يشهد سكان عدد من أحياء المدينةالمنورة أزمة خانقة، جرّاء انقطاع المياه عنهم لفترات طويلة، واستفاد ملاك صهاريج المياه الخاصة، وانتعش عملهم على حساب"معاناة"الأهالي. وتفاقمت أزمة انقطاع المياه في الآونة الأخيرة ،وشكا عدد من المواطنين في أحياء متفرقة من المدينةالمنورة وجود خلل في جدولة توزيع المياه، موضحين أن انقطاع المياه يستمر لأكثر من شهر في أجزاء واسعة من المدينة، مقارنة بالفترة الماضية، إذ كان يتم ضخ المياه في فترات متقاربة بمعدل مرة واحدة في الأسبوع، لذا لجأ عدد كبير منهم إلى الصهاريج من أجل سد حاجتهم من الماء، وطالبوا المسؤولين في مصلحة المياه بالمنطقة بضرورة إيجاد حلول عاجلة لهذه المشكلة التي باتت تؤرقهم. وأشار عبدالله جمال، وهو من سكان حي السحمان، إلى أن سكان الحي الذين يتجاوز عددهم الثلاثة آلاف نسمة يعانون من انقطاع المياه لأشهر عدة، على رغم أن الشبكة تغطي الحي، وقال:"اضطرنا طول الانقطاعات إلى اللجوء للصهاريج كل أربعة أيام، ومع ذلك لا تكفي"، ويتساءل:"هل تصدق أني بعد أن أجلب الصهريج أقوم بمتابعة الخزان حتى لا أفاجأ بانقطاع المياه؟". وتحدث عن تعرضه لمواقف محرجة نتيجة انقطاعات المياه، وقال:"أعددت وليمة للأقارب والأصدقاء في إحدى المناسبات، وأوقعني انقطاع المياه في موقف حرج مع الضيوف، إذ اضطررت إلى تركهم في المنزل لإحضار صهريج ماء". وطالب جمال المسؤولين في مصلحة المياه إلى النظر في معاناة الأهالي باهتمام، وأن يتم ضخ المياه للأحياء بنزاهة وحيادية، لافتاً إلى أنه حتى في حال ضخ المياه إلى المنازل، فإن ضخها لا يستمر أكثر من ثلاث إلى خمس ساعات، مؤكداً أنها مدة غير كافية لملء الخزان. أما فهد الحربي، وهو من سكان حي الخالدية، فيشير إلى أن مشكلة انقطاع المياه في حيهم باتت هاجساً يؤرقهم، لافتاً إلى أن وصول المياه إلى خزانات المنازل لم يعد منتظماً وفي فترات متقاربة كما كان الأمر عليه في السابق. وأكد الحربي أن انقطاعات المياه تستمر لفترات طويلة، وقال:"مضت الآن أكثر من ثلاثة أسابيع والمياه مقطوعة عن كثير من منازل الحي بشكل كامل، ما دفع السكان إلى الاستعانة بالصهاريج"، لافتاً إلى وجود إشكالية في جدولة توزيع المياه، ويتساءل عن الأسباب التي أدت إلى حدوث هذه الإشكالية. ويشير الحربي إلى أن انقطاع المياه بات الشغل الشاغل للكثير من السكان، إذ مضى أكثر من شهر وهم ينتظرون وصول"أكسير الحياة"إلى الحي لكن من دون جدوى. ويضيف أنه في حال التقدم بشكوى إلى مصلحة المياه بسبب الانقطاع يبادرون بضخها لفترة وجيزة ،لكن ما تلبث أن تعود المشكلة إلى ما كانت عليه في السابق وكأنهم يقدمون لنا المهدئات والمسكنات. سكان قرية الجفر ليسوا بأفضل حال من بقية سكان المدينة، إذ إن معاناتهم من انعدام مياه الشرب أجبرتهم على استخدام مياه الآبار للشرب على رغم التحذيرات المتكررة من قبل وزارة الصحة بوجود بكتيريا في مياه الآبار قد تسبب أمراض وبائية. وأبدى صالح العمري، وهو من سكان قرية الجفر، قلقه من تفاقم أزمة المياه التي يقع المواطنون ضحيتها دائماً، وخصوصاً إذا لم تلتفت مصلحة المياه إلى المشكلة وتسعى لحلها. فيما قال سعود محمد:"إن ضخ المياه إلى القرية يكاد يكون معدوماً، إذ لا تصل المياه إلى الكثير من المنازل من طريق الشبكات، ما يدفع الأهالي إلى اللجوء لصهاريج المياه، ما أثقل كواهلهم". وأدى انقطاع المياه في عدد من أحياء المدينةالمنورة إلى ارتفاع أسعار الوايت إلى 200 ريال، مرتفعاً بذلك ثلاثة أضعاف عن السعر السابق، وعبّر المواطنون عن عدم رضاهم إزاء هذه الأزمة، خصوصاً في هذه الفترة التي تكثر فيها الحاجة للمياه.