انتهت الاستحقاقات الكروية السعودية، ومعها انتهت لحظات الإثارة والندية والمنافسة الحقيقية على تحقيق الانتصارات وحصد الألقاب والبطولات، وعاشت بعض الأندية المحلية أفراحاً كبيرة واحتفاليات لا تُنسى، وخيَّم الحزن على أندية أخرى خسرت الرهان وعادت إلى المكان الذي صعدت منه، بعد موسم رياضي مليء بالكثير من المفاجآت والأحداث الساخنة، التي تفاعلت معها الجماهير الرياضية في الأسابيع الماضية. واختارت الإنجازات والبطولات الذهبية"عروس البحر الأحمر"جدة، وقررت البقاء فيها عاماً كاملاً، للاستمتاع بشواطئها الجذابة، والاستئناس بمعالمها الأثرية الرائعة، ومبانيها الفخمة الراقية، بعدما ابتسمت لقطبيها الأهلي والاتحاد، وعاندت بقية الأندية السعودية. الأهلي خطف الكأسين نجح فريق الأهلي في تحقيق لقبين مهمين وانجازين غاليين، عندما حاز كأسي الأمير فيصل بن فهد وولي العهد، في فترة زمنية لم تتجاوز الشهرين، ومن فريق واحد هو منافسه التقليدي الاتحاد، حيث كسب مواجهة النهائي الأولى بثلاثة أهداف من دون رد، وانتصر في الثانية بهدفين في مقابل هدف وحيد، ليطير الأهلي بالبطولتين، ويسعد أبناء"القلعة"جماهيرهم الكبيرة والغفيرة، التي تفاعلت بطريقتها الخاصة مع الإنجازين وأشعلت قناديل الفرح في شوارع جدة، ابتهاجاً بما حققه الأبطال، واستمرت الاحتفالات الخضراء حتى نهاية الموسم الكروي، وما زادها حلاوة وجمالاً أنها جاءت عن طريق الجار المقرب الاتحاد، وبأداء فني مميز في النهائيين الكرويين. الاتحاد طار بالأغلى وعاد فريق الاتحاد لحصد الألقاب والإنجازات عندما كسب أهم وأغلى البطولات المحلية كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، بعد تغلبه في النهائي على متصدر المسابقة فريق الهلال في الرياض بهدفين في مقابل هدف، في الوقت القاتل من عمر النزال، في ليلة صفراء تجلى فيها كثيراً نجوم"العميد"، واستطاعوا تعويض جماهيرهم عن فقد البطولتين، وحلقوا بفريقهم في سماء التألق والإبداع، وانتزعوا أصعب الألقاب من أقوى المنافسين، وعاشوا الفرحة في ختام الموسم الرياضي، وهو ما أعاد الهدوء والاستقرار إلى أروقة النادي وجماهيره ومحبيه، الذين ما زالوا يحتفلون في جدة وغيرها من المدن السعودية بفريقهم البطل، الذي حصل على كأس دوري خادم الحرمين الشريفين. هبوط الفيصلي والخليج للمرة الأولى تتأجل معرفة الفريقين الهابطين حتى آخر جولة من استحقاق كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، إذ حاصر الهبوط خمسة فرق حتى الأسبوع ال 22 من الدوري، هي الطائي والحزم والقادسية والفيصلي والخليج، ولم تحسم الأمور رسمياً إلا مع صافرة النهاية لآخر النزلات الكروية، وهي التي أكدت هبوط الفيصلي والخليج لدوري أندية الدرجة الأولى، بعد خسارة الأول من الاتحاد وتعادل الثاني مع الأهلي في الأسبوع الأخير من الدوري، وسط اهتمام جماهيري وإعلامي لم يسبق له مثيل في السنوات الماضية. أترام الهداف حقق مهاجم فريق الشباب الغاني غودين أترام لقب هداف كأس دوري خادم الحرمين الشريفين في الموسم الكروي الحالي ب 13 هدفاً، متقدماً على مهاجم الاتحاد الغيني الحسن كيتا بفارق هدف وحيد، وعلى مهاجم الوحدة السعودي ناصر الشمراني بهدفين، وكان أترام أيضاً حقق اللقب ذاته في عام 1424ه، عندما سجل 15 هدفاً، ليكون بذلك المحترف الأجنبي الوحيد الذي حصل على لقب هداف الدوري السعودي مرتين عامي 1424ه و1427ه. صعود الوطني ونجران في إنجاز تاريخي صعد فريقا الوطني ونجران إلى دوري الكبار، بعد مشوار حافل بالانتصارات والنتائج الرائعة في دوري أندية الدرجة الأولى، إذ حسم أبناء تبوك أمر صعودهم باكراً قبل أسابيع عدة من انتهاء المسابقة، وتبعهم بعد أسبوعين أبناء نجران بالصعود إلى دوري الأضواء والشهرة، ليضيف بذلك الضيفان الجديدان مزيداً من القوة والإثارة على منافسات الدوري السعودي، التي ستتسع إلى ثماني مدن تحتضن 12 نادياً، هي الرياضوجدة والدمام ومكة المكرمة وحائل وتبوك والرس ونجران، وهو ما سيشعل التنافس بدرجة أكبر بين الفرق السعودية وجماهيرها الكبيرة في المناطق كافة. مغادرة جماعية حفلت مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين بالكثير من القرارات الإدارية التي عجلت برحيل المدربين الأجانب إلى بلدانهم، وظهرت هذه القرارات في جميع الأندية السعودية باستثناء ناديي الأهلي والوحدة اللذين منحا مدربيهما الصربي نيبوشا موسكوفيتش والألماني ثيو بوكير الفرصة حتى نهاية الموسم الكروي، وكانا بحق أفضل المدربين الأجانب على الإطلاق في الدوري السعودي، فيما عانت بعض الأندية من ظاهرة إقصاء المدربين حتى الآن فالهلال والنصر تناوب على تدريبهما أربعة مدربين منذ بداية الموسم حتى نهايته. الاستعانة بالحكام الأجانب أثارت الأخطاء التحكيمية الفادحة التي ارتُكبت في لقاءي الهلال والنصر، والأهلي والهلال استياء المسؤولين في القيادة الرياضية، ومهدت لقرار الاستعانة بالحكام الأجانب في اللقاءات التنافسية، وإيقاف بعض الحكام المحليين لفترات متفاوتة، وهو ما حد من المشكلات التحكيمية كثيراً، وأدى إلى ارتياح مسيري الأندية السعودية حتى في ظل تكرر الأخطاء الكبيرة من الحكام الأجانب، التي كانت تقابل بمبدأ التطنيش من المسؤولين واللاعبين والجماهير في الأندية المحلية. ظواهر غريبة شهد الموسم الكروي الذي انتهى قبل أيام بعض الظواهر الغريبة، التي لم تشاهد قبل ذلك، منها نزول الجماهير إلى أرضية الميدان، وحال العبث التي كانوا يحدثونها وقت المباريات، ومشكلة الاعتداء على الحكام وضربهم على الملأ من اللاعبين، واحتجاج الحزم والفيصلي على مشاركة لاعب الاتفاق السنغالي ندوي عثماني بحجة حصوله على ست بطاقات صفر، فكسبه الحزم وخسره الفيصلي، وكذلك ظاهرة القصات الغريبة التي كانت واضحة على شعر بعض اللاعبين، وفيها تشبه بما يحدث في الملاعب الأوروبية، خصوصاً في ربطات الشعر وقصات القزع التي تعتبر مخالفة للأنظمة واللوائح التي أقرتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب.