المملكة تدعم الإجراءات التي اتخذتها لبنان لمواجهة العبث بأمن مواطنيها    وزير الدفاع يبحث مع نظيره الأمريكي جهود إرساء دعائم الأمن والسلم الدوليين    محافظ جدة يُدشّن الحملة الوطنيّة المحدودة للتطعيم ضد شلل الأطفال    الأهلي والنصر يواجهان بيرسبوليس والغرافة    وزير الاقتصاد: توقع نمو القطاع غير النفطي 4.8 في 2025    النفط ينهي سلسلة خسائر «ثلاثة أسابيع» رغم استمرار مخاوف الهبوط    بحث التعاون الاستراتيجي الدفاعي السعودي - الأميركي    المملكة العربية السعودية تُظهر مستويات عالية من تبني تطبيقات الحاويات والذكاء الاصطناعي التوليدي    يانمار تعزز التزامها نحو المملكة العربية السعودية بافتتاح مكتبها في الرياض    "السراج" يحقق رقماً قياسياً جديداً .. أسرع سبّاح سعودي في سباق 50 متراً    «سلمان للإغاثة» يدشن مبادرة «إطعام - 4»    أمير الشرقية يرعى لقاء «أصدقاء المرضى»    الشيخ السليمان ل«الرياض»: بعض المعبرين أفسد حياة الناس ودمر البيوت    عاصمة القرار    الحجامة.. صحة وعلاج ووقاية    محمد بن ناصر يدشّن حملة التطعيم ضدّ شلل الأطفال    يوم «سرطان الأطفال».. التثقيف بطرق العلاج    منتدى الاستثمار الرياضي يسلّم شارة SIF لشركة المحركات السعودية    الأهلي تعب وأتعبنا    ترامب وبوتين.. بين قمتي «ريكيافيك» و«السعودية»!    الترمبية وتغير الطريقة التي ترى فيها السياسة الدولية نفسها    الحاضنات داعمة للأمهات    غرامة لعدم المخالفة !    "أبواب الشرقية" إرث ثقافي يوقظ تاريخ الحرف اليدوية    مسلسل «في لحظة» يطلق العنان لبوستره    عبادي الجوهر شغف على وجهة البحر الأحمر    ريم طيبة.. «آينشتاين» سعودية !    الملامح الست لاستراتيجيات "ترمب" الإعلامية    بيان المملكة.. الصوت المسموع والرأي المقدر..!    الرياض.. وازنة القرار العالمي    القادسية قادم بقوة    يايسله: جاهزون للغرافة    وزير الموارد البشرية يُكرّم الفائزين بجائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز في دورتها ال 12    أمين الرياض يحضر حفل سفارة كندا بمناسبة اليوم الوطني لبلادها    إنهاء حرب أوكرانيا: مقاربة مقلقة لهدف نبيل    وزير الاقتصاد يلتقي عددًا من المسؤولين لمناقشة مجالات التعاون المشترك    جازان تقرأ معرض الكتاب يحتفي بالمعرفة والإبداع    بينالي الأيقونة الثقافية لمطار الملك عبد العزيز    جولة توعوية لتعزيز الوعي بمرض الربو والانسداد الرئوي المزمن    جامعة نجران تتقدم في أذكى KSU    شرطة الرياض تضبط 14 وافداً لمخالفتهم نظام مكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص    على خطى ترمب.. أوروبا تتجه لفرض قيود على استيراد الغذاء    نائب أمير منطقة مكة يستقبل القنصل العام لدولة الكويت    بموافقة الملك.. «الشؤون الإسلامية» تنفذ برنامج «هدية خادم الحرمين لتوزيع التمور» في 102 دولة    آل الشيخ: نعتزُّ بموقف السعودية الثابت والمشرف من القضية الفلسطينية    أمير نجران يكرّم مدير فرع هيئة حقوق الإنسان بالمنطقة سابقاً    جمعية الذوق العام تنظم مبادرة "ضبط اسلوبك" ضمن برنامج التسوق    تحت 6 درجات مئوية.. انطلاق اختبارات الفصل الدراسي الثاني    "كبدك" تقدم