تشتكي بعض الأندية المشاركة في النسخة الأولى من دوري المحترفين السعودي من عدم انتظام جدول المسابقات المحلية، التي تتقطّع بين الفينة والأخرى وذلك بسبب فترات التوقف التي تتخلل الدوري، التي تسهم في عدم انتظامه. وعلى رغم دفاع رئيس لجنة المسابقات فهد المصيبيح عن عمل لجنته إلا أن الرضا لم يبدُ واضحاً على محيا مسؤولي الأندية الذين أبدو تذمّرهم من التقديم والتأخير، الذي يضرب أطنابه في جدول الدوري هذا الموسم، استمراراً للسياسة التي انتهجها الاتحاد السعودي في عملية ترتيب جدول الدوري في الأيام الماضية. وأكّد فهد المصيبيح أن لجنته تعمل بشكل جادٍّ على أن تنتظم المسابقات السعودية في فترة وجيزة لا تتجاوز 150 يوماً، وهو ما يعني أن الفريق قد يلعب ما يقارب لقاء كل 4 أيام، وهو ما يعدّه الكثيرون إجهاداً للاعبين إلى درجة كبيرة. ويشدد المصيبيح على أن عدم وجود ملاعب إضافية في بعض المدن تسبب في أن يلعب بعض الأندية خارج قواعدها لأسبوعين متتاليين، مؤكّداً على أن على الأندية أن تتكيف مع الطريقة الجديدة التي اعتمدتها اللجنة في أن تلعب كل الفرق في وقت واحد وفي أسبوع واحد، واصفاً ذلك العمل بالمنصف للجميع وبأنه يراعي مصلحة الأندية والمنتخبات التي تشارك خارجياً. وعلى رغم تبرير رئيس اللجنة إقامة 6 مباريات في اليوم ذاته إلى رغبتهم بمنح الفرق فرص متساوية في الراحة والمباريات، إلا أن الكثيرون لا زالوا معارضين لذلك ويرون فيه تضييقاً على الجماهير وحرمانهم من متابعة المباريات المهمة التي تُلعب متزامنة في الوقت ذاته. شدد مدرب الوحدة الألماني ثيو بوكير على أن جدولة دوري المحترفين السعودي وبرمجة المسابقات الكروية من شأنها أن ترفع مستويات الأندية السعودية إلى الدرجة التي يطمح إليها الرياضيون بمختلف ميولهم، من حيث القوة في الأداء والتنافس الحقيقي على تحقيق الانتصارات وحصد الإنجازات والبطولات، وقد تسهم في حدوث العكس تماماً من ناحية ضعف المستويات وخفض معدل التنافس بين الفرق الكبيرة وبالتالي تراجع أسهم دوري المحترفين السعودي بين الدوريات الكروية الأخرى في المنطقة، وكل ذلك يعتمد على روزنامة المسابقات وطريقة برمجتها وجدولتها من لجنة المسابقات في الاتحاد السعودي لكرة القدم. وأوضح بوكير أنه يعاني مع فريقه من مشكلة توقف الدوري وانعكاس ذلك على أداء لاعبيه، وقال:"عندما يلعب الفريق مباريات متوالية يرتفع أداء اللاعبين ويظهر الفريق بالشكل الذي يرضي طموحات الجماهير التي يزداد اهتمامها ومتابعتها لفريقها مع تطور المستويات الفنية وتحقيق النتائج الإيجابية، وحصل ذلك مع فريقي الوحدة، إذ لم تكن بدايتنا قوية وعانينا من تذبذب الأداء في اللقاءات الأولى وعدم الثبات على قائمة أساسية بسبب الإصابات والغيابات لظروف أخرى، ولكن مع توالي اللقاءات بصفة متقاربة كل أربعة أيام عاد الفريق إلى وضعه الطبيعي وارتفع أداء اللاعبين وتحسنت النتائج وتقدم مركز