك بقلب مكلوم كنت هنا وكان هو هناك يحاكي جسد بلا روح... جسد يخبرك بتعب مضني... في الدنيا الشقاء، كنا يوماً مع بعضنا نحكي... كانت ابتساماتنا تطفو على أفواهنا عند لقاء أحدنا بالآخر لكن الأفواه اليوم صمتت ولم يعد هناك ما يُحكي... نظرة منه ونظرة مني... تغيرت وجهة كلينا... هو يهرب في زمن فات، وانأ أملي فيما هو آت... توقفنا ليأخذ كل منا طريقاً آخر، وأصبحنا بعد وقوفنا في وجه الأزمات، ننظر في نفس المرآة... مرآة تظهر العجز الذي خامر قلبينا قبل الأجساد، غيبتنا دهاليز الدنيا، وضعنا لنجد أنفسنا اليوم أمام بعضنا البعض، غيرتنا وكأننا لم نكن!... غريبة أنا وهو اغرب... كم كان ذاك الشخص الذي تطرق السعادة قلبي وهو قريب مني عندما يلوح ظله أو محياه... حنيني إليه وحياتنا التي رسمناها ببراءة يوماً... اليوم خنقت بأتفه الكلمات ظن مني النسيان وأنكر هو ما أصابني... ألا تعلم أني في تلك الدهاليز المظلمة ضائعة؟ ألا تعلم أني ما كنت أحمل سوى حسن ظن بالله، ثم عزيمتي وتلك الذكريات؟ إن وصلت اليوم إلى ما ترى فليس ضربة حظ كما يقال، بل هو الفضل من رب العباد... توقف فلن أعود لنفس المرآة، ولن تكون هناك مواجهات عزمت على الرحيل، وإن كان هناك جسد... لا تتوقع أن كلماتك أماتتني، فرب ضربة تجعل منك أقوى.