الرعاية لأكثر من 50 مستفيدًا    خبراء يستعرضون تقنيات قطاع الترفيه في الرياض    استمع إلى شرح موجز عن عملهما.. وزير الداخلية يزور» الحماية المدنية» و» العمليات الأمنية» الإيطالية    جدد رفضه المطلق للتهجير.. الرئيس الفلسطيني أمام القمة الإفريقية: تحقيق الأمن الدولي يتطلب دعم مؤتمر السلام برئاسة السعودية    انتقلت إلى رحمة الله في المنامة وصلي عليها بالمسجد الحرام.. مسؤولون وأعيان يواسون أسرتي آل زيدان وآل علي رضا في فقيدتهم «صباح»    عدم تعمد الإضرار بطبيعة المنطقة والحياة البرية.. ضوابط جديدة للتنزه في منطقة الصمان    «منتدى الإعلام» حدث سنوي يرسم خارطة إعلام المستقبل    تآلف الفكر ووحدة المجتمع    فجوة الحافلات    عبدالعزيز بن سعود يزور وكالة الحماية المدنية الإيطالية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



- نفى علاقته بشادية عسكر - ولوح باعتزاله الكتابة قريباً - وأخبر أنه لم يصل إلى مستوى من الوعي يجعله يستحق لقب ليبرالي . عبدالله بن بخيت ل "الحياة" : "دعاة الصحوة" استغلوا جهل المراهقين فعبثوا بالدين
نشر في الحياة يوم 01 - 01 - 2008


بداياتك.. هل كانت تبشر بما أنت فيه الآن..؟
- حلمت بأشياء كثيرة حتى أني حلمت بأن أكون ثرياً ومع الأسف أخفقت، وأخيراً لم أجد صنعة تناسب إمكاناتي النفسية سوى أن أكون كاتباً.. واكتشفت أن خياري كان صائباً. الكتابة تستمر معك حتى آخر يوم من عمرك. الكاتب لا يشيخ، يتطور حتى في شيخوخته. لا يعوق الكاتب إلا الأيديولوجيا التي يعتنقها، إذا تخلص الكاتب من المعتقدات السياسية والأيديولوجية استمر خلاقاً حتى آخر يوم من عمره.
ما علاقتك بالمجتمع الغربي وقد شاركته العيش؟
- المجتمعات الغربية وليس المجتمع مجتمعات خلاقة، يقودها الطليعيون في كل المجالات. أقدرها كثيراً، عندما تختلط بهذه المجتمعات تشعر بأن قدر هذه المجتمعات هو أن تقود البشرية، مجتمعات ناضجة تستحق الاحترام.
تخيل لو أن ما حدث في الحادي عشر من أيلول سبتمبر حدث في دولة من دول العالم الثالث وهي تملك قنابل ذرية كما تملك أميركا. ما رد الفعل؟ نشتمهم يومياً في كل مكان ونقاطعهم ونقاطع بضائعهم، ونحتج عليهم، من دون أن يصدر منهم رد فعل انتقامي، وأنت تعرف فارق القوة والقدرة.
الكتابة والصحوة
هل صحيح أنك تسيطر على قلمك أكثر من لسانك؟
- لا أعرف ما الذي تعنيه بهذا السؤال ولكن هذا طبيعي، الكتابة عملية تفكير متأنية، عمل خلاق بخلاف الكلام، الكلام الشفهي إذا قُصد به أن يكون وظيفة فسيقودنا إلى ما قادنا إليه بعض الدعاة، مهما كانت الكتابة شعرية تبقى عملاً يخاطب العقل، أما الكلام الشفهي إذا تجاوز دوره اليومي في التخاطب وأصبح وسيلة للوعي فسيكون أفضل وسيلة للتعمية على العقل.
أظن أن بعض دعاة الصحوة فازوا بالسيطرة على المجتمع، ليس لأنهم مثقفون بل لأنهم غير مثقفين. استغلوا الجهل المشترك بينهم وبين المراهقين والأحداث وعبثوا بالوجدان الديني، الكتابة لا تسمح بمثل هذا، القلم حليف العقل.
ولو تذكرت لذكرت أن الكتب التي ألفوها كانت صغيرة ومبتسرة وملطخة بالألوان والأصباغ، هذا يعكس عجزهم عن الكتابة التي هي تفكير، فاعتمدوا الكاسيتات لأن الكاسيت ينقل الزعيق.
