أُجبر فريق الاتفاق عن التنازل عن لقبة الخليجي لمصلحة فريق الجزيرة الإماراتي الذي نال الأفضلية الفنية المطلقة خلال مباراة الدمام ومباراة أبوظبي، فكان هو الفريق الأكثر تنظيماً والأكثر رغبة وتصميماً على تحقيق كأس هذه البطولة، وطبق لاعبوه منهجية تكتيكية وضعت لاعبي الاتفاق في موقف صعب خلال الأشواط الستة التي لعبها الفريقان في هذا الدور الختامي. فعلى رغم الدفعة المعنوية الكبيرة التي حصل عليها لاعبو الاتفاق عقب مباراة الإياب بتقدمهم بهدفين نظيفين، النتيجة التي أجمع كل المحللين والنقاد أنها جاءت عكس مجرى المباراة تماماً حينما سيطر لاعبو الجزيرة على منطقة المناورة، وفرضوا أسلوبهم التكتيكي والجماعي الذي أهّلهم لتهديد مرمى الخالدي بالعديد من الكرات الخطرة التي لم يكتب لها التوفيق، إلا أن مدرب الاتفاق توني ولاعبيه لم يعوا الدرس جيداً ووضح هدوؤهم فوق المستطيل الأخضر وكأن نتيجة المباراة حُسمت لمصلحتهم قبل أن يلعبوا مباراة الرد، متناسين أيضاً ما حدث على أرضية ملعب الدمام والحرج الكبير الذي تعرضوا له خلال شوطي المباراة. وفي المقابل كان مدرب الجزيرة بولوني واثقاً في قدرات لاعبيه والفوارق المهارية والتكتيكية التي يتمتعون بها، وقام بإجراء تغيير على طريقة اللعب بالاعتماد أولاً على تشديد الرقابة على هدافي الاتفاق صالح بشير والبرنس تاغو بزرع ثلاثي قلب دفاع متكون من الليبرو عمران الجسمي وأمامه راشد عبدالرحمن وصالح بشير، ومن ثم أعطى احمد دادا وصالح عبيد حرية الانطلاق عن طريق جانبي الملعب، لكي تتم الاستفادة قدر المستطاع من المساحات التي يتركها الرهيب والسعيد في مساندتهم الهجومية المحتملة، خصوصاً جهة السعيد الذي عانى كثيراً من تحركات دادا، واعتمد المدرب كثيراً في منهجيته التكتيكية على حماية عمق الوسط حينما أوعز إلى عبدالسلام جمعة وابرهيما دياكيه بالتناول في المساندة الهجومية والدفاعية في ظل وجود المغنم وحيداً في هذه المنطقة، لذلك كانت الحرية متاحه أمام دياكية، كي يمرر ويتسلم من دون ضغط أو تضييق من لاعبي وسط الاتفاق. وأوعز بولوني إلى فيليب كوكو بالقرب من المهاجمين توني وكالو كمثلث هجومي داخل العمق الدفاعي الاتفاقي لمحاولة الاعتماد على المهارة الفردية في هذه المنطقة والبحث عن فرص التسديد المباشر على المرمى في ظل الكثافة العددية القريبة من المرمى، نتيجة التراجع المحتمل لمثلث الدفاع الاتفاقي سياف البيشي وماجد العمري وجمعان الجمان داخل منطقة الجزاء، كذلك لمحوري الارتكاز محمد روبيز وعلي الشهري اللذين أُجبرا بالفعل على ملاصقة ثلاثي عمق الدفاع، وهذا حفزّ لاعبي الجزيرة كثيراً على جرأة التسديد في الشوط الأول للعديد من الكرات كانت إحداها داخل شباك مرمى الخالدي من قدم توني والأخرى ارتطمت بالقائم الأيمن. كل هذه المؤشرات لم تحرك ساكناً لدى مدرب الاتفاق توني وتجبره على اتخاذ خطوة تكتيكية تعيد للفريق توازنه، وبل ولم يكن هناك رد فعل إيجابية من لاعبي الاتفاق لإيقاف مسلسل التسديد المباشر على المرمى، إلى أن جاءت التبديلات التي أجراها توني مع مطلع الدقيقة 63 بخروج تاغو ودخول عقال وأتبعه بالنجعي على حساب المغنم ومن ثم أخرج بشير وأحل ماجد عبدالواحد، كانت بمثابة سحب القوة الهجومية الفعلية لديه، وهذا ما أسهم في تراجع لاعبي الاتفاق كثيراً للمناطق الدفاعية إلى أن جاء الهدفين بين الثاني والثالث بطريقة الهدف الأول نفسها من تسديدة خارج"الثمانية عشر". عودة فريق الجزيرة لنتيجة المباراة من الصفر أعطت اللاعبون ثقة وروحاً جديدة، كي يحققوا الهدف المنشود عقب العطاء والتصميم والإرادة التي كانوا عليها طوال شوطي المباراة، وبالفعل حصلوا على ما بحثوا عنه طوال المباراتين التي خاضوها أمام الاتفاق، وأنصفتهم الركلات الترجيحية في نهاية المشوار لتقدم لهم كأس البطولة المستحق نظير المستوى الفني الذي يؤهلهم لحصد أولى بطولاتهم الخارجية.