سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحكام يخلون ساحتهم ويلقون بالتهمة على وسائل الإعلام ومسيري الأندية - الزيد : ما يحدث لم يخرج عن "المألوف" - المطلق : حولوا الرياضة إلى وسيلة تناحر وعداوة - المهنا : هناك جهات لم تتحمل مسؤوليتها
رفض حكام بارزون ممن قضوا عمراً مديداً في الملاعب الرياضية إلقاء تبعات التسبب في إثارة الشغب الجماهيري على كاهلهم، مخلين ساحة الحكام من ذلك وملقين بالتهمة على مثيري عواطف الجماهير من مسيري الأندية ووسائل الإعلام، ومطالبين رجال التنظيم في الملاعب السعودية بالقيام بدورهم الفاعل، من أجل السيطرة على الجماهير الكروية أثناء وجودها في المدرجات بما يضمن عدم خروجها عن النص. وأبدى نائب رئيس لجنة الحكام في الاتحاد السعودي لكرة القدم عبدالرحمن الزيد رفضه لوصف ما يحدث في بعض الملاعب السعودية من شغب جماهيري ب"الظاهرة"، قائلاً:"ما حدث في السنوات الأخيرة بما فيها حادثة النصر والاتفاق الأخيرة لم يصل إلى الحدّ الذي يستحق فيه الأمر أن نطلق عليه ظاهرة، لأنها كانت حوادث شاذة، فهناك 1000 مباراة في الموسم الواحد في المسابقات المحلية التي تقام بإشراف اتحاد القدم، وكل ما حدث في المدرجات لا يمكن مقارنته بما يحدث في الملاعب العالمية، ولا يمكن مقارنته بما حصل في الأرجنتين أخيراً من شغب كان نتيجته وجود وفيات بين الجماهير، أما ما يحدث في ملاعبنا السعودية لم يخرج عن الإطار المألوف". وطالب الزيد وسائل الإعلام بتقنين نشر التصريحات المتعصبة، قائلاً:"الإعلام له دور بارز في إبراز الرياضة السعودية، ولكن على الإعلام أن يضع ضوابط فيما يتعلق بنشر التصريحات المتشنجة من بعض مسؤولي الأندية، التي تثير الشارع الرياضي وتشيع التعصب بين الجماهير". وطالب الزيد بتهيأة الملاعب أمنياً وإدارياً للسيطرة على حالات الشغب، قائلاً:"أطالب بعدم السماح بدخول المفرقعات والألعاب النارية ومنع مكبرات الصوت التي تستخدم للإساءة واستخدام شاشات العرض في الملاعب لتوعية الجماهير، كذلك عدم زيادة عدد الجماهير عن الحد المقبول في الملاعب الصغيرة". من جانبه، قال الحكم الدولي المعتزل علي المطلق أن الحكم لا يتحمل مسؤولية الشغب الجماهيري، مضيفاً:"للأسف فإن هناك من يفسرون أخطاء الحكام على أنها متعمدة ويدخلون في الذمم، وهذه اتهامات خطيرة تخل بدورة نجاح المنافسة الرياضية في الملاعب، التي تعتمد في نجاحها على مثلث مهم هو اللاعبون والمدربون والحكام". واستطرد:"الجهات المسؤولة تشترك في عملية التوازن في عدم حدوث أعمال شغب في الملاعب السعودية، والجهات الأمنية من الجهات المسؤولة كونها المعنية بتنظم عملية الأمن في الترتيب لمثل هذه الأحداث، وإدارات الملاعب أيضاً مطالبة بتوفير كل الطرق من أجل قطع الطريق على كل من يحاول أن يثير عاطفة الجمهور". وحول الحلول التي يراها للحد من الشغب في المستقبل، قال:"الإعلام الرياضي أيضاً عليه مسؤولية كبيرة بأن يوصل رسالته إلى الجماهير، ويقوم بتوعيتهم بأن الرياضة تنافس شريف، وهي في المقام الأول أخلاق قبل أن تكون رياضة، وعملية تثقيف الجماهير عبر وسائل الإعلام مهمة، لأنها تعتبر من أهم الأمور السريعة لإيصال الرسالة على أن كرة القدم في النهاية تنافس شريف داخل المستطيل الأخضر، وبنهاية صافرة الحكم معلنة نهاية اللقاء يجب أن تقفل جميع الأراء المتعصبة والمتشنجة التي تعتبر معول هدم وليس تحليلاً فنياً صادقاً يبين الأخطاء التي وقع فيها اللاعب لإيضاحها والاستفادة منها كل بحسب فهمه لكرة القدم". ووجه المطلق في ختام حديثة ل"الحياة"رسالة للجماهير السعودية كافة، قال فيها:"طبعاً أنا عاصرت الكثير من الأجيال السابقة والحالية في مجال التحكيم، وأود أن أوجه رسالة للجمهور في المستقبل أن تكون الرياضة وسيلة تقارب وليست كما حدث في الفترة الأخيرة من تناحر وعداوة بين بعضهم، وأتمنى من الجمهور الرياضي أن لا يكرر ما حدث من شغب في المباريات المقبلة وأن يكون التحلي بالأخلاق الرياضية هو شعار الجميع من دون التقليل والإساءة للغير". من جهته، دافع رئيس لجنة الحكام الفرعية في المنطقة الشرقية الحكم الدولي السابق عمر المهنا عن زملائه الحكام، ملقياً باللائمة على عدد من الجهات، التي قال إنها"لم تتحمل مسؤوليتها في توعية الجماهير حيال خطورة انتشار التعصب الرياضي، الذي يؤدي إلى الشغب في كل الأحوال، أعتقد بأنه إذا أيقنت الجماهير بأن مباراة كرة القدم لها 3 احتمالات ليس لها رابع، فإنها بالتأكيد لن تحاول إضافة تبعات أخرى إلى خسارة النقاط التي فقدها فريقها. وأكّد الحكم الذي كان في فترة سابقة مجالاً خصباً للجدل حول بعض قراراته أن الأخطاء التي يقع فيها الحكام جزء لا يتجزأ من كرة القدم، وقال:"ما يقع فيه الحكام من أخطاء يوازيه هفوات يرتكبها اللاعب الذي ينفذ ضربة جزاء ويضيعها، ويرتكبها المدرب الذي يخطئ في بعض قراراته ويخطئها الجميع، ولا تكتمل حلاوة كرة القدم وإثارتها من دون أن توجد فيها هذه الأخطاء، ويجب على الجماهير الرياضية أن تعي أن هذا الأمر ليس بمقدور أحد تفاديه، ولذلك أطالب بنشر الوعي الرياضي بين الجماهير حتى لا تتكرر الصورة السوداء التي رأيناها في مدرجات ملاعبنا في الآونة الأخيرة". وأضاف معلقاً حول صعوبة تحديد الطرف المتسبب في احتقان الجماهير قائلاً:"ما يجب معرفته من الجميع أنه ليس من الحق تعميم ما حدث في الملاعب من خروج عن النص على أنها ظاهرة منتشرة في ملاعبنا، إلا أنه لا بدّ من الاعتراف بأن هذه الأحداث حصلت فالسواد الأعظم ممن يتابع ويشجع ويحضر في الملاعب السعودية هم من فئة الشباب في سن المراهقة ويتأثرون بالظروف المحيطة بهم، أنا أجد أنه يجب على المسؤولين في روابط مشجعي الأندية توعية الجماهير بصفة مستمرة، ومن الصعوبة بمكان تحديد جهة معينة، لأن في هذا ظلم على أية جهة تشارك في المنظومة، وأعتقد أن الكل يتحمل سواء من الإعلام على اختلاف وسائله أم حتى الجمهور مروراً بمنسوبي الأندية من الإداريين وروابط المشجعين".