في مجلة"اليمامة"مارست تجربة صحافية مثيرة.. لماذا تنازلت عنها واكتفيت بكتابة مقال فقط؟
- لم أحب الصحافة كثيراً، الصحافة في المملكة ليست صحافة، إنها جيش حاشد من الهواة. لا تمنحك فتنة الإبداع والخلق، سرعان ما يتحول العامل فيها إلى موظف حكومة من دون ميزات الموظف الحكومي. وظيفة الصحافي توفر لك كل عيوب الوظيفة الحكومية، وتستبعد ميزاتها.
عندما عملت في"اليمامة"كنت أقود إلى أفكار أحبها وأتمنى سيادتها، كنت تحت إلحاح فكرة.
عملت صحافياً غير متفرغ، وعلى فكرة... أسوأ شيء أن يعمل المثقف محرراً في صحيفة. سيضطر لأن يقرأ يومياً أشد أنواع الغثاء تفاهة، تصور أن عملك يفرض عليك أن تقرأ يومياً المقالات التي تنشر في الصحف، على استعداد لأن أموت من الجوع ولا أقرأ لبعض كتاب الصحف.
حرية النشر محدودة
أيام مجلة"اليمامة"أسهمت في زعزعة الفكر وتحريك الراكد.. من وقف بجوارك.. ومن وأد مشروعك..؟
- لا يوجد مشروع ولا توجد زعزعة، كانت حرية النشر محدودة جداً إلى درجة أنك لا تميز بين كاتب وآخر، حتى في الأسلوب، كشفت السنوات الأخيرة أشياء مضحكة.
على سبيل المثال: كاتبة ظنها الجميع حداثية اكتشفوا أن عقلها عقل صحوة، وكاتبة ظنوا أنها كانت داعية اكشفوا أنها كانت من التنويرية. كانت فترة ساذجة. طُمر الوعي فيها تحت غطاءين: الأول حرية النشر الضيقة: والثاني الكتابة الشعرية و"التعفيطية"التي سادت في تلك الفترة.
ماذا بقي من سجالك مع محمد العلي؟
- لا شيء، أتمنى له الصحة والعافية وطول العمر. كان سجالاً بمستوى ذلك الزمن.
فايزة والضابط والممنوع
قصتك عن"فايزة"من تسبب في وقف نشرها؟ ومتى سيعرف القراء نهاية القصة؟
- قصة"فايزة"أو"الضابط الذي تآمر عليه زملاؤه"توقفت بسبب الرقابة في تلك الفترة. ليست القصة الوحيدة التي أوقف نشرها، هناك قصص كثيرة نشرتها مسلسلة وأوقفت بضغوط من جهات مختلفة.
الهدف الأساسي الذي فتحت بسببه زاوية"يارا"هو أن أكتب فيها قصصاً وحكايات وأعمالاً أدبية. أن أروج لفن الرواية. ولكن الانفتاح الكبير الذي حدث في السنوات الأخيرة والأعمال الإرهابية التي تعرضت لها المملكة دفعت"يارا"إلى دروب مختلفة.
أنت كاتب قصة مبدع لكنك كسول، متى سترى أرفف المكتبات نتاجاً لك؟
- شكراً على الوصف الأول، ويؤسفني أن أسمع الوصف الثاني.
ستراها قريباً. لم أشأ أن أُعرَف ككاتب قصة قصيرة. القصة القصيرة لا تكسب مجداً. في فترة الثمانينات أصبح عدد كتاب القصة في المملكة يفوق عدد كتاب"المعاريض". شعرت أن الدخول في ذلك"البازار"شيء سيء لا يمكن أن أقبل به.
صرت أؤجل نشر أعمالي وهذا شيء سيء أيضاً. مع الأسف قادني حظي العاثر إلى أن أوصف في النهاية بأنني"كاتب زاوية". هذا وصف سأنتهي منه قريباً.
سأنتهي من كتابة الزاوية وأتفرغ إلى أعمال أخرى. بدأت أحس أن كتابة الزاوية عملية تكرر نفسها، وبدأت أحس أن دوري ضعف عما كان عليه في البداية. كانت الأفكار التي أطرحها بكراً وخلاقة.
