يبدو أن الموسم الكروي الجديد الذي انطلقت ركاب المنافسة فيه أخيراً لن يكون مختلفاً ومميزاً ومتطوراً كما كان ينتظره المتابعون بشغف، إذ ان الأحداث الجماهيرية السلبية المؤسفة التي صاحبت مجموعة كبيرة من مباريات الموسم الماضي لم يتم إيقافها وطمسها من الساحة الكروية السعودية من جانب إدارات الملاعب الرياضية والأجهزة الأمنية المكلفة بتغطية اللقاءات والمنافسات الرياضية. إذ إنها عادت مع انطلاقة منافسات الجولتين الأولى والثانية في الدوري السعودي من دون حسيب ولا رقيب، معلنة أن هناك المزيد من أحداث الشغب الجماهيري مقبلة في المواجهات الآتية، خصوصاً مواجهات الفرق الكبرى. وكانت بداية الشرارة الأولى لهذا الموسم مغايرة ومختلفة عن الموسم الماضي، حيث تسابقت جماهير تبوك التي أبت إلا أن تأخذ نصيبها في أعمال الشغب والفوضى، في ارتكاب المخالفات في جنبات مدرجات ملعب مدينة الملك خالد الرياضية، الذي احتضن لقاء الوطني والاتحاد أخيراً، مستغلة غياب التنظيم من جانب إدارة الملعب، وقامت بالتدافع وإحداث الكثير من الاشتباكات في ما بينها وبين رجال الأمن جراء، ونتج من ذلك إصابات متنوعة لأعداد كبيرة منها. وبما أن الحكام السعوديين كان لهم النصيب الأكبر من التعديات والاشتباكات في أحداث الموسم الماضي لم يسلموا في مباراة الطائي والشباب الأخيرة من اعتداءات الجماهير، حيث أمطرت الجماهير الطائية طاقم حكام اللقاء الذي أقيم على ملعب التعليم في حائل بأعداد كبيرة من علب المشروبات والمياه الفارغة والأحذية على رؤوس الحكام أثناء خروجهم من أرض الملعب بعد نهاية اللقاء، خصوصاً من جانب جماهير الدرجة الأولى، التي لم تجد ممانعة من جانب إدارة الملعب والأمن. وبذلك يرى الكثير من المتابعين أن هناك قصوراً كبيراً في مهام مديري الملاعب الكروية الرياضية كافة، في عملية تنظيم وتوزيع الجماهير في المدرجات وحماية الحكام واللاعبين، الى جانب الضعف الأمني من جانب امن الشركات الذين تستعين بهم إدارات الملاعب. إذ إن هناك مواجهات كروية جماهيرية كبرى مقبلة، ستجمع الفرق الكبيرة ستشهدها الملاعب الخضراء، والتي تتطلب وجود تنظيمات جديدة ومناسبة لكل الجماهير وحضور أمني مميز، وذلك لمنع استمرار أحداث الشغب الجماهيري في الملاعب، خصوصاً الملاعب التي ستحتضن منافسات الموسم الكروي الممتاز للمرة الأولى في مدن تبوك ونجران وملعب التعليم في حائل.