الفريق، ولو استمر الدوري في منافساته خلال الأيام المقبلة فسنصل إلى الدرجة التي ننشدها كجهاز فني وينشدها محبو وعشاق الفريق، إلا أن التوقفات الضرورية بسبب مشاركات المنتخب السعودي في تصفيات كأس العالم ستعيدنا إلى المشكلة نفسها وسينخفض رتم أداء الفريق وسنبدأ علاج المشكلة من جديد، وإن كنا في الوحدة سندخل في مرحلة إعداد جديدة، تأهباً للمشاركة في دوري أبطال العرب، إذ سنواجه اتحاد العاصمة الجزائري في لقاء الذهاب في الجزائر". وأكد بوكير أنهم جهّزوا فريقهم بقوة للقاءات المقبلة، وذلك بالبحث عن مباريات ودية في فترة التوقف، وقال:"نحن جهزنا فريقنا للاستحقاقات الكروية المحلية والخارجية التي تستغرق فترتها قرابة عشرة أشهر، وتدريباتنا متواصلة بصفة دائمة، ونعمل على تحضير اللاعبين لياقياً وفنياً وذهنياً حتى في فترات توقف الدوري، لأنه لا يوجد عندنا في الفريق مصطلح توقف لأي سبب من الأسباب، فإذا توقف دوري المحترفين السعودي نبحث مباشرة عن لقاءات ودية تدخلنا في جو المباريات وتزيد من معدل الانسجام والتجانس بين افراد الفريق، ومن الطبيعي أن هذه اللقاءات لن تكون بقوة لقاءات الدوري نفسها ولكن هذا ما نستطيع فعله في مثل هذه الظروف". من جانبه، وصف المدرب الوطني حسن خليفة ضغط المباريات بالأمر المزعج للكثير من المدربين، قائلاً:"مزعج للمدربين في المقام الأول وللأندية على وجه العموم، فمساحة المملكة الشاسعة والتي تتطلب وقتاً طويلاً للتنقل من مدينة إلى أخرى وظروف الطيران التي يضطر على إثرها الفريق للانتظار في صالات المطارات، ثم يأتي عدم وجود العقلية الاحترافية الكاملة لدى اللاعبين والتي تساعد في التغلب على هذه الضغوطات، كل هذه العوامل تجعل الحمل كبيراً على الأندية". وتوقع أن يظهر تأثير ضغط المباريات على الفرق في الجولات المقبلة"سيبدأ ظهور التأثير بشكل واضح خلال الجولات المقبلة وبالذات على الفرق التي لا تملك احتياطياً يوازي الفريق الأساسي خصوصاً مع صعوبة معالجة اللاعبين المصابين في ظل الفترات القصيرة التي تفصل بين المباريات". وطالب في نهاية حديثه بإعادة النظر في ضغط الجدول لأنه سيحرم الجماهير من مشاهدة الفرق وهي تقدم أفضل ما لديها لإرهاق لاعبيها. أما اللاعب السابق المدرب الوطني حمزة إدريس فرفض مقارنة الفرق السعودية بنظيرتها الأوروبية بسبب اختلاف قدرة اللاعبين بين المنطقتين، قائلاً:"سرعة الاستشفاء عند اللاعب الأوروبي أسرع من اللاعب العربي الذي يحتاج لوقت أطول نسبياً بعد كل مباراة لاستعادة معدلاته البدنية الطبيعية بعد المباراة، ولذلك فإن ضغط المباريات يضطر المدربين إلى اعتماد التدريبات الخفيفة، وفي الغالب فإن المدربين لا يرفعون حمل التدريبات الفنية على رغم حاجتهم إليها نظراً لخشيتهم من أن يؤثر ذلك سلباً على اللاعبين". واعتبر أدريس أن ضغط المباريات أمر سلبي يجب العمل على تلافيه حتى لا يفقد الدوري السعودي رونقه.