قد سادت الأفكار التي أطرحها وأصبحت جزءاً من الأفكار العامة، وهذا يجعلني أشعر بأنني صرت أكرر نفسي. لكي أستمر أحتاج إلى تطور نوعي في حرية الصحافة في المملكة، في السنوات الخمس الماضية.
إذا حدث تطور نوعي في حرية الصحافة فسأستمر، أما إذا استمر سقف الحرية على ما هو عليه فسأتوقف عن كتابة الزاوية.
وما الذي ستفعله إذا تركت الكتابة الصحافية؟
- سأتفرغ لكتابة أشياء كثيرة. سأكتب سيناريوهات وسأترجم بعض الأعمال المهمة والمفيدة. سأكتب قصة شعبية.
هل كتابة زاوية ثلاثة مرات في الأسبوع تمنعك من كتابات أخرى ؟
- نعم، الزاوية التزام ذهني أكثر من كونها عملاً فيزيائياً. على فكرة لا تستغرقني كتابة زاوية"يارا"أكثر من ساعة أو ساعة ونصف الساعة لا تزيد على عمل خمس ساعات في الأسبوع ولكنها عمل كبير ومرهق.
أحس بعد انتهي من كتابتها أنها امتصت حيوية ذلك اليوم كله. تصور لا أستطيع أن أكتب أكثر من زاوية واحدة في اليوم الواحد. لا يوجد لدي مخزون. بعض الزملاء يكتب حصاد أسبوع في يوم واحد ويرتاح بعد ذلك. أنا لا أستطيع. أكتب كل يوم بيومه حتى في السفر.
أخجل من كتّاب الزوايا
كيف تقوِّم كتَّاب الزوايا في المملكة؟
- أعتقد أن عدد كتاب الزوايا في المملكة أكثر من عدد كتاب الزوايا في الصين والولايات المتحدة مجتمعين. أشعر أحياناً بالخجل أن أكون واحداً من هذا الحشد العظيم. بعضهم لا يجيد حتى صياغة بسم الله الرحمن الرحيم التي تعلمها في الابتدائية، ومع ذلك يفتح له رئيس التحرير زاوية. على فكرة هذا واحد من الدوافع الأساسية التي تجعلني أفكر بجدية في ترك الكتابة في الصحف. سأقتصر في الكتابة على المجالات التي لا يستطيع أن يكتب فيها سوى الكتاب الحقيقيون.
الحراك الثقافي عندنا
كيف تقوِّم الحراك الثقافي الداخلي؟
- الحراك الثقافي والفكري في المملكة رائع وخلاق، وربما أدعي أن المملكة هي البلد العربي الأكثر حراكاً. ولكن المشكلات الثقافية والفكرية والاجتماعية تحتاج إلى وقت طويل ليتم معالجتها بصورة صحيحة حتى تتفق مع التقدم. المشكلة أن كثيراً من المشكلات التي يعاني منها المجتمع السعودي مختلقة ومفتعلة. صدقني أصعب عمل ثقافي يمكن أن تقوم به هو أن تقنع الآخرين بالبديهيات.
ما هي المعالم التي تخشى عليها من الاندثار؟
- ما أخشى عليه من الاندثار أندثر. إذا أخذت السؤال بمعناه المادي. أستطيع أن أقول إن ذاكرة البلد تقوضت. الرياض القديمة مثلاً هدمت، أصبحنا بلا ذكريات، ويمكن أن تتجول في المدن السعودية الأخرى وتعاني من الشيء نفسه.
بصراحة هل لك أية علاقة بالقصة التي نشرت في المنتديات باسم شادية عسكر؟
ليس لي أية علاقة بهذا الاسم، وليس من عادتي أن أكتب في المنتديات تحت أي اسم سري. أطلع على ما يكتب فيها من دون أشارك أبداً. وليس لي مُعِّرف سري.
أنا من الذين يؤمنون أن الكتابة بالاسم هي الكتابة الحقيقية، هي التعبير عن الرأي. والطريقة التي كتبت بها قصة"شادية عسكر"لا تمت لأسلوبي ولا طريقتي في الكتابة. لمجرد أن ما كتب فيها كان يعبر عن فترة السبعينات، وهو ميدان معظم كتاباتي القصصية، ظن البعض ممن يعرفني أن الكاتب هو عبدالله بن بخيت.
أؤكد في هذا الحوار ألا صلة لي إطلاقاً بشادية عسكر ولم أكتب حرفاً واحداً منها ولا حتى أعرف من هو كاتبها.
الكتابة في الانتنرنت شتائم
لماذا لا تكتب بمعرف، يقال إن كثيراً من الكتاب يستخدمون هذه الوسيلة للتعبير عن آرائهم التي لا يستطيعون التعبير عنها علانية؟
- لا تنس أن الكتابة في المنتديات ليست كلها تعبيراً عن الرأي. هناك شتائم بل الشتائم أكثر.
إذا أردت أن تعبر عن الرأي يجب أن تكتبه باسمك الصريح. ما يكتب في الإنترنت لا يمثل مرحلة تطور في حرية الرأي. التطور في حرية الرأي يكون عندما يعبر الإنسان عن رأيه باسمه الصريح وفي القنوات الإعلامية المعترف بها. حرية الرأي هي أن تعبر عن رأيك بضمانة القانون.
ما يكتب في الإنترنت امتداد للمنشورات التي كانت تنشط في الظلام. في المنتديات كل شيء جائز. قد يكون الكاتب السري مواطناً مخلصاً، وقد يكون عضواً في مخابرات أجنبية.
"ابن طرباخ"جعلك تروح وتجيء في المحاكم... ما ذكرياتك عن تلك التجربة، وكيف ترى آلية محاكمة المثقفين وأصحاب الرأي؟
- كانت تجربة ثرية ومفيدة وممتعة. الدخول إلى المحكمة بوصفك كاتباً. سبق لي أن قرأت مرافعة المدعي العام الفرنسي ضد غوستاف فلوبير. قبل أن أذهب إلى المحكمة قرأتها مرة أخرى.
محاكمتي في قضية"ابن طرباخ"كانت عادلة. لقد استخدمت اسم الرجل بطريقة الخطأ، وكان من حقه أن يرفع قضية. كان القاضي نزيهاً ومحايداً ومثقفاً. أدار القضية بحنكة وخبرة، وانتهت برضا الطرفين.
لكن القضية التي ذكرتني بمحاكمة فلوبير هي قضية الحسبة التي رُفعت علي قبل ثلاث سنوات. بسبب نقدي جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
لا أعلم ما كان يمكن أن يحل بي لولا تدخل ملك الإصلاح والتقدم خادم الحرمين الشريفين، الذي أمر بنقلها إلى مكانها القانوني.
كنت تكتب"طاش"ولكن يلاحظ أنك توقفت في السنوات الأخيرة؟
- الكتابة ل"طاش"عمل مفيد ويخدم الكاتب، وقد أسهم"طاش"في تقديم كتّاب وممثلين جيدين. بالنسبة إلي من الصعب الكتابة في"طاش"."طاش"برنامج درامي. معالجة قضايا الناس بشكل درامي عمل تثقيفي وتنويري أكثر مما هو عمل فني. عندما أشاهد عملاً درامياً لا يهمني الموضوع، ما يعنيني كمشاهد هو الجانب الإبداعي في العمل. في الوقت نفسه لا أتفق مع الطريقة التي يعمل بها المخرج الأستاذ عبدالخالق الغانم.
شغف الناشرين بالكتاب السعودي... هل هو في مصلحة ثقافتنا أم بحث عن الربحية فقط؟
- بحث عن الربحية طبعاً. ربحية مشروعة على أية حال. والسؤال: لماذا لا يكون هناك ناشر سعودي يلمّ الغلة؟ لكن هذا السؤال يقودنا إلى أسئلة أخرى كثيرة طالما لم تسألني عنها، فلن أفتح باباً على نفسي.
الكتابة الساخرة، هل هي مبدأ يؤمن به قلمك... أم أنها ومضات تأتي حيناً وتغيب أحياناً؟
- لا أتعمد الكتابة الساخرة، أترك الأمر للموضوع وللحالة النفسية لحظة الكتابة، أحياناً الموضوع لا يمكن تناوله إلا بسخرية، هو في حد ذاته عجينة ساخرة.
"الليبرالية"والوعي ونحن
"الليبرالية"تصنيف غالباً ما تحرص على التبرؤ منه... في حين أنك تتبنى معظم أفكاره وتنهج نهجه، وتتحدث بإعجاب حول ما يناقش على طاولة"الليبراليين"... لماذا ذلك؟
- لم أتبرأ من كوني ليبرالياً لكني لم أصل بعد إلى هذا المستوى من الوعي حتى أستحق لقب ليبرالي.
أحتاج إلى وقت طويل حتى أتخلص من أعباء التقليدية والأيديولوجا التي يرزح تحتها تفكيري. أعجب دوماً بالناس الذين يمتلكون عقولهم. إن أسوأ شيء يواجهه الإنسان هو أن يصبح عقله رهينة بأيدي الآخرين.. أنا أسعى إلى أن أكون ليبرالياً.
هل تشعر بوجود ليبرالية سعودية حقة؟
- الليبرالية موجودة في كل مكان، ما هو ليبرالي اليوم سيكون في المستقبل محافظاً، ما يعتبر ليبرالياً في السعودية في وقتنا الحالي كان ليبرالياً قبل قرنين من الزمان في أوروبا. الليبرالية تقابل المحافظة، الليبرالية هي توجّه اجتماعي، الإنسان في ذاته يمكن أن يكون ليبرالياً ومحافظاً في الوقت نفسه. فهو محافظ في شيء وليبرالي في شيء آخر. قد يؤيد قيادة المرأة للسيارة وبذلك يعد ليبرالياً، ولكنه قد يرفض سفر المرأة وحدها عندئذ يصبح محافظاً. تزداد ليبرالية الشخص مع توسع أفقه.
تنطلق الليبرالية من فكر التسامح، أي إنسان لا يتدخل في ما لا يعنيه ولا يعتقد أن ما يملكه من فكر هو قوام صلاح العالم هو في الواقع ليبرالي. لم أتهرب من لقب ليبرالي، ولكني أظن أنه كبير عليّ.
تذكر أن الليبرالية لا تقابل التدين أو المتخلف، الليبرالية تقابل المحافظ، في كل مجال هناك ليبراليون وهناك محافظون، في السياسة هناك محافظون وهناك ليبراليون.
في الفن هناك محافظون وهناك ليبراليون وهكذا وحتى في أوساط طلبة العلم الشرعي، هناك محافظون وهناك ليبراليون..
ولكن كالعادة كما يخبرنا التاريخ يصطف رجل الدين المتزمت مع المحافظين لأن مصلحة الطرفين تكمن في الجمود، وهذا الخلط جعل الناس تفهم أن الليبراليين في حال صراع مع أهل الدين.
وهذا خطأ منهجي، لابد أن يعرف الناس أن الليبرالية هي في صراع مع المحافظة، والدليل أن الذين يناضلون من أجل منع المرأة قيادة السيارة لا يكتفون بالدليل الشرعي لتأييد حجتهم، وعندما أثبت الليبراليون أن قيادة المرأة للسيارة لا تتعارض مع الدين لم يصمت المعارضون، بل لجأؤوا إلى أدلة من كل نوع للدفاع عن رأيهم.
عندما تتأمل في هذه المعركة ستعرف أن المعركة الدائرة في المملكة هي بين المحافظين وبين الليبراليين وليس للدين أية علاقة بها.
ولو تأملت أكثر، سترى أن كل طرفي الصراع يستخدم الدين للانتصار لرأيه.
السلام والحرية
ماذا يعطل الليبرالية لتحظى بشعبية المجتمع السعودي؟ هل هو تعثّر الخطاب أم سوء سمعة التيار؟
- الليبرالية تحتاج إلى حرية رأي، تتوسع مع توسع الحرية وتنكمش مع انكماش الحرية.
هل قلمك يخوض حرباً ضد المتشددين؟ ولماذا هم يتصيدونك دائماً؟
- لا أخوض حرباً مع أحد، أنا كاتب ولست مناضلاً أو مجاهداً أو مؤدلجاً، أعبر عن رأيي وأدافع عن الحرية.
هناك أناس يظهرون الإسلام ويبطنون الإرهاب والعنصرية مبدأهم، يفرض عليهم محاربة الحرية لأن وجودهم مرهون بالظلام، هؤلاء يحاربونني ويحاربون كل الكتّاب، ويحاربون قيم السلام والحرية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.