تتجه أنظار الشارع الرياضي السعودي عموماً، وجماهير الهلال والنصر خصوصاً مساء اليوم صوب إستاد الملك فهد الدولي في الرياض، إذ يقام هناك اللقاء الكبير بين عملاقي المنطقة الوسطى الهلال والنصر في مواجهة مقدمة من الجولة الثامنة للدوري الممتاز. ذكر اسمي الفريقين يكفي لتأكيد حضور الإثارة والمتعة الكروية، إلى جانب المتابعة الجماهيرية الغفيرة سواء بالتواجد في الملعب أو من خلال شاشات التلفزة، ودائماً ما تكتظ جنبات الملعب بحضور جماهيري لافت تعجز في بعض الأحيان المدرجات عن استيعاب تلك الجماهير كافة. الحسابات والفرضيات لا مكان لها في حضرة الهلال والنصر، كما أن التكامل العناصري وأفضلية التمركز على سلم الترتيب غير مجدي في مواجهات الفريقين، فالمواجهة تختلف تماماً عن أية مباراة دورية أخرى، بل ويصنفها البعض بالبطولة الخاصة، لما تحمل من أهمية بالغة لدى أنصار الطرفين، وما يميز مواجهات الفريقين غياب الألعاب الخشنة وقلة ظهور البطاقات الملونة في ظل تفرغ اللاعبين للبحث عن أفضل العطاءت والسعي لإرضاء الجماهير بأثمن الانتصارات، ويصعب على النقاد الرياضيين التكهن بواقع المباراة أو نتيجتها، ولا شك أن الإعداد النفسي لا يقل أهمية عن التجهيز الفني، إذا لم يكن أهم، وفي غالب الأحيان نشاهد الغلبة للفريق صاحب الظروف الصعبة والأوضاع الفنية السيئة، ما يجعل إدارتي الفريقين تحرص على الجوانب المعنوية من خلال أبعاد اللاعبين عن الضغوط النفسية، من خلال التقليل من أهمية المباراة واعتبارها دورية اعتيادية شأنها شأن المباريات الأخرى لا تحمل سوى ثلاث نقاط فقط. وعلى الجانب الفني، اتفق المدربان على فرض السرية التامة على التدريبات، سعياً إلى وضع اللمسات الأخيرة على خطوط الفريق بعيداً عن أنظار الجماهير ومطالبهم التي قد تؤثر على معنويات عناصر الفريق، ويكاد مستوى الطرفين يكون متقارباً إلى حد بعيد، عكس السنوات الأخيرة التي دانت فيها الأفضلية للفريق الأزرق، ما يجعل المواجهة تكون ملتهبة جداً ولن تخلو بأية حال من الأحوال من الأهداف، في ظل الرغبة الجامحة لكلا المدربين للظفر بنقاط المباراة كاملة. النصر يدخل المباراة من خلال مركز الوصافة ب 11 نقطة، وطموحات الأصفر تختلف تماماً عن المواسم السابقة، إذ قدم في الجولات الماضية ما يؤكد عزمه على العودة إلى منصات تتويج البطولات الكبرى، ونجح في التواجد الباكر في دائرة المنافسة على صدارة الفرق عبر مستويات لافته مقرونة بقتالية وحماسة كبيرة من لاعبيه كافة، والمدرب الكرواتي رادان نجح في خلق التوليفة المناسبة للخطوط الصفراء، ما أكسب الفريق الثبات على أفضل المستويات، ويعتمد الكرواتي في نهجه الفني على فرض السيطرة الميدانية على منطقة المناورة مستفيداً من حيوية عبدالله حماد ويوسف الموينع وأحمد المبارك، ومهارة البرازيلي إلتون أحد أهم الأوراق الرابحة للفريق الأصفر، وبات يمثل العلامة البارزة في المواجهات كافة بمجهوده السخي طوال شوطي المباراة، كما أن ثنائي المقدمة محمد الشهراني وسعد الحارثي لهما وزن كبير في حسابات المدرب الكرواتي رادان، خصوصاً أنهما يجيدان الاستفادة من أنصاف الفرص. وعلى الجهة الأخرى، يدخل الهلال ب 10 نقاط من خلال المركز الثالث، وأداء الفريق الأزرق شهد تأرجحاً كبيراً من مباراة إلى أخرى، كما هو حال التشكيل الذي لم يشهد الثبات منذ الجولة الأولى، وعلى رغم وجود أسماء بارزة في الخطوط كافة، إلا أن المدرب الروماني كوزمين يتخبط بشكل عجيب ويغيب خطورة الفريق في غالب الأحيان من خلال الاعتماد على مهاجم وحيد في خط المقدمة، والجماهير الهلالية باتت قلقة على فريقها في مشوار المحافظة على لقبه، والفريق الهلالي يفتقد إلى العنصر الأجنبي المفيد في ظل إيقاف الليبي طارق التايب وسلبية البوليفي رالديس، كما أن السويدي ويلهامسون لم يقدم ما يقنع عشاق الفريق في ظهوره الأول في المباراة السابقة أمام الأهلي، إلا أن الهلاليين يعقدون أمالاً كبيرة على نجمهم ياسر القحطاني لكسر سلبية الجولات السابقة وقيادة الفريق إلى انتصار ثمين، كما أن الشابين أحمد الفريدي وأحمد الصويلح يملكان قدرات عالية تمكن المدرب الروماني كوزمين من فعل ما يريد على المستطيل الأخضر، متى ما أحسن التعامل مع قدراتهما الفنية.