في الآونة الأخيرة انتشرت ظاهرة التسول بشكل لافت للنظر، إذ زادت أعداد المتسولين كثيراً ولم تفلح الجود المبذولة في القضاء عليها بل تتصاعد وتنشط عصابات أو أسراب التسول في المناسبات، وتكاد تكون هذه العصابات نفسها تتكرر كل سنة خصوصاً في شهر رمضان المبارك. إن كثيراً من مناطق المملكة تتأذى من كثرة المتسولين ومضايقاتهم كأنه لا توجد ادارة لمكافحة التسول وكأنه مفروض وواجب علينا سكان هذه المدن أن نعايش هذه الظاهرة طوال السنة، رضينا أم أبينا، وعلينا ألا نطالب ادارة مكافحة التسول بعمل أي شيء ضد هذه الظاهرة القديمة الجديدة. إن أكثر هؤلاء المتسولين يأتون من مكةالمكرمة والمدينة المنورة بعد دخول المملكة لأداء العمرة أو الحج، عن طريق نقلهم بواسطة السيارات الخاصة وأصحاب الشاحنات الكبيرة من ضعاف النفوس، أصحاب المصالح الذاتية، ضاربين مصلحة الوطن والمواطن عرض الحائط، ويساعد ضعاف النفوس في زيادة أعداد المتسولين عدم قيام موظفي نقاط التفتيش على مخارج مكةالمكرمة والمدينة المنورة، الذين لا يقومون بواجباتهم، وعن طريق الحدود المفتوحة الطويلة مع بعض دول الجوار، أو تهاون في نقاط التفتيش، وإلا ما سبب وجود هذه الأعداد الكبيرة من المتسولين في المملكة، وكيف خرجوا من مكة والمدينة. المفروض عدم السماح لهم مهما كانت الأسباب والأعذار، وأن يزودوا نقاط التفتيش بيانات بأسماء من خرجوا من عندهم بقصد الزيارة، وترسل الى شرطة كل منطقة باسم الشخص، ورقم جوازه واسم قريبه وتلفونه، ويتابع بعد خروجه من نقطة التفتيش، وتحدد له المدة للزيارة وبعدها يبحث عنه أمنياً ويرحل لبلاده، أما إذا كان هذا المتسول سعودياً فيقبض عليه ويحقق معه، فإن كان محتاجاً يحول الى ادارة الضمان الاجتماعي فوراً، ويساعد بما فيه الكفاية هو وأسرته، وأخذ تعهد عليه بعدم العودة للتسول مرة أخرى، ويحاكم فيما إذا قبض عليه مستقبلاً ويشهر به لرده هو وأمثاله. انني بهذه المناسبة اقترح على ادارة مكافحة التسول بالمدن والمحافظات السعودية المتضررة من تلك الظاهرة التي أخذت في الانتشار والتوسع واقتربت ان يكون المسؤولون عن هؤلاء المتسولين يشكلون"مافيا"التسول ما يشكل خطراً على أمن الوطن والمواطن، لها بطلب العون من الادارات الحكومية الاخرى لمساعدتها في العمل معها خلال فترات المناسات، مثلما هو حاصل في اوقات الحج، كل ادارة حكومية تسهم وتساعد ادارة مكافحة التسول في مدن المملكة عموماً والدمام خصوصاً، بالقبض على هؤلاء وتسليمهم الجهات ذات العلاقة ليتم ترحيلهم ووضع اسمائهم في القائمة السوداء، وعدم السماح لهم بدخول المملكة الا بعد الاجراءات اللازمة التي لا تسمح لهم بالعودة بهذه الطريقة الخاطئة، وبذلك تختفي هذه الظاهرة. أرجو أن أكون قد أعطيت الموضوع حقه من التوضيح علها تصل الى أسماع المسؤولين ذوي العلاقة لإيجاد حلول جذرية لهذه الظاهرة القديمة الجديدة، وسن قوانين شديدة تحد من هذه الظاهرة عن طريق معاقبة المهرب والهارب والناقل لهم، وذلك حفاظاً على سمعة المملكة ومظهرها العام، لأنه يوجد بيننا كثير من الوافدين يحسبون أن هؤلاء المتسولين سعوديون، لأنهم يلبسون لباسنا الوطني ويتصنعون بالكلام كأنهم مواطنين سعوديون.